المشير يرفض دفع «الفواتير الانتخابية» ويستعين بوجوه جديدة داخل القصر الرئاسى أبرزهم الجنزورى والفقى.. والغموض يحيط بموقف عمرو موسى حازم عبد العظيم وعبد الله المغازى ومحمود كارم ومحمود بدر خارج حسابات السيسى بعد فشلهم فى الحملة الانتخابية كشفت الانتخابات الرئاسية الأقنعة عن عدم كفاءة الكثير من قيادات حملة المشير عبد الفتاح السيسى بعدما خذلوا الملايين وفشلوا فى حشد المواطنين لصناديق الاقتراع، ليغيب مشهد الطوابير الذى اعتاد عليه الشعب المصرى فى كل الاستحقاقات الانتخابية بعد ثورة 25 يناير. فشل الحملة فى الحشد جاء على الرغم من الشعبية الجارفة التى يتمتع بها مرشحهم والتى لم تسبق لأى مرشح رئاسة من قبل. قصر الرئاسة كان مطمعًا للكثيرين من أعضاء حملة المشير للعمل بعد انتهاء الماراثون الرئاسى، إلا أن الرياح دائما ما تأتى بما لا تشتهى السفن، وهى الصفعة التى سيوجهها الرئيس إلى قيادات حملته الانتخابية لأن الرجل لا يرى نفسه مدينًا لأحد، ولا ينتوى دفع أى فواتير انتخابية مزعومة. مصادر مقربة من المشير قالت إنه بدأ بالفعل البحث عن وجوه جديدة لتعاونه داخل القصر، خاصة بعد الانتقادات الكثيرة التى وجهت إليه بسبب سوء اختيار أعضاء الحملة، لتطيح بقياداتها خارج القصر بعد أن كانوا يستعدون لمناصبهم الجديدة، ويأتى على رأسهم السفير محمود كارم مدير الحملة وعبد الله المغازى المتحدث الرسمى وأحمد كامل المتحدث الإعلامى وحازم عبد العظيم رئيس لجنة الشباب ومحمود بدر وطارق الخولى عضوا اللجنة. قيادات الحملة لم يكونوا فقط أبرز الوجوه التى خرجت من حسابات المشير، بل يوجد داخل قصر الرئاسة حاليًا بعض الشخصيات المحسوبة على الدكتور محمد البرادعى المتواجد حاليًا خارج البلاد، أبرزهم مصطفى حجازى المستشار السياسى لرئيس الجمهورية بعد أن كان يحظى بالشعبية الأكبر داخل القصر، وأيضا سكينة فؤاد مستشارة الرئيس لشئون المرأة، وعلى عوض مستشار الرئيس للشئون القانونية، ولا يزال موقف الإعلامى أحمد المسلمانى غامضًا عما إذا كان مستمرًا داخل القصر أم سيرحل أيضًا، وتتوقف حالة المسلمانى على نية المشير فى الاستعانة بعبد الله المغازى أو العقيد أحمد محمد على المتحدث العسكرى كمتحدثين إعلاميين، وإن كان الأخير يصعب تواجده حتى لا يثير حوله الانتقادات لخلفيته العسكرية. هذا عن الأسماء التى ستخرج من قصر الرئاسة، أما عن المرشحين للدخول فى الفريق الرئاسى فيأتى على رأسهم المشير محمد سيد طنطاوى، حيث أكد مصدر مقرب أن طنطاوى وافق على طلب السيسى فى الجلسة التى جمعتهما ليلة الانتخابات بالانضمام الى قائمة مستشاريه، وأيضا الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء الأسبق، والمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية السابق والدكتور مصطفى الفقى المفكر السياسى، ولا يزال موقف عمرو موسى غامضًا بعد الأنباء التى ترددت بترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة، إلا أنه يواجه حملة شرسة من الانتقادات بسبب اختياراته لحملة المشير وفشلها فى العملية الانتخابية، وطالب المقربون من السيسى بإبعاده عن الحكومة والفريق الرئاسى نظرًا لفشله السابق أيضا فى إدارة