تواجه حكومة حزب الشعب الباكستاني مأزقا بعد إعلان إثنين من شركائها هما حزب / الحركة القومية المتحدة / وحزب /الرابطة الاسلامية قائد أعظم/، تأييد دعوة الزعيم الديني الدكتور طاهر القادري لاصلاح قوانين الانتخابات. وقد استدعى الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ، رئيس الوزراء رجاء برويز أشرف وكبار قادة الحزب الى كراتشي أمس فيما اعتبر أنه اجتماع طارىء لمراجعة العلاقات مع الشركاء الائتلافيين للحكومة، وأشارت مصادر الى أن الاجتماع كان يستهدف أساسا بحث المسيرة الاحتجاجية الحاشدة التي أعلن القادري تنظيمها الى اسلام آباد يوم 14 يناير الجاري. كما ترددت أنباء عن أن قادة حزب الشعب اتفقوا على إيفاد وزير الداخلية رحمن مالك الى العاصمة البريطانية لندن لمقابلة رئيس حزب /الحركة القومية المتحدة/ الطف حسين الذي يعيش هناك لاقناعه بالعدول عن تأييد القادري الذي طالب الحكومة بإصلاح قوانين الانتخابات أولا قبل عقد الانتخابات مهددا بأن إسلام آباد سوف تتحول إلى أكبر "ميدان تحرير" في العالم في 14 يناير الجاري. كان القادري رئيس / حركة منهاج القرآن / قد أكد أنه سيقوم بمسيرة احتجاجية حاشدة ستتوجه الى اسلام آباد للمطالبة بالقضاء على الاقطاع، والأخذ بالديمقراطية الحقيقية وسيادة القانون وتطبيق الدستور. وقال قادري في مؤتمر سياسي حاشد نظمه حزب / الحركة القومية المتحدة / أمس في كراتشي لتأكيد دعمه لدعوة الاصلاح /، إن " الطريق إلى الثورة سيبدأ من كراتشي اليوم ." وأضاف أن البرلمان الشعبي سيصدر قراراته في 14 من يناير الحالي، موضحا أنه يرغب في يعيد إلى الشعب "ديمقراطية حقيقية"، مشيرا الى أن رئيس الحركة القومية المتحدة ألطف حسين قد أستجاب للدعوة الى تطبيق ديمقراطية حقيقية في باكستان. وقال قادري، إن إسلام آباد ستكون أكبر "ميدان تحرير" بالعالم في 14 يناير الحالي حيث سيتم حشد 4 ملايين شخص ل " هدم جدار القسوة بضربة واحدة" ولكنه أكد أن المسيرة الطويلة ستكون سلمية.. وإنه يريد فقط أن يشارك في الانتخابات أولئك الذين يسمح لهم الدستور بذلك ، مؤكدا أن اجندته تستهدف القوى الإقطاعية والاستغلالية في البلد وتحقيق الديمقراطية الحقيقية وسيادة القانون، وتنفيذ أحكام الدستور نصا وروحا، ونفى مرة أخرى الادعاءات بأنه أو الحركة القومية المتحدة لهما أجندة خفية وراء تنظيم مليونية 14 يناير الحالي. وأكد قادري رفضه للاتهامات الموجهة إليه بأنه يسعى الى تعطيل النظام الديمقراطي، مؤكدا أنه لايقبل هذه النظام الذي يرى أنه مخالف للدستور..كما نفى إنطباعا بأنه يريد أن يصبح رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال.. وقال "إننا نريد فقط تشكيل حكومة إنتقالية محايدة"، مشيرا إلى أن الشعب لن يقبل حكومة مؤقتة يقررها حزبان فقط / يقصد حزب الشعب الباكستاني وحزب الرابطة الاسلامية نواز/ . وفي كلمة وجهها الى ذلك التجمع عبر الهاتف من لندن، قال رئيس حزب /الحركة القومية المتحدة/ ألطف حسين، إن حزبه ظل يكافح لسنوات ضد النظام الفاسد السائد في باكستان..وإن "الناس الذين ينفقون ملايين الروبيات لشراء ترشيحهم في الانتخابات لايمكن أن يحلوا مشاكل الجماهير..