ردود فعل واسعة أثارتها دعوة الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، للتبرع بفوائد شهادات استثمار قناة السويس الجديدة لصالح صندوق «تحيا مصر»، بدعوى أنها «تدخل تحت بند الربا»، ومع تبرير أبناء الدعوة السلفية، موقف برهامى بأنه « يهدف لإسقاط ديون مصر والابتعاد عن المعاملات المالية المشبوهة»، فجر مصدر ل«الصباح»، مفاجأة كبيرة، بالقول إن «الدعوة السلفية حظرت على المنتمين إليها، شراء تلك الشهادات». وأضاف المصدر: «لم يشتر السلفيون شهادات استثمار قناة السويس الجديدة، أثناء طرحها للمواطنين، بدعوى كونها من المعاملات المادية المحرمة، استنادًا إلى فتاوى شيوخ الدعوة السلفية، ومنهم الشيخ رجب بسيسة، الذى أفتى بتحريم شراء الشهادات، خلال اللقاء الأسبوعى الذى يعقده كل ثلاثاء بمسجد الفردوس». وتابع المصدر: «الأمر نفسه أفتى به الشيخ ياسر برهامى، والشيخ أحمد حطيبة، والشيخ محمد إسماعيل المقدم، والشيخ ناصر رضوان، وذلك خلال اللقاءات والدروس الدينية التى يلقونها أسبوعيًا، ولكن لم يتم التطرق لها خلال صلاة الجمعة منعا لإثارة البلبلة أو اتهام شيوخ الدعوة بمحاربة الدولة، مما تسبب فى عزوف أبناء الدعوة السلفية عن المشاركة فى شراء شهادات الاستثمار». وعن رأى الأزهر ودار الإفتاء وإيجازهم للشهادات، قال المصدر إن أبناء الدعوة السلفية «لا يعترفون بمؤسسات الدولة، بل مرجعهم الفقهى والشرعى هو شيوخ الدعوة وعلماؤها، لذلك لم يتأثروا بتصريحات الأزهر ودار الإفتاء حول الشهادات، وامتنعوا عن شرائها تنفيذًا لقرار قيادات الدعوة». وحول إطلاق حملة التبرع بالفوائد فى هذا التوقيت، خاصة أن أحدًا من أبناء الدعوة لم يشارك فى الحدث، أكد المصدر أن الحديث عن الفوائد «لم يكن ممكنًا قبل افتتاح القناة، لذلك كانت الفتاوى تطلق بحذر فى المساجد التابعة للدعوة فقط». تحريم فوائد شهادات قناة السويس لم يكن موقف الدعوة السلفية بالإسكندرية فقط، بل إن الأمر وصل للتيار السلفى بأكمله، على مستوى كل المحافظات، حيث أفتى الشيخ أبى إسحاق الحوينى، بتحريمها، مؤكدًا أنها تعامل معاملة الشهادات العادية، لا فارق بينهما، حتى وإن اختلفت الأهداف يبقى الأساس باطلًا، وكذلك الشيخ محمد حسين يعقوب، الذى يوالى الإخوان، والذى أفتى بنفس الأمر. فى الوقت نفسه، كثف أعضاء الدعوة السلفية من نشاطهم عبر مواقع التواصل الاجتماعى، لدعم دعوة برهامى، حيث بدأت الصفحات الخاصة بالدعوة وحزب النور فى إطلاق هاشتاج «تبرعوا لسداد ديون مصر»، وذلك لتوضيح الهدف من المبادرة، مع الإشادة بها ونشر فتاوى برهامى التى تؤكد على ضرورة التبرع لإنقاذ مصر، وتحويل المبادرة لما يشبه الحملة تقودها الدعوة السلفية وحزبها.