عرف الحب طريقه إلى قلب «ملاك» منذ عامين، ومن أول نظرة أصابته سهام العشق، لم يتردد كثيرًا، حسم أمره على عجل، وقرر أن يدخل البيوت من أبوابها، ذهب إلى أسرة محبوبته، طلبت يدها، ووافق على كل الشروط، ليفوز بشريكة حياته الجديدة، ولم يهدأ إلا حين أغلق عليهما باب عش الزوجية. اعتبر «ملاك» أن القدر منحه لحظة ميلاد جديدة، وشريكة عمر قادرة على إشاعة البهجة فى كل تفاصيل حياته، ومر عام كان ينعم خلاله بكل أوجه السعادة، وتكللت هذه السعادة بطفل كان يملأ على الزوجين حياتهما. مضى العام الأول بكل تفاصيله المبهجة، وبدأ العام الثانى يكشف عن تفاصيل لم تخطر على بال الزوج، أصبح الشجار ظاهرة يومية متكررة، وأصبحت الزوجة مصدر شقاء، بطلباتها المبالغ فيها، ورغبتها الدائمة فى الشجار، وحاول الزوج البحث عن أسباب هذا التحول، وتبين له أن والدة زوجته هى المحرض فى كل هذه التفاصيل. وأكد «ملاك» أن والد زوجته ووالدتها أصبحا يسيطران على عقل زوجته، ويتدخلان فى كل تفاصيل حياته الزوجية، ويحرضانها على أفعال سخيفة، وصلت إلى حد مخالفتها لكل تعليماته، وتجاهلها لأى شىء يطلبه، وعدم الاهتمام بأى شىء يخصه، ورغم ذلك كان الزوج يتجاهل كل هذا من باب تربية ابنه فى أجواء أسرية هادئة، لكن المشاكل زادت، ولم يعد يقوى على تحمل المزيد، وحين تصادفت عودته إلى المنزل فى إحدى المرات التى كان «حماه وحماته» يزوران منزله، قرر أن يطردهما، وطالبهما بعدم العودة مرة أخرى، وكان يعتقد أن بإمكانه إصلاح حال زوجته إذا ما منعها من رؤية والديها، باعتبارهما مصدر المشاكل التى تهدد عش الزوجية، وبالفعل نجح الأمر لمدة أسبوع، لكن الأمر انقلب إلى كارثة بعد ذلك، انتهت بقيام الزوج بذبح والد ووالدة زوجته، ليتخلص منهما إلى الأبد. يقول «ملاك»، عامل ويقيم بمركز قليوب: تعرفت على زوجتى قبل عامين، تبادلنا نظرات قليلة، لكنها كانت كافية لتعلقى بها، بحكم سمعتها الطيبة، وذهبت إلى أسرتها لطلبها للزواج، وتمت الأفراح، وشعرت فى عامى الأول مع الزواج بسعادة كبيرة، وتحولت حياتى بعد ذلك إلى جحيم، ولم يكن يمر يوم واحد بدون مشاجرة، وأصبحت أسرتها تتدخل فى كل تفاصيل حياتنا، وكنت أتغاضى عن كل ذلك فى مقابل تربية طفلنا الوحيد، لكن زوجتى أصبحت سيدة شرسة فى التعامل، وقاسية القلب، وحاولت إرضاءها بكل الطرق، وكانت محاولتى تنتهى بالفشل بسبب تسلط والدتها، التى كانت تعتبر الموافقة على زواجى من ابنتها فضلًا يستحق أن ألبى مقابله أى طلب. ويكمل «ملاك»: عندما فاض بى الكيل تعديت على «زوجتى» بالضرب وطردتها من المنزل، وأبلغتها بعدم الرجوع مرة أخرى، لكنى تراجعت بعد ذلك من أجل طفلى الذى ظل يبحث عن والدته، وهو ما اضطرنى إلى الذهاب إلى أسرة زوجتى والتوسل إليهم لتعود إلى عش الزوجية، وكانت ردودهم ومعاملتهم لى سيئة جدًا، لكنى تحملت، حتى تمكنت من استعادة زوجتى، وعدت بها إلى المنزل، وقبلت رأسها، وطلبت منها أن نفتح صفحة جديدة، ووعدت بتلبية كل طلباتها، مقابل أن تمتنع عن تسليم أذنيها لأهلها. ويتابع «ملاك»: مضى أسبوع لم تذهب زوجتى خلاله إلى منزل والدتها، وكان عش الزوجية يشع بالبهجة، لكن خاب ظنى، وسرعان ما عادت الزوجة لأفعالها الكارثية، وفى أحد الأيام كنت عائدًا إلى المنزل، وحين اقتربت من الباب، سمعت زوجتى تتحدث فى الهاتف المحمول مع والدتها، تقول لها «خلاص بقى كويس معايا»، ويبدو أن والدتها لم تكن قانعة بهذه الإجابة وتطالبها بافتعال مشاجرة، وعندما دخلت المنزل، شاهدتنى زوجتى، بدأت وصلة الشجار كسابق عهدها، وانتهت بالجملة المعتادة «أنا رايحة بيت أبويا»، وتركتها ترحل، وظل عقلى لمدة نصف ساعة منهكًا بأفكار كثيرة، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أتوجه مسرعًا إلى منزل والدها، وفى يدى سكين مطبخ، وانهلت على «حماتى وحماى» بالطعنات، وذبحتهما. وكان اللواء محمود يسرى، مدير أمن القليوبية، تلقى إخطارًا من المقدم أحمد حماد رئيس مباحث مركز شرطة قليوب، يفيد بورود بلاغ من مستشفى قليوب العام بوصول كل من «رزق ع» 57 سنة «نجار» جثة هامدة إثر إصابته بجرح طعنى أسفل الظهر من الناحية اليسرى وجرح قطعى بالرقبة من الأمام، و«منجدة ع» 55 سنة ربة منزل، جثة هامدة إثر إصابتها بجرح طعنى أسفل الظهر من الناحية اليسرى. وبالانتقال وسؤال نجل المجنى عليهما «خليل» 30 سنة سمكرى، اتهم زوج شقيقته «ملاك م» بالتعدى على والديه بسلاح أبيض، محدثًا إصابتهما، إثر وجود خلافات زوجية بينه وبين زوجته. وتمكن ضباط مباحث مركز قليوب بإشراف العقيد جمال الدغيدى، رئيس فرع البحث الجنائى، من ضبط المتهم والأداة المستخدمة، وبمواجهته أمام اللواء عرفة حمزة، مدير مباحث القليوبية، اعترف بارتكاب الواقعة، وتحرر محضر بالواقعة حمل رقم 1790 إدارى مركز قليوب لسنة 2015 وبعرضه على النيابة العامة قررت حبسه على ذمة التحقيقات.