تحتال جماعة الإخوان فى احتواء أزماتها منذ إزاحتها عن الحكم، والتى ازدادت مؤخرًا بعد قرار فصل أكثر من 180 من أعضاء الجماعة وقياداتها التابعة لجبهة محمد كمال، ردًا على رفض كمال وجبهته الانصياع لأوامر القيادات بعزل الشباب بعيدًا عن حيز اتخاذ القرار واستغلالهم فقط فيما يخدم أهداف قيادات الإخوان فقط، ورغبة الجبهة فى عقد انتخابات تحدد مصير الجماعة وتضخ دماء قيادية جديدة. آخر تلك الحيل، ما أقدمت عليه مجموعة محمود عزت الرافضة لتمكين الشباب، التى تسعى للسيطرة على حالة الانشقاق التى تعانى منها المكاتب الإدارية، باللجوء عبر التنظيم الدولى للإخوان، إلى الأب الروحى للجماعة الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، الذى يبدو أنه قد نجح أخيرًا فى إقناع كلا الفريقين بالجلوس على طاولة واحدة وفتح حوار مباشر للخروج بمبادرة جديدة تضمن وحدة الصف وإحياء العمل الحزبى من جديد. البداية كانت مع المعلومات التى حصلت عليها «الصباح» من مصدر مطلع، الذى أكد وجود الشيخ يوسف القرضاوى بالعاصمة التركية إسطنبول منذ شهر إبريل الماضى فى ضيافة رجل الأعمال اليمنى حميد الأحمر، أحد قيادات جماعة الإخوان اليمنية، لحضور مؤتمر «شكرًا تركيا» الذى نظمته شركة عدن بريز ومؤسسة النهضة اليمنية ورابطة الأكاديميين العرب، وعلى هامش المؤتمر عُقدَ اجتماع ضم عددًا من قيادات الصف الأول لجماعة الإخوان للنقاش حول آليات دعم مكاتب الإخوان على مستوى الأقطار العربية لموقف إخوان مصر ضد النظام، كذلك دعم جبهة الدكتور محمود عزت فى مواجهة جبهة محمد كمال التى خرجت على طاعة الجماعة. واستطرد المصدر «تبع هذا المؤتمر سلسلة لقاءات بين القرضاوى وبين قيادات الصفين الأول والثانى داخل مقر إقامته فى فندق الفورسيزون بالعاصمة التركية إسطنبول، حيث التقى مدير مكتبة السابق والقيادى بجماعة الإخوان الدكتور عصام تليمة والقياديين بجبهة محمد كمال؛ وهما أحمد سمير وممدوح الشوربجى، الذين صدر بحقهما قرارات فصل، لمعرفة حقيقة الجبهة التى يشكلها رجل الأعمال يوسف ندا، ووجود قيادات بالصف الأول ضمن هذه الجبهة، كذلك معرفة وجهات النظر حول الأزمة التى تعيشها جماعة الإخوان وسبل الخروج منها، مستشهدًا فى تلك اللقاءات بالحلول التى طرحها الدكتور عبد المجيد النجار القيادى الإخوانى بتونس، والشيخ محمد حسن الددو من إخوان موريتانيا، وتبع هذا اللقاء، اجتماعات وجلسات نقاش مع الأمين العام لجماعة الإخوان محمود حسين والدكتور جمال حشمت عضو مجلس الشعب المنحل». لقاءات القرضاوى مع قيادات الجماعة أنتجت اتفاقًا على إطلاق مبادرة جديدة غير التى أطلقها من قبل، تنص على: أولا تمكين الشباب من المناصب القيادية بالجماعة فى الانتخابات المزمع عقدها نهاية العام الجارى «مكاتب إدارية- شورى الإخوان - مكتب الإرشاد»، ثانيًا: عودة جميع المفصولين للجماعة مع إجراء تحقيقات إدارية مع المخالفين للائحة، ثالثاً: إلغاء جبهة محمد كمال والاعتراف فقط بمكتب الإرشاد وما يصدر عنه من تعليمات.. رابعًا: بقاء الدكتور محمود عزت قائم بأعمال المرشد ومحمود حسين الأمين العام.. خامسًا: التعاون الحقيقى مع كل القوى الوطنية المؤيدة لموقف الإخوان. من جانبه، يؤكد إسلام الكتاتنى القيادى المنشق عن الإخوان ل«الصباح» أنه سبق أن تقدم القرضاوى بمبادرة لرأب الصدع وكانت فاشلة بكل المقاييس، فهو يحاول أن يحافظ على شخصيته داخل الجماعة بين الحين والآخر من خلال فرض نفسه كزعيم يستمع له الجميع، ولجوء التنظيم الدولى إليه ما هى إلا حيلة جديدة لإلهاء الشباب، فالقرضاوى يعلم حقيقة الخلاف بين الجبهتين، ورغم ذلك يخدع نفسه بأنه خلاف سطحى قد ينتهى بوضع مبادرة جديدة.