بلا شك فإن عام 2014 يجب اعتباره عامًا سينمائيًا ناجحًا، خاصة مع عودة الجمهور لصالات العرض ولتحقيق أفلام متفوقة فنيًا مثل «الفيل الأزرق» و«الجزيرة 2» لأرباح مادية كبيرة.. لكن رغم هذا لم يخل عام عودة الجمهور للسينما من الكثير من الأحداث التى أثارت جدلًا واسعًا، سواء لأفلام مصرية أو عالمية، مما تسبب فى تدخلات استثنائية من الأزهر أو من الرقابة، مما أثار الكثير من علامات التعجب والاستفهام داخل الوسط الفنى. 6 أعمال سينمائية كانت هى الأبرز على قائمة الجدل فى 2014، وانقسم الجمهور والنقاد حولها مابين مؤيد ومعارض، أولها بدأ عرضه فى بداية السنة مع حلول شهر يناير، بعد أن ظل حبيس الأدراج لفترة بعد صراع مع الرقابة، وهو فيلم «لا مؤاخذه» الذى كتبه وأخرجه الفنان عمرو سلامة، وذلك بعد أن واجه اعتراضًا من جهاز الرقابة بقيادة سيد خطاب على السيناريو، الذى اعتبره يثير الفتنة طائفية بسبب أحداثه التى يتناول فيها قضية طفل مسيحى ينتقل لمدرسة يخشى أن يعلن فيها عن ديانته خوفًا من الاضطهاد فيدعى أنه مسلم. وكان شرط الرقيب وقتها من أجل عرض الفيلم هو حذف كل ما يتعلق بالدين فى السيناريو، وهو ما رفضه المخرج بالتأكيد لأنه سيفرغ الفيلم من أى مضمون، إلى أن وجد العمل طريقه للنور بموافقة الرقيب أحمد عواض بعدما وجد أن الفيلم ليس به أى تمييز طائفى. وفى فبراير بدأ عرض فيلم «الملحد» الذى شهد صراعًا أيضًا مع الرقابة منذ أن كان فكرة بسبب عنوان الفيلم الصادم، وهو ما أثار تساؤلات لدى الجمهور حول نوعية الأفكار التى سيحملها الفيلم، لهذا لجأت الرقابة لتحويله إلى الأزهر حتى ترفع عن نفسها المسئولية، وقامت وقتها بوضع ملاحظات على الفيلم استجاب لها مؤلف ومخرج العمل نادر سيف الدين، وقام بتعديلها من أجل الحصول على الموافقة بعرض الفيلم. لكن عرض الفيلم لم يكن نهاية المطاف، ففى الحقيقة بمجرد وصول «الملحد» إلى دور العرض حتى بدأ يتعرض للعديد من التهديدات من قبل المتشددين بسبب فكرته الجريئة، وفى النهاية وبعد مشوار طويل من الجدل تم طرح الفيلم تحت لافتة «الكبار فقط» بعد إثبات أنه لا يدعو للإلحاد ولا يهاجم الدين. بعد ذلك استمرت سياسة المنع والوقف مع الأفلام التى تتعرض للدين، وهو ما تكرر مع فيلم «نوح» الأمريكى الذى دخل فى صراع مع الرقابة والأزهر، وأثارت قضيته جدلًا واسعًا بين المثقفين والجمهور، خاصة بعدما أعلن الأزهر رفضه لعرض الفيلم فى مصر، وذلك لتجسيده نبى الله نوح عليه السلام وهو ما يرفضه الأزهر، حيث واجه الفيلم الذى يقوم ببطولته راسل كرو غضبًا من مشايخ الأزهر معلنين حرمة تمثيل الأنبياء على الشاشة، ليتم بذلك منع عرض الفيلم فى مصر، وهو ما اعترض عليه أغلب القائمين على صناعة السينما. ومن الاشتباك مع الدين انتقل الجدل بعد ذلك إلى الجنس والأفلام التى تتطرق إلى القضايا الجنسية، وكان أولها فيلم «أسرار عائلية» الذى عرض فى يناير ودخل صراعًا فوريا مع الرقابة التى كان يرأسها وقتها أحمد عواض، والذى طلب حذف 13 مشهدًا من الفيلم لمخالفته القواعد العامة، بالإضافة إلى حذف بعض الألفاظ خاصة أن الفيلم يتناول قضية الشذوذ الجنسى. وبعد صراع ومشاورات وإعلان مخرجه هانى فوزى بأنه سيلجأ للجنة التظلمات فى حالة منعه، خاصة بعد أن قال إن فيلمه ليس دعوى للشذوذ، ولكنه يعرض حلولًا لهذه المشكلة الشائكة التى انتشرت فى الفترة الأخيرة، تم عرض الفيلم مع لافتة «الكبار فقط» التى تقلل من الإيرادات لكنها ترضى الرقابة. بعد «أسرار عائلية» جاء دور فيلم «بنت من دار السلام» الذى أثار الجدل أيضا بتناوله لقضية «الماسوشية» أو فكرة التلذذ الجنسى الذى يشعر به بعض المنحرفين عند تعرضهم للضرب أو الإهانة، وهى ظاهرة شائكة جعلت العمل يتعرض للرفض فى البداية، بعد أن أبدت الرقابة مجموعة من الملاحظات رفضها فى بادئ الأمر مخرج العمل طونى نبيه، لكنه بعد ذلك وافق على تنفيذها وخضع لقرار الرقابة التى طالبته بحذف بعض المشاهد التى تخالف العادات والتقاليد المجتمعية المصرية، الجدل لم ينته فأعادته نجمة العمل رحاب الجمل بتصريحاتها التى تبرأت فيها من الفيلم، بدعوى أنه يسىء للإسلام بسبب تناوله لشخصية رجل ملتحٍ ذى ميول ماسوشية. أما آخر الأفلام التى أثارت جدلًا هذا العام، والذى وصل به الأمر إلى اعتراض رئيس الحكومة عليه ومنعه بل وسحبه أيضًا من السوق بعد عرضه فى سابقة لم تحدث من قبل، فهو فيلم «حلاوة روح» الذى تم وقفه بقرار من رئيس الوزراء إبراهيم محلب لاحتوائه على مشاهد تخالف العادات والتقاليد، بالإضافة إلى مشاهد تسىء للأطفال تجمع بين بطلة العمل هيفاء وهبى وبين أحد الأطفال، الأمر الذى جعل منتج العمل محمد السبكى يذهب إلى لجنة التظلمات ويرفع دعوة قضائية بسبب ما تسببه له هذا الوقف من أضرار مادية ضده، وبعد صراع مع القضاء استطاع أسن يحصل على حق عرض الفيلم مرة أخرى فى دور العرض.