وإن المسيرة الطويلة ستكون مسيرة سريعة للقضاء على النهب واللصوصية. ودعا ألطف حسين ، سائر الأحزاب السياسية والدينية للمشاركة في المسيرة الطويلة.. كما طالب الجيش بالمساعدة لتحقيق الثورة التي يناضل حزبه من أجلها تحت قيادة رئيس / حركة منهاج القرآن/ الدكتور طاهر القادري. وقال ألطف، إن الجماهير "المقهورة" ستقرر مستقبلها في البرلمان الشعبي يوم 14 يناير في إسلام أباد.. وإن ذلك اليوم سيشهد ثورة ضد الطغيان والظلم .. وإن حزبه يناضل من أجل الإطاحة بالنظام الفاسد المتردي. وأوضح أن المسيرة لاتستهدف تأجيل الانتخابات أو عرقلة الديمقراطية، بل إنقاذ باكستان.. وأن الرحلة نحو التغيير الثوري في باكستان قد بدأت ويجب على الجيش وغيره من المؤسسات الوطنية أن تدعم الثورة بدلا من وضع حجر عثرة في طريقها.فيما اعتبر قيادي الحركة القومية المتحدة فاروق عبد الستار، في كلمة ألقاها في التجمع الحاشد أمس، إن ذلك التجمع الكبير دليل على أن الشعب يريد التغيير. من جانبها، حذرت الحكومة الباكستانية مجددا من إتباع أي أسلوب غير دستوري للمطالبة بتطبيق إصلاحات انتخابية.. وطالب وزير الإعلام قمر الزمان كائرة الدكتور طاهر القادري بتقديم إصلاحاته المقترحة إلى "مفوضية الانتخابات" والامتناع عن اللجوء إلى أي تحرك غير دستوري لتحقيق هذا الغرض. وأكد قمر الزمان كائرة في حديث لصحيفة /نيشن /الباكستانية نشر هنا اليوم أنه ينبغي على العلامة طاهر القادري أن يقدم إصلاحاته المقترحة إلى "مفوضية الانتخابات" التي هى السلطة المختصة بتطبيق مثل هذه الإصلاحات. وحذر كائرة مجددا من أي محاولات للعمل باسلوب "ميدان التحرير" بشأن هذه المسألة مؤكدا أنه لن يتم السماح بإقامة /ميدان تحرير/ في باكستان وإن القانون سيأخذ مجراه. وقال كائرة، إنه لن يكون هناك ميدان تحرير في باكستان لأن لدينا حكومة ديمقراطية ولان الحكومة حلت جميع القضايا الأساسية بتوافق الآراء، مشددا على أن الالتزام بالدستور هو الطريق الوحيد لتحقيق الاستقرار في باكستان. ورأى وزير الاعلام أن القيام بانتفاضات على غرار الربيع العربي لايناسب سوى تلك البلدان ذات الأنظمة الديكتاتورية التي لايملك فيها الشعب أي رأي في شئون الحكم، واعترف بأن عقد المسيرات الشعبية حق دستوري للمواطنين، الا أنه أكد في الوقت نفسه أنه لن يتم السماح لأحد بخرق القانون. وأضاف كائرة بأن حزب الشعب الباكستاني هو "النموذج والقدوة" لأولئك الذين يحاولون عمل " ميدان تحرير" في باكستان، ولذا يجب عليهم مقاومة هذه الرغبة التي تلح عليهم، نظرا لان الإعلام والقضاء ومفوضية الانتخابات في البلاد يتمتعون بالحرية الكاملة. وأكد وزيرالاعلام أن حزب الشعب الباكستاني ليس لديه أي خوف أو قلق من الدكتور طاهر القادري أو حزبه، مشيرا إلى أن حزب /الحركة القومية المتحدة / هو في الواقع حليف في الحكومة الديمقراطية التي يقودها حزب الشعب الباكستاني ولكنه يعمل أيضا في النطاق الذي يخدم مصالحه. تجدر الاشارة الى أن الدكتور القادري الذي ظل يعيش سنوات طويلة في بريطانيا عاد مؤخرا الى باكستان ونجح في حشد مئات الآلاف لحضور اجتماع جماهيري عقد عند /منارة باكستان/ في مدينة لاهور في 23 ديسمبر الماضي، أطلق خلاله تهديدات الى الحكومة الباكستانية وأثار علامات تعجب واستفهام كثيرة حول سبب عودته في هذا التوقيت ومن هى الجهة التي تقف وراء عودته وماهو مصدر ملايين الروبيات التي انفقت على الحملة الاعلامية التي أحاطت بعودته المفاجئة الى باكستان. وقال القادري، انه يريد فقط إحداث "ثورة" وإصلاحات إنتخابية في البلاد بطريقة سلمية وليس لديه الرغبة في أن يكون جزءا من حكومة تصريف الأعمال التي سيتم تفويضها لعقد الانتخابات العامة بعد انتهاء فترة ولاية الحكومة الحالية في 18 مارس 2013.