هو إحدى أيقونات ميدان التحرير التي لا تنسى.. الرجل الذى كثيرا ما وفق راسين فى الحلال خلال ال 19 يوما الأولى للثورة، بعدها استحق اللقب الذى لازمه حتى وهو يعمل من مكتبه، لقب «مأذون الثورة». أحمد جمال عبدالناصر، المأذون بحى الجمالية، بالقاهرة، شارك فى ثورة 25 يناير كغيره من ملايين المواطنين، ولكنه لم يكن يقوم بدوره الثورى فقط بل عمل فى الميدان كمأذون أيضاً، فقد عقد ثلاث زيجات خلال أيام الثورة الخوالى، لا تغيب عنه أى تفاصيل منها لأنها كانت أياما –بكل معنى الكلمة- لا تنسى. الزيجة الأولى عقدت بميدان طلعت حرب لمحمد فكرى وزوجة اسمها نورا خليل، وذلك بعد أسبوعين فقط من تعارفهما على بعض، واتفقا على أن يكون المؤخر 10 آلاف جنيه والشبكة كانت خاتما ودبلة هدية من العريس، والعروس أهدت له دبلة من فضة، وتم زفافهما وسط المتظاهرين وارتدت العروس ملابس كاجوال، وكذلك العريس مع شال المقاومة الفلسطينية. ويكمل المأذون الثورى: «الزيجة الثانية كانت بميدان التحرير نفسه، لعريس يدعى أحمد والعروس اسمها نجلاء، وهما كانا مخطوبين من قبل الثورة وأقنعتهما بإتمام زيجتهما بالميدان، لرفع الروح المعنوية من ناحية، ومن ناحية أخرى سيتوافر شرط الإشهار وسيعلم العالم كله بزواجهما بدلاً من الانتظار لإتمامها فى الميعاد الذى اتفقا عليه فى شهر 6، وبالفعل تم الزفاف بالميدان». الزيجة الثالثة كانت عودة زوجين كانا منفصلين عن بعضهما بسبب اختلاف فى وجهات النظر، لكن استطاعت روح الثورة بميدان التحرير أن تذيب الجليد الذى كان بينهما ليعودا لبعضهما مرة أخرى، فروح الثورة تعيد الحياة للحب الذى نظنه قد انتهى. عبدالناصر أشار إلى أن إتمام الزيجات كان يتم فى مكان آمن بعيدا عن المناوشات التى كانت تحدث وقتها، من ضرب للمتظاهرين وإلقاء الطوب والقنابل وغيرها، لكن هذا لم يكن يردع الثوار عن إتمام زفافهم بنجاح، بالإضافة إلى أن بعض المتطوعين كانوا يقومون بحمايتهم ومراقبة أى خطر يتهددهم. وتذكر عبدالناصر موقفا طريفا حدث له أثناء عقده لقران بميدان التحرير عندما كان الشباب يحيطونهم بدائرة ليراقبوا حدوث أى خطر، وكانت إشاراتهم عبارة عن تخبيط بالطوب على حديد الأسوار، وفجأة قام الشباب بإنذارهم لحدوث خطر فجرى العريس هارباً، ويقول عبدالناصر إنه قام بأخذ ملف عقد القران وأسرع بالفرار هو الآخر، لكنه فوجئ بأن هذا كان مقلبا كوميديا ثقيلا فعله الشباب للمزح مع العروس والعريس. سألنا المأذون الثورى عن مدى نجاح زيجات الثورة وتكوينها لأسر مستقرة، فقال للأسف هناك زوجان انفصلا بعد الزواج بعدة أشهر لأنهما رأيا أنهما تسرعا فى إتمام الزواج نتيجة الفيضان الشعورى الذى كان يجتاح الجميع وقتها، فانفصلا على اتفاق بأن يظلا صديقين. يشير مأذون الثورة إلى أن أغلب أسباب الطلاق حاليا مادى، وأكبر عقبة تواجه الشباب قانون الإيجار الجديد، لأن أغلب الأزواج لا يستطيعون توفير إيجار الشقة فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية، وأوضح أن المؤخر الآن بالنسبة للطبقات المتوسطة أصبح يتراوح بين 5 و10 آلاف جنيه، ولا يحاول أحد زيادته حتى لا يشكل عبئا على الزوجين الجديدين.