انتقدت الصحف القطرية، اليوم الإثنين، خطاب الرئيس السورى بشار الأسد، أمس، ووصفته بأنه لم يكن سوى "نسخة لخطابات مماثلة كررها قبله طغاة كان مصيرهم على يد شعوبهم مشهودا فى نهاية المطاف". وقالت صحيفة "الشرق" فى افتتاحيتها، إن خطاب الأسد الذى وصف الشعب الثائر "بالمجرمين والجراثيم والإرهابيين والعصابات" كان بمثابة إعلان جديد لمواصلة حرب الإبادة والتطهير التى يقودها ضد شعبه وهم ينشدون الحرية والكرامة. وأضافت "أنه كان واضحا أن الأسد ونظامه القمعى لا يزالان فى حالة إنكار وانفصال تام عن الواقع، وكأن الأسد لا يعلم أنه خسر حوالى 70% من البلاد، وأن الثوار أصبحوا يطرقون أبواب دمشق ويتقدمون فى الشمال والشرق ويغلقون المطارات الرئيسية للبلاد فى العاصمة وحلب". وأشارت الصحيفة إلى الرد الحاسم من قبل المعارضة السورية برفض ما جاء فى الخطاب، وردود الأفعال التى صدرت من المجتمع الدولى تؤكد كلها أن الاستجابة لدعوات نقل السلطة سلميا مقابل منح الأسد سبلا للخروج الآمن ليست سوى مكافأة لا يستحقها هذا النظام. وأوضحت أن الخطاب الذى يحمل رفضا واضحا لمبادرة الأخضر الإبراهيمى المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة، وحتى المبادرات التى تروج لها دول حليفة مثل اتفاق جنيف، يستدعى من المجتمع الدولى كله اتخاذ مواقف فعالة وأكثر صرامة؛ لضمان تحقيق تطلعات الشعب السورى المشروعة، والتأكد من أن القتلة ومرتكبي جرائم الحرب والإبادة في سوريا سيحاسبون على هذه الأفعال. ومن جانبها قالت صحيفة "العرب" القطرية فى افتتاحيتها، "إن ما أثار الانتباه فى خطاب الأسد هو أنه ظهر متحديا الجميع وخاصة شعبه، حيث إن الأسد يتكلم فى خطابه وكأن الأزمة السورية بدأت أمس، ولم تمض عليها قرابة العامين، ولم يقتل فيها قرابة الستين ألف بريء سورى، ولم تدمر مدن بأكملها بطائراته. وأضافت أن سياسة الإنكار التي مارسها النظام السوري منذ اندلاع الثورة يبدو أنها ما زالت قائمة، وعلى الرغم من أن هذه السياسة أوصلت الوضع فى سوريا إلى ما نشهده اليوم، إلا أن النظام يصر على مواصلة السير فيها. وتساءلت الصحيفة "إن كان الأسد يسعى لحل للأزمة عبر ما وصفه بالمبادرة أمس، فهل يعقل أن تطرح مثل هذه المبادرات عبر خطاب أمام الجمهور؟، لماذا لم يسلمها إلى المبعوث العربي الأممي الأخضر الإبراهيمي؟، ولماذا لم يفكر الأسد بهذه الحلول مع بدء الأزمة؟". واختتمت "العرب" افتتاحيتها بالقول "إن الأسد لم يستمع لشعبه طيلة عامين، ولا يمكن له أن يستمع إليه الآن، وبالتالي فإن على المجتمع الدولي أن يتحمل كامل مسئولياته ويبادر لوقف المجازر التى ترتكب من قبل أجهزة النظام، فالأسد يبدو أنه مصر على مواصلة حله الأمني، الذى لن ينفع مع شعب هو أيضا مصر على انتزاع حريته". وتحت عنوان "الأسد يقفل الباب على الحل السياسي، قالت صحيفة "الراية" إن رئيس النظام السورى لم يأت بجديد فى خطابه غير أنه أعاد الأزمة إلى المربع الأول، برفضه الاعتراف بالحراك الشعبي السوري المطالب بالحرية والديمقراطية والتغيير. وأكدت أن ما قدمه يشكل نسفا لاتفاق جنيف، ورفضا للتعاطي مع الجهود الدبلوماسية التى تستهدف التوصل لحل سياسى للأزمة. وأضافت أن موقف النظام ورفضه الحل السياسى للأزمة يستدعى من المعارضة السورية فى الداخل والخارج المزيد من الوحدة والتوافق على برنامج المرحلة الانتقالية الذى يضع الأسس لسوريا الجديدة التى تحكمها الديمقراطية والتعددية وسيادة القانون". ورأت أن "الحديث الآن عن حلول سياسية يمكن أن يكون النظام ورئيسه جزءا منها أو شريكا فيها حديث لا طائل من ورائه، وهو سيطيل من معاناة الشعب السوري".