اهتمت الصحف القطرية الصادرة اليوم الجمعة في افتتاحياتها بقرارات القمة العربية التي اختتمت أمس في بغداد، فيما يخص الأزمة السورية .. مشددة على أن قرارات القمة لم تتضمن سوى تكرار لمواقف قديمة للجامعة العربية تجاوزتها الأحداث المتصاعدة على الأرض وسط. وطالبت بضرورة استمرار الضغوط القوية على النظام السوري للتعجيل بإنهاء الأزمة المتصاعدة في البلاد. وقالت صحيفة (الشرق) القطرية في افتتاحيتها إن تصدر الأزمة السورية وتداعياتها تصدرت مداولات القادة العرب في قمة بغداد، وهو أمر طبيعي في ظل التطورات الجارية هناك واستمرار العمليات العسكرية التي يقوم بها النظام لقمع المعارضين الذين يطالبون بالحرية، غير أن اللافت أن إعلان بغداد لم يتضمن سوى تكرار لمواقف قديمة للجامعة العربية تجاوزتها الأحداث على الأرض، حيث تقصف المدن والبلدات بالأسلحة الثقيلة، ويستمر النظام في ارتكاب المجازر المروعة رغم إعلان دمشق قبولها بخطة المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة كوفي أنان. وأشارت الصحيفة إلى التصريحات التي أطلقها بشار الأسد أمس، والتي أوضح فيها أن دمشق "أعلمت أنان بموافقتها على الخطة التي تقدم بها مع إبداء ملاحظات حولها"، ودعوته إلى "إجراء مشاورات شاملة حول التفاصيل المتعلقة بالانتقال إلى تطبيق هذه العناصر وفق تفاهم مشترك" .. مشددة على أن تصريحات الأسد تعبر عن عقلية النظام الذي اعتاد المراوغة والمماطلة واللعب على الوقت لإنجاز مهمته بقمع الانتفاضة الشعبية السورية السلمية. ولفتت إلى أن الشارع العربي من محيطه إلى خليجه كان بانتظار قرارات أكثر قوة وأكثر عملية تنتهي إلى حمل الأسد ونظامه على التنحي عن الحكم لصالح حكومة تدير مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات حرة ونزيهة تعيد للبلاد السيادة وللمواطن الكرامة والحرية المسلوبة منذ عقود والتي استمرأها بعض السوريين واعتادوا على غيابها.
من جهتها، أكدت صحيفة (الراية) القطرية في افتتاحيتها تحت عنوان "قمة بغداد تدعم حرية الشعب السوري" أن القمة العربية التي اختتمت أعمالها أمس وجهت رسالة قوية للنظام السوري من خلال دعمها الكامل لتطلعات الشعب السوري ومطالبه المشروعة بالحرية والديمقراطية وحقه في رسم مستقبله والتداول السلمي للسلطة. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي أدانت فيه القمة العربية أعمال القتل والعنف في سوريا والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان في حق المدنيين السوريين فقد أعلنت التمسك بالحل السياسي والحوار الوطني كمخرج للأزمة .. داعية إلى حوار بين السلطات والمعارضة التي طالبوها بتوحيد صفوفها. وأوضحت الصحيفة أنه رغم تصريحات الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي من أن القضية السورية أصبحت بيد مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة بسبب مماطلة النظام وتعنته ورفضه للتعاطي مع الجهود العربية لحل الأزمة فإن القمة العربية تبنت المبادرة العربية بشأن الأزمة في سوريا، حيث دعا البيان الختامي للقمة الحكومة السورية وكافة أطياف المعارضة إلى التعامل الإيجابي مع المبعوث المشترك كوفي أنان لبدء حوار وطني جاد يقوم على خطة الحل التي طرحتها الجامعة وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الخاص بذلك.