أسعار المانجو في سوق العبور اليوم.. الزبدية ب23 جنيها    ارتفاع حصيلة ضحايا سلسلة من التفجيرات شمال شرق نيجيريا ل48 قتيلا ومصابا    تردد القناة الناقلة لمباراة إسبانيا ضد جورجيا اليوم الأحد 30-6-2024 في أمم أوروبا    سعر الذهب اليوم وعيار 21 الآن الأحد 30 يونيو 2024    درجات الحرارة اليوم الأحد 30-6-2024 فى مصر    لحظات تحليق البالون الطائر فى سماء الأقصر احتفالا بذكرى 30 يونيو.. فيديو وصور    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 30 يونيو    «زي النهارده».. ثورة 30 يونيو تطيح بحكم الإخوان 30 يونيو 2013    استمرار الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية    مقرر استثمار الحوار الوطني: أوربا في أزمة طاقة.. ومصر الوجهة الأهم لتوفير الطاقة المتجددة    شاهد محمد أبو تريكة يصنع الحدث في مواقع التواصل بعد احداث مباراة المانيا والدنمارك ... خالد منتصر يسخر من تصريحات محمد أبو تريكة    ياسر أيوب: اتحاد الكرة يعاني من تهديد الأهلي والزمالك في قرارات الانسحاب    جهاد جريشة: أطالب رابطة الأندية بالاعتذار للاتحاد السكندري    هشام يكن: الزمالك أخطأ لخوضه مباراة سيراميكا كليوباترا    نتائج أولية.. الغزواني في المقدمة بانتخابات الرئاسة الموريتانية    رهينة إسرائيلية مطلق سراحها: هل يمكننا أن نتعلم الحب وليس الكره    إعادة ضخ المياه إلى منطقة الدقى وإستئناف تسيير حركة السيارات (تفاصيل)    مدحت صالح يطرب جمهور الأوبرا بأروع أغانيه على المسرح الكبير    نجوم العالم العربي يطلوّن في البرنامج الجديد «بيت السعد»    خاص.. بيراميدز: ما حدث في مباراة سموحة إهمال واضح من صاحب الأرض وننتظر قرار الرابطة النهائي    "لو تجاري".. اعرف موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنية 2024    التطبيق من الغد، شعبة المخابز تكشف عن التكلفة الجديدة لإنتاج الخبز    الأرجنتين تصعق بيرو بثنائية لاوتارو وكندا تبلغ ربع نهائي كوبا أمريكا لأول مرة    "أبو الغيط": مبارك رفض التصدي للاتصالات الأمريكية مع الإخوان لهذا السبب    تفاصيل جديدة عن زواج نجوى كرم    هل يجوز التهنئة برأس السنة الهجرية.. الإفتاء توضح    الصحة: مرضى الاكتئاب أكثر عرضة للإصابة بالسرطان    عاجل.. لطلاب الثانوية العامة.. الأسئلة المتوقعة في امتحان الإنجليزي    عصام عبد الفتاح يكشف فضيحة تلاعب كلاتنبرج بالخطوط لصالح الأهلي    وزير خارجية اليمن: القضية الفلسطينية على رأس أولويات القاهرة وصنعاء    7 معلومات عن الأميرة للا لطيفة.. حزن في المغرب بعد رحيل «أم الأمراء»    حظك اليوم برج القوس الأحد 30-6-2024 مهنيا وعاطفيا    محمد رمضان يقدم حفل ختام ناجحا لمهرجان موازين وسط حضور جماهيرى ضخم    أسعار ومواصفات بيجو 2008 موديل 2024    ما هي أول صلاة صلاها الرسول؟.. الظهر أم العصر    من هو أول من وضع التقويم الهجري؟ ولماذا ظهر بعد وفاة الرسول؟    «السيستم عطلان».. رابطة مصنعي السيارات تكشف أسباب تكدس العربيات في الموانئ    عاجل.. فيروس "حمى النيل" يهدد جنود الاحتلال الإسرائيلي.. وحالة من الرعب    اعرف وزن وطول طفلك المثالي حسب السن أو العمر    حكم الشرع في الصلاة داخل المساجد التي بها أضرحة.. الإفتاء تجيب    متحدث التعليم: شكلنا لجنة للوقوف على شكوى امتحان الفيزياء والتقرير في صالح الطلاب    عمرو أديب: مستقبل وطن يمتلك كوادر تنظيمية تستطيع تخفيف الأزمة الاقتصادية| فيديو    ضبط مسجل خطر بحوزته مواد مخدرة وسلاح ناري في الأقصر    الإجازات تلاحق الموظفين.. 10 أيام عطلة رسمية في شهر يوليو بعد ثورة 30 يونيو (تفاصيل)    ظهور مؤثر لVAR وقرارات مثيرة فى مباراتى الزمالك وسيراميكا والاتحاد ضد الداخلية    حقيقة تأجيل الضمان الاجتماعي المطور لشهر يوليو 1445    "طعنة بالصدر".. ننشر صورة المتهم بقتل سباك الوراق بسبب المخدرات    5 علامات تدل على خلل الهرمونات بعد الحمل.. لاتتجاهليهم    رئيس لجنة الصناعة ب«الشيوخ»: 30 يونيو ثورة شعب ضد قوى التطرف والتخلف استجاب لها قائد عظيم لتحقيق طموحات الشعب    مصطفى بكري: إعلان تشكيل الحكومة الجديدة 3 يوليو    بالتزامن مع بداية امتحاناتها.. 14 معلومة عن برامج الماجستير والدكتوراة المهنية بجامعة الأقصر    «الزنداني»: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر هدفها كسب تأييد شعبي    أستاذ علوم سياسية: الدول المنادية بحقوق الإنسان لم تقم بدور مهم حول غزة    د.حماد عبدالله يكتب: "البلطجة والسفالة" وسكان القصور!!    إصابة 4 أشخاص بينهم طفل بلدغات سامة في الوادي الجديد    رمضان عبد المعز: الصلاة على النبى تنصرك على آلام وأحزان ومصاعب الدنيا    مجلس جامعة الأزهر يهنئ الرئيس السيسي بالذكرى ال 11 لثورة 30 يونيو    الري: توجيهات رئاسية بدعم أشقائنا الأفارقة في مجال الموارد المائية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«خسارة العرب».. فى «صفقة القرن»

وزير الخارجية الأسبق كامل عمرو: الأخبار متضاربة بشأنها حتى داخل الولايات المتحدة
طارق فهمى: إعادة فك وتركيب التحالفات فى الشرق الأوسط بأكمله
السفير محمد العرابى: مشكلة «صفقة القرن» أن العرب فى حالتهم الأضعف وإسرائيل «فى أقوى حالاتها»
معصوم مرزوق: سايكس بيكو «2» ل «دفن» بقايا القضية الفلسطينية
عبد المنعم سعيد: الصفقة تضم ما هو أبعد من القضية الفلسطينية وأمريكا مشغولة بأدوار روسيا وإيران فى المنطقة
عمرو هاشم ربيع: إعادة قطر إلى حجمها أهم بنود «الصفقة»
عبد الله السناوى: التطبيع «المجانى» مع إسرائيل والاقتتال «غير المبرر» مع إيران
من عالم التجارة الذى أتى منه «دونالد ترامب» صاغ الملياردير الأمريكى الذى وصل إلى سدة الحكم فى الولايات المتحدة تعبير «صفقة القرن» وأصبح المصطلح الأكثر تداولًا فى أوساط الميديا والسياسة العالمية، ومنذ أن تم إطلاق هذا المصطلح تتسارع الأحداث فى اتجاه أن هناك مخططًا وترتيبات إقليمية ودولية تعيد رسم خرائط ومصائر هذه المنطقة من العالم التى يطلق عليها «الشرق الأوسط».
