الداعية السعودى تعرض لمحاولة تصفية بعد هجومه على «إيران».. واتهامات تشير إلى «تنظيم الدولة» مصادر: المحاولة ردًا على إعدام «النمر».. وطهران توجه رسالة للرياض بوقف المد السنى «لا تسل أحدًا عن درجة إيمانه، سل نفسك عن محافظتك على الصلاة، وكثرة ذكر الله، ومصاحبتك للقرآن، وحفظ لسانك وسلامة قلبك».. كلمات غرد بها عائض القرنى، الداعية السعودى، قبل لحظات من محاولة اغتياله بالفلبين، بعد أن أنهى محاضرة نظمتها واحدة من الجمعيات الخيرية بمدينة زامبوانغا، لينجم عن الحادث الارهابى مقتل 5 من مرافقيه وإصابة القرنى، وتبدأ بعدها السلطات السعودية والفلبينية تحقيقات موسعة بشأن الحادث، ووجهت أصابع الاتهام إلى تنظيم الدولة الإسلامية، الذى أفتى فيما مضى بإهدار دم القرنى وعدد من شيوخ المملكة، فيما خرجت تكهنات حول علاقة الشيعة بالحادث، بعد موقف القرنى ودعمه لعاصفة الحزم بقيادة المملكة ضد الحوثيين فى اليمن، ليصبح السؤال الأصعب: من المسئول عن محاولة الاغتيال؟. على مدار الأعوام الماضية شهدت مدينة زامبوانغا عددًا من الحوادث الطائفية، تمثلت فى ضرب المشايخ وإنزالهم بالقوة من أعلى المنابر خاصة ممن يدعون إلى نبذ الطائفية، فالمدينة تشهد تمردًا انفصاليًا منذ عقود تشنه الأقلية المسلمة بقيادة مجموعات محلية ضد الطائفة المسيحية، ما جعل الجمعيات الخيرية والدينية تهتم باستضافة عدد من الشيوخ ممن لهم شعبية لحل أزمة المدينة، ولتصحيح العقيدة لدى سكانها، وفقًا لشهادة أدلى بها أحد المقربين من القرنى بأحد المواقع الخليجية. ولأن «القرنى» لديه ملايين المتابعين على «تويتر» وصل تعدادهم إلى 12 مليون متابع، وقد تعهد على نفسه بنشر مفهوم أصول الدين الحنيف الوسطى بين شعوب المنطقة، وعليه لم يتردد فى تلبية دعوة واحدة من الجمعيات الخيرية بالمدينة. وقال هانى الجمل، الباحث فى الجماعات الجهادية، إن محاولة اغتيال القرنى رسالة من إيران إلى شيوخ المملكة، مفادها أن مكانكم داخل حدود المملكة، ومن يتحرك خارجها لنشر الفكر السلفى الوهابى سيكون مصيره القتل، فكما تقف السعودية أمام المد الشيعى فى المنطقة تقف أيضًا إيران بالمرصاد لمحاولات المد السُنى فى المناطق الشيعية، فهى تسعى إلى تحويل الحرب إلى سياسية ذات صبغة طائفية. واستطرد «الجمل»: «مدينة زامبوانغا التى شهدت محاولة الاغتيال تسمى أيضًا بالمدينة الطائفية، حيث تنتشر فيها طائفات مختلفة ومكان لاحتفالات بعض المذاهب وقصص التضييق على المشايخ الذين يزورون المدينة لتصحيح العقيدة لدى سكانها قبل محاولة اغتيال الشيخ القرنى مستمرة، ففى العام الماضى تم اتهام داعية أمريكى قبل عام بأنه ينشر الإرهاب وإلقاء القبض عليه، وبعد التحقيقات تم الإفراج عنه، وعليه لا أستبعد أن تكون محاولة الاغتيال كانت ردًا على إعدام السعودية للشيخ أحمد النمر الداعية الشيعى، والذى نجم عن تنفيذ حكم إعدامه ردود فعل وصلت إلى الاعتداء على السفارة السعودية بطهران وإحراقها، وبالتالى فعملية الشحن الطائفى التى تقوم بها إيران لشيعة الفلبين، والذين وصل عددهم إلى 46 ألف نسمة، قد يكون السبب وراء محاولة الاغتيال. ونشر الداعية السعودى، عبدالرحمن النصار، تغريدة مثيرة للجدل، عقب محاولة الاغتيال مباشرة نصها «قلنا لكم.. ابحثوا عن إيران»، وعليه بدأنا فى البحث داخل حساب الشيخ القرنى على تويتر بحثًا عن التغريدة التى تسببت فى الأزمة بينه وبين متابعيه من الشعب الفلبينى، ورصدنا تغريدة هاجم فيها المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية على خامنئى بعد الأزمة الأخيرة بين السعودية وإيران، وجاء نصها كالتالى: «عمايم سودا وما تحت السواد إلا سواد.. الله يسود وجه خامنئى كبير أنذالها» وقد أرفق بالتغريدة فيديو لأغنية كان قد كتبها بالتزامن مع عاصفة الحزم. لم تكن تغريدة «القرنى» الوحيدة التى أشارت إلى تورط إيران فى عملية الاغتيال، حيث أكد عوض القرنى صهر الداعية فى تصريحات صحفية تداولته وسائل الإعلام السعودية، تشير إلى تورط شباب شيعة فى الحادث، وننتظر التقارير الرسمية لتوجيه اتهام مباشر. سيناريو الشيعة ليس الوحيد المطروح على الساحة، حيث تطرق بعض المحللين إلى توجيه أصابع الاتهام إلى تنظيم داعش الإرهابى، خاصة أن جنوبالفلبين تشهد مبايعات من جماعات مسلحة لأبوبكر البغدادى، زعيم داعش. وأكد الدكتور حسن أبوالعلا، الخبير الاستراتيجى، ل«الصباح»، تورط داعش فى محاولة الاغتيال، فالتنظيم يرفع شعار «باقية وتمدد»، ويبدو أنه نجح فى تنفيذ شعاره على أرض الواقع، بدليل وجود جماعة الأحرار الإسلامية والملقبة ب«بانجسامورو»، وهى تنظيم جهادى بايع أبوبكر البغدادى، الشهر الماضى. وتابع «أبوالعلا»: «نشرت مجلة دابق المتحدثة بلسان الدولة الإسلامية بيانًا صحفيًا بعنوان (أئمة الكفر)، وذكر اسم الشيخ عائض القرنى، لأن الأخير ألقى عددًا من الخطب ضد داعش، قائلًا: «قد لا يدرك الأبوان وجود ثعبان وحية رقطاء فى البيت، وبالتالى، يجب عليهم أن يبلغوا الجهات الأمنية عند شكّهم فى أى فرد من أفراد الأسرة ينتمى لداعش، ويجب وجوبًا على الأب والأم والأخ والأخت إذا شكوا فى مشتبه به أن يبلغوا الجهات الأمنية». وعلق الخبير الأمنى، خالد عكاشة، على محاولة الاغتيال، قائلًا: «يجب ألا نتسرع فى إصدار أحكام، طالما لم تخرج إشارات من قبل الجهات الرسمية تمكننا من رسم السيناريو الأقرب إلى الصواب، خاصة أن القرنى صرح بنفسه أن الحادث ما هو إلا عمل جنائى لا علاقة له بالتنظيمات المتطرفة».