كتبت الصحفية الإسرائيلية "شمريت مائير" رئيسة تحرير موقع "المصدر" الإسرائيلي بعنوان مقالا السياسة المتوقعة للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالنسبة لقضايا الشرق الأوسط، والتي اعتبرت من خلاله أن الأسد هو الرابح الأكبر من فوز ترامب. وقالت مائير إن نهج ترامب، على الأقل وفقا للتصريحات التي قالها في حملته وفورا بعد انتخابه، معاكس بشكل كبير للسياسة المحافظة، فإنّ سياسته الشرق أوسطية، تختلف جوهريا عن مواقف المؤسسة الجمهورية وتبدو كاستمرار مباشر لسياسة أوباما: الانعزالية، الامتناع التام عن التدخل العسكري، وإخلاء الساحة لبوتين. ورأت الكاتبة الإسرائيلية أن ترامب يتميز بثلاثة أمور: نظرية سياسية غير منتظمة وانتقائية، معرفة جزئية فقط في القضايا الخارجية، ومزاج متقلّب وغير مستقرّ. فهو ينظر إلى العالم بمفاهيم تجارية حيث يسمي الاتفاقات السياسية "صفقة"، ويعتقد أن إحدى نقاط قوته هي المفاوضات. ترامب وإيران أشارت إلى أن تصريحات ترامب ضد الاتّفاق النووي، ولا سيما ضد رفع التجميد عن الأموال لإيران خلال حملته الانتخابية هو فقط من أجل إظهار أوباما باعتباره لا يعرف كيف يجري مفاوضات ويخضع لدولة "إرهابية مسلمة"، ولكن إيران هي جزء من المحور البوتيني في الشرق الأوسط، وفي الواقع هي القوة المحلية الأقوى والأهم في هذا المحور، ولا يمكن لمن يطمح إلى الانسجام مع بوتين أن يغير الاتفاق مع إيران رأسا على عقب، ويدور الحديث أيضا عن اتفاق لكل المجتمع الدولي، وليس عن اتفاق أمريكي - إيراني فحسب. ترامب والصرع الإسرائيلي الفلسطيني بخصوص الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، رأت الكاتبة الإسرائيلية أن ترامب يمكن يقوم بإنجاز من أجل إسرائيل بل ومن أجل الإنسانية كلها، إذا لم تثر القضية ملله أو تستنفد طاقته، فإنّ عدم فهمه للقضايا العالقة بين إسرائيل والفلسطينيين لن يكون ذا صلة. وسيحاول إدخال الطرفين إلى غرفة والضغط عليهما من خلال استخدام موهبته الشهيرة حتى يولد اتفاق تاريخي. ترامب والخليج اعتبرت الكاتبة الإسرائيلية أن الزعماء العرب وخاصة الخليج تأثروا إلى حد ضئيل جدا من الإسلاموفوبيا التي تطرق إليها ترامب، حيث أدركوا أنّ ذلك توجه شعبوي بهدف الانتخابات وبسبب رسائل التهدئة التي أرسلها إليهم ترامب خلال الحملة أيضا، بالإضافة إلى ذلك، هناك علاقات اقتصادية وثيقة بين رجل الأعمال ترامب وبين دول الخليج وتركيا، من المرجح أن شركته، التي ستنتقل إلى أبنائه، لا تزال تقيم مثل هذه العلاقات على مدى سنوات. ترامب والأسد قالت الكاتبة الإسرائيلية إن بشار الأسد يعتبر هو الرابح الأبرز من انتخاب ترامب، إذ يمكنه أن ينام حتى بهدوء أكثر مما نام في فترة أوباما، والذي لم يفقد هو أيضًا السيطرة، على أقل تقدير، من أجل إيقاف الإبادة الجماعية في سوريا، وقد حصل الأسد من ترامب على شارة "مقاتل داعش"، ومع الاحتضان الروسي، فالحديث عن أخبار سيئة جدا لتنظيمات المعارضة السورية، ولرعاتهم في السعودية وقطر ولمن هو قلق من منطقة النفوذ الإيراني-الروسي التي تتشكّل على الحدود الشمالية لإسرائيل.