بعد أسبوعين فقط من وصوله للرئاسة بادرت السعودية بإبرام أكبر صفقة سلاح بينها وبين الإدارة الجديدة فى أمريكا بما تجاوزت قيمته 400 مليار دولار، بعدها مباشرة بادرت أمريكا بموقف أكثر حزمًا تجاه قطر ودورها فى المنطقة الذى تصاعد منذ عام 2011 فيما عرف ببدايات أحداث الربيع العربى.. ولأول مرة تقول الإدارة الأمريكية بهذا الوضوح إن قطر هى الداعم الرئيسى للإرهاب والفوضى فى المنطقة.
إسرائيل أعلنت سريعًا وبكامل الوضوح أنها لن تتحدث من الأصل عن «حل الدولتين» وهو ما أيده ترامب ملمحًا لأن هناك تصورًا جديدًا للصراع العربى الإسرائيلى.
فى غزة.. تلقى القطاع المنكوب ضربة عسكرية إسرائيلية خاطفة عقب عيد الفطر الماضى بساعات، تأكيدًا لأن أى ضربة قادمة ستكون تحت غطاء صمت عربى كامل.
الإيقاع سريع جدًا ومتلاحق لكن الذين يشاهدون «العرض» يبحثون عن «النص» الذى يلتزم به من هم على خشبة المسرح السياسى الذى يعج بالدم والحرب واللامنطق وتوقع حدوث أى شىء فى أى لحظة. لهذا حاولنا أن نبحث فى استطلاع موسع بين أكبر محللين سياسيين فى مصر، ومسئولين سابقين رفيعى المستوى عن النص الذى تم الاتفاق عليه وترويجه دون أن يعرف أحد ما هو وما هى بنوده.. هنا يجيب هؤلاء المحللون ووزراء خارجية مصر السابقين عن السؤال الأخطر.. ما هى بالضبط «صفقة القرن» وإلى أين يمكن أن تتجه الأحداث فى المنطقة خلال الفترة المقبلة ؟
الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية، قال ل«الصباح»: إن معالم صفقة القرن لا تتسم بالوضوح حتى الآن فالجميع من وسائل إعلام وغيره يتحدثون عنها دون أن يكشف أحد تفاصيلها، ولكن يمكننى القول إنها رغبة من الإدارة الأمريكية الحالية فى التوصل إلى تسوية نهائية للصراع العربى الإسرائيلى، وبما أن ترامب قال إنه ليس متمسكًا بحل الدولتين فالأنظار تتجه إلى أنه بحث عن حل آخر تقبله إسرائيل وهذا معناه أن ما يريده حقيقة هو تسوية القضية الفلسطينية من خلال البحث عن حلول جزئية لقضايا معينة مثل التكدس السكانى فى قطاع غزة، وأظن أنه من المطروح أيضًا التوسع تجاه غزة بترحيل أهلها مقابل حصول الدولة التى سيتم النزوح إليها على أرض بديلة أو أى مقابل آخر، على أن يذهب ما يتبقى من الضفة الغربية إلى الأردن من خلال اتحاد كونفيدرالى مع الأردن، المهم ألا تكون فى النهاية هناك «دولة فلسطينية مستقلة» بصيغة الدولة الواحدة التى يتمناها الفلسطينيون أو التى يتوقعها المحللون بوجود حياة مشتركة فى دولة تجمع بين المواطنين الفلسطينين والإسرائيليين.
وأضاف نافعة أن المعالم الأساسية والعديد من التفاصيل لا تزال محل دراسة، ولا تزال الإدارة الأمريكية تجرى مشاورات مع الجانب الفلسطينى والإسرائيلى للوصول إلى صيغة نهائية.
