أكدت صحيفتا (الراية) و(الشرق) القطريتان اليوم الجمعة، أن تصريحات المبعوث العربي والدولي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي والتي انتقد فيها النظام السوري بشدة تكشف يأسه وخيبة أمله من تغيير موقف النظام وإقناعه بالحل السياسي. وقالت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها، إن تصريحات الإبراهيمي التي أكد فيها أنه لا دور للأسد في حكومة تشرف على مرحلة انتقالية بخطة سلام اتفقت عليها القوى الكبرى العام الماضي، تؤكد خيبة أمله من خطاب الرئيس السوري الذي أوصد الباب على الحل السياسي واستبعد المعارضة من الحوار الوطني لشراء الوقت والمماطلة واستكمال ما يعتبره الحسم العسكري في مواجهة الثورة السورية. وتحت عنوان "خيبة أمل الإبراهيمي" قالت الصحيفة إن التصريحات التي أطلقها الإبراهيمي وانتقدت النظام السوري بشدة لم تكن لتصدر عن الإبراهيمي وهو الدبلوماسي المخضرم لولا أنه يئس من تغيير موقف النظام وإقناعه بالحل السياسي للأزمة في سوريا ووقف العنف وشلال الدم للحفاظ على سوريا ومستقبلها. وأشارت إلى أن الاتهامات التي ساقتها وزارة الخارجية السورية والتي اعتبرت تصريحاته خروجا عن جوهر مهمته، وإظهاره بشكل سافر وانحيازه لمواقف أوساط معروفة بتآمرها على سوريا والشعب السوري، تظهر المأزق الذي وقع فيه النظام بعد خطاب الأسد الأخير. وبينت صحيفة "الراية" القطرية أن النظام السوري الحاكم كان وما يزال يستغل الجهود الدبلوماسية والبحث عن حلول سياسية للأزمة في سوريا للتغطية على حربه التي يشنها ضد الشعب السوري، مما دفع الخارجية السورية للإبقاء على "شعرة معاوية" مع المبعوث العربي والدولي لتأكيد التعاون مع الموفد الدولي لإنجاح مهمته في إطار مفهومها لحل الأزمة في سوريا بشكل موضوعي، رغم اتهامها له بالانحياز لمواقف من تصفهم بأوساط معروفة بالتآمر على سوريا. ونوهت الصحيفة إلى أن الفرصة التي قد تكون الأخيرة ما تزال قائمة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه رغم إغلاق النظام باب الحل السياسي في حال نجاح إعلان جنيف ودعا لتشكيل إدارة انتقالية كمخرج من الحرب الأهلية في سوريا، إلا أن ما عطل تنفيذه هو الاختلاف على دور رئيس النظام السوري في هذا الاتفاق وفيما إذا كان عليه أن يتنحى عن السلطة وهو الاختلاف الذي حسمه الإبراهيمي الآن بالتأكيد أن لا دور للأسد في المرحلة الانتقالية في سوريا. واختتمت صحيفة الراية بالتأكيد على أن تفاقم الأوضاع الإنسانية في سوريا وزيادة وتيرة العنف وارتفاع الضحايا المدنيين نتيجة استخدام النظام للطائرات والأسلحة الثقيلة في استهداف المدن والبلدات السورية، يحتم على المجتمع الدولي الذي أعطى فرصة للحل السياسي طويلا أن يعيد النظر في مواقفه وسياساته والسعي لتوفير الحماية للشعب السوري تجاه ما يتعرض له الشعب من مأساة إنسانية أدت إلى مقتل أكثر من 60 ألف مواطن في ظل غياب أي أفق للحل السياسي في سوريا. وقالت صحيفة (الشرق) إن تصريحات الإبراهيمي التي جاء فيها أنه لا يرى دورا للأسد في حكومة تشرف على مرحلة انتقالية في سوريا، أثارت حفيظة النظام وآلته الإعلامية، مؤكدة أنه قول حق، وعكست قناعة حقيقية لرؤيته لمستقبل البلد الذي تعصف به أزمة قاربت على دخولها العام الثالث على التوالي. وأضافت الصحيفة - في افتتاحيتها - أن هذا الموقف للإبراهيمي وإن طال انتظاره لما آلت إليه الأزمة السورية، مبني بالتأكيد على حقائق الواقع وشواهده، وأن مبادرة الأسد في خطابه الأخير لم تكن أفضل مما طرح من مبادرات سابقة فاشلة وثبت أنها لم يكن لها أي مصداقية يمكن الاطمئنان إليها، وفيه تلميحات بأن مبادرته العقيمة هي التي يجب أن تكون الأساس لأي حل، وحرص الأسد على تصوير الصراع والاحتجاجات ضده بأنها حرب أهلية. وتساءلت الصحيفة هل يأس الإبراهيمي من مراوغات الأسد ومماطلاته كمن سبقوه من المبعوثين؟ ليعلن لاحقا فشل مهمته، وبالتالي تعكس يأسه من نجاحه في الوساطة مع استمرار تشبث الأسد بالسلطة، أم أنها لا تشير إلى ذلك؟. ولفتت إلى أن تشخيص الأزمة السورية واستمرارها لم يقتصر على المبعوث المشترك، حيث إنه في المؤتمر الصحفي للشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري قال "إن الرئيس الأسد يتحمل مسئولية إطالة واستمرار الأزمة في سوريا، وخطابه الأخير لم يأت بجديد ومبادرته غير مفهومة، فهي فقط مماطلة بعد مماطلة، ويجب عليه أن ينسحب لمصلحة الشعب السوري". وأعربت صحيفة "الشرق" في ختام افتتاحيتها عن اعتقادها بأن مهمة الإبراهيمي في سوريا بدأت فاشلة، لأنها أعقبت اعتراف سلفه كوفي عنان بالفشل، وقبله اللواء مصطفى الدابي، وهي مهام لم تصل إلى نتائج وأي تقدم ملموس في مسار الأزمة حتى الآن.