طالبت جامعة الدول العربية اليوم المجتمع الدولي بالتصدي لجرائم إسرائيل وانتهاكاتها المتواصلة للقانون الدولي وحقوق الإنسان وعدم معاملة إسرائيل كدولة ذات حصانة وفوق القانون. جاء ذلك ردا على تبرئة محكمة اسرائيلية يوم 28 اغسطس الماضي الجيش الإسرائيلي من أي مخالفة يمكن أن تكون قد تسببت في مقتل راشيل كوري الناشطة الأمريكية وكانت راشيل كوري الأمريكية الجنسية " 23 عاما" قد سحقتها جرافة إسرائيلية تابعة للجيش الإسرائيلي في قطاع غزة عام 2003 أثناء محاولتها مع مجموعة صغيرة من الناشطين الدوليين منع الجيش الإسرائيلي من هدم منازل للفلسطينيين برفح. وقد وصف القاضي عوديد جيرشون في حكم المحكمة قتل راشيل كوري " بالحادث المؤسف " وأن كوري " لم تبتعد عن المنطقة كما كان يفترض أن يفعل أي شخص يفكر" وقال " أن الدولة غير مسؤولة لأن الواقعة حدثت خلال موقف ذكر أنه كان في وقت حرب " ، ورفض أي مطالبة بدفع تعويضات وذكر أن أسرة كوري عليها دفع تكلفة التقاضي الخاصة بها وقد تم قتل راشيل كوري وهي ترتدي سترة برتقالية براقة وتحمل مكبر للصوت تحذر به السائق ، وأن إدعاء أن سائق الجرافة لم يراها إدعاء كاذب خاصة أنها كانت تقف على منطقة مرتفعة ولكن السائق قام بدهسها والمرور على جسدها مرتين . وقالت والدة كوري "أنها تشعر بالأحباط ليس فقط من النظام القانوني الإسرائيلي بل أيضا من الدبلوماسية الأمريكية ، وأن إسرائيل بذلت جهدا كبيرا حتى لايتم الكشف عن الحقيقة وراء ما حدث لابنتي" ووصفت الجامعة العربية "قطاع فلسطين والاراضي العربية المحتلة "- في بيان اصدره اليوم - قرار المحكمة الإسرائيلية بأنه يعكس ما يمثله القضاء الإسرائيلي من شرعنة لجرائم الاحتلال الإسرائيلي وما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني من خلال سن القوانين العنصرية التي تتنافي مع القانون الدولي وميثاق الأممالمتحدة، وهو جزء من عملية متواصلة لمنح الجنود الإسرائيليين حصانة وإفلاتا من العقاب وضوءا أخضر لارتكاب المزيد من الجرائم ، وقد وصف الناشط في حركة التضامن الدولية توم دايل الذي كان يقف على بعد عشرة أمتار عن راشيل يوم مقتلها قرار المحكمة بأنه " يعكس ثقافة طويلة الأمد من الإفلات من العقاب ينتهجها الجيش الإسرائيلي". وقالت أن قتل راشيل كوري لم يكن الأول فقد تم قتل جيمز ميلر وهو صحفي بريطاني للتلفزيون البريطاني وتوم هاندرل وهو مصور بريطاني وناشط متضامن مع الفلسطينيين، وأن استهداف إسرائيل للناشطين المتضامنين مع الفلسطينيين وحكم المحكمة الإسرائيلية في قضية راشيل كوري هو رسالة للمتضامنين أنهم غير محصنين وأن جوازات سفرهم المتعددة الألوان لن تجعلهم بمنأى عن جرائم الاحتلال وعبرت الجامعة العربية عن ادانتها لهذا الحكم الجائر موضحة انه لا يمت للعدالة بصلة ، مؤكدة تعاطفها وتضامنها مع أسرة راشيل كوري التي ستظل في قلوب جميع محبي الحرية . وذكر البيان أن حركة التضامن الدولية مع الشعب الفلسطيني تستحق كل التقدير والاحترام لدفاعها عن حقوق الإنسان ومواجهتها لجرائم الاحتلال الإسرائيلي . كما ادانت قيام بعض شركات الطيران بأخذ رأي إسرائيل لمنع ركوب المتضامنين مع الفلسطينيين لطائراتهم وهم في مهامهم الإنسانية للتضامن مع الشعب الفلسطيني.