من جانبه أكد الدكتور عمرو هاشم ربيع ل«الصباح» أن صفقة القرن يفسرها كل طرف حسب هواه الشخصى فإذا سألنا الجانب السعودى أو من يهتمون بصفقات التسليح سيقولون إن صفقة القرن هى ما تم الاتفاق عليه بين الجانب الأمريكى والجانب السعودى من خلال الصفقة العسكرية التى تمت مؤخرًا أثناء زيارة الرئيس الأمريكى ترامب للرياض، والتى بلغت مئات المليارات واعتبرت أكبر صفقة عسكرية فى التاريخ من حيث القيمة، ولو سألنا المعارضين لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر والمملكة العربية السعودية فسيجيبون على الفور إنها ما يتعلق بجزيرتى تيران وصنافير وتسليمهما للجانب السعودى.
وأضاف أن الأبرز هو ما يحدث الآن بين دول الخليج وقطر ومصر فهو خطوة هامة فى تلك الصفقة، وذلك من خلال العمل على إعادة الدولة القطرية إلى أحضان الدول العربية من خلال إغلاقها لقناة الجزيرة واستجابتها للشروط العربية، وهى لا تعدو كونها فى النهاية وجهات نظر يتم تفسيرها بطرق مختلفة.
السفير المصرى ووزير الخارجية السابق محمد كامل عمرو، وخلال حديثه مع «الصباح» اختار الانتظار والتزام الصمت حتى تتبين الرؤية وتتضح بشكل أكبر حتى يتم التحدث عن تلك الصفقة المحيرة على أسس واضحة، فحتى الآن الأخبار التى تأتى من الولايات المتحدة ذاتها هى أخبار متضاربة، والجميع ينتظر موقف الدول العربية الأربع، وهى مصر والسعودية والإمارات والبحرين وهو ما سيتبلور عنه أفكار ومواقف يمكن من خلالها استيضاح مسار الأحداث وعلاقتها بسيناريو «صفقة القرن».
الخبير الإستراتيجى طارق فهمى قال ل«الصباح»: صفقة القرن لا تعنى فقط ما يسمى تحريك عملية السلام أو إحداث نقلة ما فى قضية الصراع العربى الإسرائيلى، فالصفقة مرتبطة بفك وترتيب التحالفات فى الإقليم بأكمله وبناء حسابات جديدة لدول الإقليم بما فيه القضية الفلسطينية وبناء عليه فصفقة القرن لا تعنى إبرام اتفاقية سلام بين العرب وإسرائيل فقط، أو إنها تسوية الصراع العربى الإسرائيلى كما يتصور البعض، وبذلك يمكننا أن نطلق عليها إنها «هندسة جديدة لبناء الشرق الأوسط الجديد» وفق الحسابات والرؤى الجديدة فى الإقليم بأكمله.
وأضاف أن هناك مرحلة جديدة ستشكل بعد انتهاء التنظيمات الإرهابية الراهنة وانحسارها بعض الشىء مثلما حدث إبان فترة بزوغ نجم تنظيم القاعدة، وبطبيعة الحال ستتغير التحالفات العسكرية والإستراتيجية على الأرض، فكل مرحلة لها ظروفها السياسية ومعطياتها التاريخية، فيمكننا الربط بين الأحداث ولكن فى النهاية نتفق على أننا أمام واقع جديد يتشكل فى الإقليم وفى منطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.
وأكد أن داعش خلال صفقة القرن ستنتهى مثلما انتهى تنظيم القاعدة، وهو ما يعنى أنها لن تنتهى نهائيًا كفكرة ولكن قوتها الحالية ستضعف جدًا، وخيار التعايش والتواجد سيكون أقرب إلى الواقع، ستتحول بقايا ميليشات داعش إلى جيوب وينطلقون إلى أماكن أخرى فى الشرق الأوسط أو جنوب الساحل أو الصعود إلى دول فى جنوب شرق آسيا مثل الفلبين أو غيرها، ولكن الفكرة ستستمر وستضعف قوتهم من خلال معارك طويلة ستحدث فى الأيام القادمة. مشيرًا إلى أن طبيعة تلك الحركات والتنظيمات يعطيها طبيعة خاصة فكل تنظيم يضعف يسلم لما بعده، والتنظيم القادم هو «تنظيم خراسان» وهو تنظيم ليس بالجديد لكنهم فى حالة ضعف الآن وفى الأيام القادمة من المتوقع أن يحل محل داعش الذى لن ينمحى كما يتصور البعض.
