سكرتير المجمع المقدس: المحبة لا تعنى الاندماج فى عقائد الآخرين القس صفوت البياضى: ليس من حق أى طائفة أداء الصلاة فى كنيسة طائفة أخرى جدل واسع دار فى الأوساط القبطية، على خلفية القرار الذى أصدره الأنبا أبانوب الأسقف العام لمنطقة المقطم بالقاهرة الأسبوع الماضى بمنع المرنمين البروتستانت من الترنيم والصلاة فى كنيسة دير القديس سمعان بالمقطم، واقتصارها على مرنمين الأرثوذكسية. أجواء الصراع والانقسام سادت داخل صفوف الأقباط، بعضهم رأى إنها خطوة لتفتيت طوائف المسيحية، وآخرين أيدوا القرار. وبرغم أن هذا القرار أثار غضبة البروتستانت، إلا أن أقباط الأرثوذكس بالمقطم قاموا بجمع ثلاثة آلاف توقيع لتأييد قرارات الأنبا أبانوب بعودة الدير إلى أحضان الأرثوذكس. خلاف شديد فى السياق ذاته، اختلفت الحركات القبطية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» حول القرار، فحركة شباب كرستيان رفضت قرار الأسقف، واعتبرته بمثابة تعدٍ على البابا تواضروس الذى يسعى إلى توحيد الطوائف - على حد تعبيرها. أما حركة حماة الإيمان فأيدت قرار الأنبا أبانوب وأكدوا فى بيانهم أن الأسقف طبق قرار المجمع المقدس فى التصدى للتعاليم المخالفة للعقيدة الأرثوذكسية داخل الكنائس، وهو نفس الموقف الذى تبنته حركات أخرى مثل «الصخرة الأرثوذكسية و«مسيحى أرثوذكسى» و«الحية النحاسية» وغيرها. جاء ذلك فى الوقت الذى عقد الأنبا رافائيل سكرتير المجمع المقدس، وأسقف عام كنائس وسط القاهرة، اجتماعًا مع وفد من كهنة منطقة المقطم، ضم عشرة كهنة لبحث قرارات الأنبا أبانوب أسقف المقطم. وأكد الأنبا روفائيل على ضرورة استخدام الأسقف حقه فى ضبط إيقاع الخدمة والرعاية داخل الدير بما يتواءم مع الفكر الأرثوذكسى.
رسائل تهدئة كما أرسل سكرتير المجمع المقدس رسالة لأقباط المقطم عبر حسابه ب«فيس بوك» قائلًا: «رسالة محبة لشعب المقطم المحب للسلام والخاضع للمسيح أخضعوا لأسقفكم وأطيعوا آباءكم الساهر عن خلاص نفوسكم، واستطرد قائلًا: طوبى لكم لأنكم نلتم أبًا متواضعًا محبًا وقورًا وغيورًا على خلاص نفوسكم إنه أمين فى أبوته ورسالته المقدسة التى ائتمنه عليها المسيح بالروح القدس فالكتاب المقدس يحدد بوضوح التوصيف الوظيفى للأسقف».
وذكر رافائيل فى رسالة أخرى وجهها إلى الأقباط عبر حسابه على موقع «تويتر»: «يجب أن نميز ما بين محبة الجميع والاندماج مع عقائد الآخرين، نحن نحب الكل بدون شرط حتى الأعداء، بحسب وصية الإله الصالح، ولكننا من حقنا أن نتمسك بإيماننا، وأن ندافع عنه، ونعلنه ونموت من أجله، وتمسكى بإيمانى وشرحه للناس وإعلانه، وإبراز جوانب تحيزه؛ لا يعنى إطلاقًا تحقير عقائد الآخرين أو الازدراء بهم، ولا يعنى عدم محبتهم ولا يعنى عدم قبولهم، ومحبتى للكل لا تعنى تهاونى فى إيمانى وعقيدتى ومحبتى لإلهى، أرجو أن هذه الثقافة تنتشر بين شبابنا «نختلف ولكننا نحب»، «نجب ولكننا لا نتنازل عن إيماننا». غير مقبول من جانبه، علق الدكتور القس صفوت البياضى رئيس الطائفة الانجيلية، قائلًا: من حق الكنيسة الأرثوذكسية أن تمارس رغبتها داخل كنائسها، وليس من حق أى فرد من الطوائف الأخرى اقتحام مجالها والصلاة بداخلها إلا إذا وجهت له دعوة بذلك. البياض تابع: ليس من حق طائفة تجميع أتباعها والذهاب إلى كنيسة طائفة أخرى لأداء الصلاة فيها، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق. فيما قال القس رفعت فكرى أمين لجنة الإعلام بسنودس النيل الإنجيلى فى تصريح خاص ل«الصباح» أنا أخدم فى كنيسة بروتستانتية وعلى استعداد لجعل الأرثوذكس يمارسون صلواتهم فى إحدى قاعات الكنيسة إذا لم توجد لهم كنيسة يصلون فيها، مؤكدًا أن من حق كل فرد أن يدافع عن عقيدته، ومن حقه أن يطرد أى شخص علم تعاليم أخرى على منبره. القس فكرى ألقى باللوم على أسقف المقطم، قائلًا: الأنبا أبانوب عالج الموضوع بعصبية، وكان من الممكن معالجته بهدوء علما بأن المرنمين الذين تم طردهم أرثوذكس وليسوا إنجيليين، معربًا عن أسفه تجاه مجلس كنائس مصر، قائلًا: للأسف لا نشعر بدوره على الإطلاق. توحيد الكنائس فيما رأى القمص عبدالمسيح بسيط أستاذ اللاهوت الدفاعى أن ما حدث فى المقطم هو شأن «خاص»، قائلًا: الأنبا أبانوب هو أسقف المنطقة، وهو يرى بذلك أنه يحافظ على السمات الرئيسية للأرثوذكسية، مؤكدًا أن معظم الترانيم من أصل واحد، لكن تختلف حسب النغمة، فالترانيم الأرثوذكسية ذات نغمة شرقية والإنجيلية نغمتها غربية، مشددًا على أهمية أن تحترم كل طائفة خصوصيات الطائفة الأخرى، ولابد من توحيد الكنائس على هذا الأساس.
أما القس بولا شوقى أحد كهنة كنيسة القديس سمعان بالمقطم، فعلق قائلًا: لا نريد الانقسام بين صفوف المسيحيين، مشيرًا إلى أن الترانيم منهج كتابى لكنها لو كانت تمس العقيدة فيجب إيقافها.