أكد سفير بريطانيا بالقاهرة جون كاسن، أن الحكومة البريطانية ستبدأ خلال الأسابيع القادمة مناقشة مشروع قانون جديد «لمكافحة التطرف » يأتى ضمن استراتيجية شاملة لمكافحة التطرف. وقال السفير كاسن إن التشريع الجديد الذي ستتم مناقشته في البرلمان البريطاني الفترة القادمة يشمل حظر المنظمات التي تسعى لتقويض الديمقراطية أو تشجيع التفكير المتطرف أو استخدام خطاب الكراهية في الأماكن العامة ومنع الأشخاص الذين يسعون لنشر الفكر المتطرف من استخدام الإنترنت أو التحدث في الأماكن العامة مثل المدارس وغيرها.
كما يتضمن القانون صلاحيات إغلاق المقار والأماكن التي يستخدمها المتطرفون للتأثير على الآخرين بجانب تعزيز صلاحيات مفوضية العمل الخيري في بريطانيا باستئصال الجمعيات الخيرية التي تمول التطرف والإرهاب وفرض قيود على الهجرة للمتطرفين «وتعزيز دور هيئة مراقبة الاعلام البريطانية لاتخاذ إجراءات ضد القنوات التي تشجع التطرف وتبث محتويات متطرفة».
وأكد كاسن أن هذا القانون يعتبر جزءا من حزمة إجراءات سيتم اتخاذها خلال القترة القادمة.. مؤكدا أن هذه المبادرة لا تستهدف المسلمين أو أي فئة أخرى بعينها.
وأشار في رده على أسئلة الصحفيين إلى أن أي عضو في أي منظمة مثل الإخوان المسلمين أو غيرها يبث أفكارا متطرفة سيقع تحت طائلة هذا القانون.
وقال السفير البريطاني إن مشروع القانون الجديد ليس أول الخطوات ولن يكون آخرها، ولكنه يعتبر خطوة في طريق المزيد من الإجراءات التي سيتم اتخاذها العام الجاري لمكافحة التطرف .. مشيرا إلى أن الحكومة ستقوم بنشر الإجراءات التي سيتم اتخاذها في إطار استراتيجية جديدة لمكافحة التطرف.
وأوضح كاسن أن «النتائج الأساسية بالنسبة لمراجعة الأيديولوجية الخاصة بالإخوان المسلمين سوف تستند على هذه الاستراتيجية الجديدة لمكافحة التطرف التي سيتم إعلانها قريبا».. مشيرا إلى أن بريطانيا تركز منذ فترة طويلة وبخاصة منذ تفجيرات 2005 على مكافحة التطرف والإرهاب.
وأضاف أنه في إطار مكافحة الإرهاب والتطرف تم تطوير عدد من التشريعات في هذا الإطار، حيث إنه منذ 2010 ألقي القبض على800 شخص أدين منهم 140.. موضحا أن القوانين أيضا تدين الأشخاص الداعمين للمتطرفين أو الذين يستخدمون الدعاية لتأييد الأفكار الإرهابية.. وقد تم استبعاد140 شخصا من بريطانيا منذ عام 2007 لحضهم على الكراهية ومحاولة نشر أفكار متطرفة، كما أن لدينا الحق في بريطانيا لإزالة أي صفحة أو موقع على الإنترنت تحض على الكراهية.. حيث تمت إزالة سبعة عشر ألف محتوى على الإنترنت في هذا الإطار.
وأوضح أنه تم طرد شخصيات متطرفة مثل أبوقتادة وأبوحمزة من بريطانيا، كما احتجزنا جواز سفر عدد كبير من البريطانيين الذين كانوا ينوون السفر للانضمام لداعش بينهم تسعة بريطانيين.
وأشار كاسن إلى أن كل الخطوات التي تتم حاليا هي من أجل إغلاق الباب أمام استغلال المتطرفين لبعض الإجراءات القانونية ونشر أفكارهم المتطرفة التي تعمل ضد مبادئ الديمقراطية وتحض على الكراهية.
وأكد أن تلك الاستراتيجية لمكافحة التطرف طويلة الأمد لحكومة ديفيد كاميرون الذي كان يرى- ومنذ أن كان زعيما للمعارضة قبل 2010- أهمية تتبع الأفكار المتطرفة وليس فقط الإرهابيين.