السفير محمد العرابى وزير الخارجية الأسبق، وعضو مجلس النواب أكد ل«الصباح» أن مفهوم صفقة القرن التى أعلن الرئيس السيسى عنها فى الولايات المتحدة لا يمكن أن يكون هناك تخمين معين لها، فمصطلح مثل هذا له من الدلالة القوية ما له، بحيث يشمل مشروعًا كبيرًا، ولكن لا يوجد أى شىء فى الأفق يلمح لوجود أى شىء غير الذى قاله الرئيس، فقد يكون المرجح هو الجزء المشترك بيننا وبين أمريكا وهو حل القضية الفلسطينية، وهو ما يرجح أن يكون قد تم تداوله داخل المكتب البيضاوى، فهو لا يمكن أن يكون صفقة اقتصادية أو عسكرية فالمصطلح أكبر من ذلك.
وأضاف أنه فى ظل الظروف الحالية فالأمور المتعلقة بالقضية الفلسطينية صعبة للغاية، فالإدارة الأمريكية لا تملك تصورًا واضحًا حتى الآن، والجانب الإسرائيلى بقيادة نتنياهو متشدد للغاية ولا يسعى للحل، وبالتالى فالظروف غير مواتية بالإضافة إلى أن المنطقة ككل تمر بظروف بالغة الصعوبة وهو ما يجعل إسرائيل خالية من أى ضغوط تدفعها للحل أو المضى قدمًا نحوه. مؤكدًا أن كل المبادرات الإسرائيلية هى تصرفات أو مبادرات محبطة للسلام وليست فى مصلحته.
السفير معصوم مرزوق (سفير مصر سابقًا فى كل من أوغندا وفنلندا وإستونيا) والقيادى فى التيار الشعبى قال: يمكننا أن نطلق على صفقة القرن عنوان (سايكس بيكو جديدة)، حيث يعتقد أن صفقة القرن هذه هى مجرد استكمال أو تجديد وبمعنى آخر مرحلة إستراتيجية ثانية من اتفاقية سايكس بيكو وهى تلك الاتفاقية التى وُقعت سرًا عام 1916م بين عدد من الدول العظمى الاستعمارية والتى رسمت حدود الشرق الأوسط، كما يتناسب مع مصالح تلك الدول، وحسب رأيه فإن صفقة القرن التى أسماها بسايكس بيكو الجديدة هى تلك الصفقة التى من خلالها يتم إعادة ترسيم حدود الشرق الأوسط، موضحًا أن تلك الصفقة هى (التنازل عن القضية الفلسطينيية)، حيث أشار إلى تكتيكين تم تنفيذهما ضمن الإستراتيجية طويلة الأجل والتى تتلخص فى سيطرة الرأسمال الصهيو أمريكى على الشرق الأوسط، وكانت تلك التيكتيكات حسبما ذكرها هى:
الأول: (استبدال التسوية بالتصفية) مشيرًا إلى أن ما يحدث الآن فى القضية الفلسطينية ليست تسوية بل تصفية للقضية حيث تسوية الوضع حسب المفهوم الصهيونى وحده مما يعنى القضاء على الحق الفلسطينى، واستدل فى حديثه بارتفاع عدد المستوطنات خلال الفترة الماضية القريبة، وأشار إلى أن تلك التصفية لن تكون على حساب الأراضى والهوية الفلسطينية وحدها إنما على حساب أراضى دول عربية أخرى فى دائرة الصراع.
أما عن التكتيك الثانى فقد أوضح حسب وصفه أن الصفقة تتضمن (تحويل المنطقة إلى منطقة صراعات دينية وطائفية ومذهبية) حيث يتم دفع المنطقة عمدًا إلى الدخول فى ذلك النفق المظلم الذى دخلت فيه أوروبا فى العصور الوسطى وعانت منه أشد معاناة، مستدلًا على ذلك بالتصريح الشهير للأمير محمد بن سليمان والذى كان قد تناقلته العديد من الصحف، حيث قال ابن سلمان (علينا نقل المعركة إلى داخل إيران)، واستطرد مشيرًا إلى الواقع السورى الذى لم يعد يُخفى على أحد أن الكثير من القوى تسعى لتحويله إلى صراع سنى شيعى وإطلاق تلك الصبغة المذهبية عليه حتى يتم تأجيج الصراع المذهبى والطائفى.
وفى سياق تعبيره عن حزنه وألمه على فداحة الثمن الذى تم دفعه فى هذه الصفقة أشار حسب تعبيره أن مفهوم الصفقة من المنظور الاقتصادى يعنى الاتفاق بين طرفين حيث تبادل المنفعة فطرف يأخذ شيئًا ماديًا وطرف يدفع المال أو يدفع شيئًا ماديًا فى المقابل، أما إذا تحدثنا عن مفهوم الصفقة من المنظور السياسى فسنجد أنه ليس بالضرورة أن يكون الثمن هو شىء مادى أو مال، إنما يكون الثمن أغلى من ذلك بكثير حيث يدفع الوطن والمواطنون الثمن من شرف الوطن وحرية المواطنين وسيادة الدولة وهويتها، والثمن الأكثر فداحة هو عدم استقلال القرار السياسى مما يعنى التبعية الكاملة للخارج.
الكاتب والمحلل المصرى عبد الله السناوى قد كتب فى مقاله المعنون عبر عن رأيه فى قضية و تفاصيل «صفقة القرن» قائلًا: إن الفواتير السياسية والاستراتيجية أهم وأخطر من الفواتير الاقتصادية والتجارية. بلغة الأرقام حصد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى زيارته للسعودية عقودًا ومشروعات تتجاوز ببعض التقديرات حاجز ال(380) مليار دولار على عشر سنوات، وهذه بذاتها تستحق أن توصف ب«صفقة القرن»
فبالنسبة لترامب المأزوم بقسوة داخليًا ويتهدده شبح العزل من منصبه على خلفية اتهامات خطيرة ينظرها الكونجرس عن طبيعة علاقاته مع روسيا أثناء الانتخابات الرئاسية فإن الصفقة، التى لم يحز مثلها رئيس أمريكى آخر، قد تساعد فى تثبيته على كرسيه فى البيت الأبيض. هنا يتبدى اعتباران متعارضان كلاهما يحاول أن يطوق الآخر
الأول: أن ضخ أموال هائلة فى شرايين الاقتصاد الأمريكى تنشط قدرته التنافسية وتوفر مزيد من الوظائف يخفف من الضغوط عليه.
والثانى: أن قوة المعارضة فى الميديا وداخل الحزب الديمقراطى والأوساط الحديثة فى المجتمع الأمريكى تطلب أن تمضى فى مساءلته لآخر الشوط حتى عزله أيًا كانت صفقاته.
وأضاف فى فقرة أخرى أنه من العنوان يقرأ الخطاب، كما يقول المصريون، وهو يشير مباشرة إلى إسرائيل والتطبيع العسكرى والاستخباراتى والاقتصادى معها دون أى انسحابات من الأراضى المحتلة منذ عام 1967.
بالمعنى السياسى والاستراتيجى هنا صلب صفقة القرن، هذه الصفقة تعنى التطبيع المجانى مع إسرائيل والاقتتال المجانى مع إيران.
وتساءل السناوى: ما عواقب أى صدامات محتملة مع إيران وحزب الله وحركة حماس على الوضع العام فى الإقليم؟
إنه الانهيار الكامل الذى لن يفضى إلى أى مكسب لأى طرف باستثناء إسرائيل
العواقب تسرع بسيناريوهات التقسيم على أساس مذهبى وعرقى ودخول الإقليم فى حروب مذهبية بلا نهاية.
مشرق عربى مفكك فى سوريا والعراق ومرتهن فى لبنان والأردن وتحت حد الخطر فى كل مكان آخر بما فى ذلك مصر والسعودية نفسها.
وتمكين إسرائيلى كامل من مقادير الإقليم بلا أى التزامات وفق المرجعيات الدولية.
فى تخطيط «ترامب» أن تجرى مفاوضات فلسطينية إسرائيلية تحت رعايته حول ملفات الوضع النهائى بصفقات منفصلة، لا صلة بين ملف وآخر. هكذا تمضى «صفقة القرن» إلى مذبحة لأى حق فلسطينى، أو معنى فى العالم العربى. وهذه هى الصفقة الكبرى فى نهاية اللعبة.
الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة ومدير المركز الإقليمى للدراسات الإستراتيجية بالقاهرة قال: إن مثل هذه اللحظة ليست جديدة بالمرة على كل رئاسة جديدة فى الولايات المتحدة الذين انقسموا إلى مدرستين فى التفكير فيما يتعلق بالصراع العربى الإسرائيلى، أو ما يسمى من الناحية الاستراتيجية الكونية صراع الشرق الأوسط.
وفى واشنطن، فإن الاعتقاد ذائع بأن ترامب فى الأول والآخر هو رجل أعمال، وهو يدخل فى القضية الفلسطينية الإسرائيلية كما يدخل رجل أعمال ناجح فى صفقة لكى ينجزها. فى دنيا المشروعات فإن نجاح المرء يقاس بما ينجح فى إحرازه من صفقات؛ بعكس ما هو الحال فى عالم الدبلوماسية عندما يكون أحيانًا منع التوصل إلى صفقة جائزة كبرى. وفى الظروف الإسرائيلية الفلسطينية الحالية فإنه لا توجد دوافع داخلية تحفز على التوصل إلى صفقة، فلا اليمين الإسرائيلى يهمه مثل هذا النجاح، طالما يرى أن الأحوال الراهنة فى العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية تسير لصالح إسرائيل، وكذلك الحال فى منطقة الشرق الأوسط كلها.
ولكن ترامب لديه دوافع أخرى ربما كانت أكبر من الإسرائيليين والفلسطينيين، فالشرق الأوسط يغلى بما هو أكبر وأعقد من القضية الفلسطينية الإسرائيلية، وما يجرى فى سوريا ولبنان والعراق واليمن وليبيا بحسابات الدم والسلاح أكبر بكثير. وأكثر من ذلك أن لاعبين آخرين يدسون أصابعهم فى كل هذه المسارح العسكرية والدبلوماسية مثل إيران وتركيا وروسيا، فضلاً عن عدد غير قليل من اللاعبين من غير الدول مثل «حزب الله» و«القاعدة» و«داعش» وغيرهم.
ولكن ما يقف أمامنا فى حل القضية الفلسطينية هو حالة الانقسام الفلسطينى. لقد سبق للعرب أن اختاروا مع الشعب الفلسطينى منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعى ووحيد للشعب الفلسطينى؛ والآن فإن نقطة البداية للمساهمة العربية فى العملية السياسية القادمة أن يكون ذلك حادثًا وصافيًا ولا يوجد فيه شك؛ لقد قسمت «حماس» الشعب الفلسطينى، وقسمت أراضيه المتاحة، واليوم فإنها تستخدم كأداة فى يد الإرهاب ضد مصر، ويد «حزب الله» وإيران ضد بقية الدول العربية. من دون وحدة التمثيل السياسى الفلسطينى فإن لا «صفقة» أمريكية سوف تمر؛ ولا مستقبل للشعب الفلسطينى سوف يقوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.