حملته الانتخابية فى الانتخابات الرئاسية عام 2012 وتراجعه للمركز الخامس. وأوضحت مصادر مقربة من حملة السيسى، ل«الصباح» أن المشير يسعى للجمع بين أهل الثقة والكفاءة فى اختياراته لرجاله فى الفترة المقبلة مشددًا على أنهم سيكونون شخصيات وطنية ستتقلد مناصب لأول مرة فى تاريخها، وأن الاختيارات المطروحة أمام المشير منها الدكتور أحمد كمال أبو المجد مستشارًا سياسيًا له حيث إنه مفكر إسلامى بارع وسياسى له قدرة كبيرة على تحليل ما يحدث على الساحة، كما أنه مهتم بالشباب وبقضاياهم، فقد أعطى من عمره ما يزيد على العشرين عامًا مدافعًا عن الشباب وإليه يرجع الفضل فى انتشار أقوى تنظيم شبابى سياسى عرفته مصر فى الستينيات وأوائل السبعينيات عندما قاد منظمة الشباب وعلى يديه تشكل التنظيم الطليعى الذى قدم لمصر كوادر سياسية رائعة، وكان نائبًا لرئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، ووزير الإعلام والشباب الأسبق، وعمل أمينًا لشباب مصر، وأيضًا أستاذًا للقانون العام بجامعة القاهرة والكويت، ثم قاضيًا ورئيس المحكمة الإدارية للبنك الدولى بواشنطن. أيضًا من الشخصيات المطروحة أمام المشير ليكون مستشاره الإعلامى فهو الدكتور أسامه الغزالى حرب، سياسى مصرى، ورئيس حزب الجبهة الديمقراطية الليبرالى المصرى الذى تمت الموافقة على تأسيسه مؤخرًا، كان عضوًا بأمانة السياسات بالحزب الوطنى الديمقراطى قبل أن يستقيل اعتراضًا على سياسات الحزب وتباطؤ خطوات الإصلاح، وكان عضوًا بمجلس الشورى بالتعيين، ورأس الغزالى حرب تحرير مجلة السياسة الدولية، وهو عضو مجلس شورى سابق ومستشار بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كما أنه يعمل كأستاذ غير متفرغ للعلوم السياسية بجامعة قناة السويس وعدد من المؤسسات الأكاديمية الأخرى. المصادر أوضحت أيضًا ل«الصباح» أن اللواء محمود نصر مساعد وزير الدفاع للشئون المالية سابقًا هو الأقرب لتولى رئيس ديوان الرئاسة، حيث إنه يتمتع بخبرة كبيرة فى الإدارة والمالية والبروتوكول، أيضًا من الأسماء الأقرب ليكون مستشارًا قانونيًا للمشير فسيكون المحامى محمد بهاء أبوشقة مستشارًا قانونيًا له، نظرًا لخبرته القانونية، ويعد«أبو شقة» واحدًا من أبرز الشخصيات القانونية فى مصر، وأحد أهم وأشهر المحامين الجنائيين الذين ترافعوا فى القضايا الجنائية الكبيرة وقضايا الرأى العام، حصل محمد أبو شقة على الدكتوراه فى القانون الجنائى عام 2005، ووالده المحامى الشهير المستشار بهاء الدين أبو شقة أبرز محامى الجنايات أيضا، وازدادت شهرته بعد توليه الدفاع عن رجل الأعمال هشام طلعت مصطفى فى مرحلة النقض، كذلك تولى الدفاع فى قضايا شهيرة لكبار الشخصيات العامة والسياسية وغيرهم.
ويعتبر من أهم المحامين الموجودين فى مصر نظرًا لفصاحته وقوة حججه ودراسته القوية للمراجع والدراسات القانونية، كما أنه تولى الدفاع فى قضايا عديدة خارج جمهورية مصر العربية، وهو ما زاد من أسهمه فى مجال المحاماة فى مصر وفى العالم العربى. أيضا اللواء أحمد جمال الدين وزير الخاجية الأسبق والتى تربطه علاقات جيدة بالمشير السيسى، سيكون هو الأقرب لتولى ملف الأمن القومى بالرئاسة، وقد تولى جمال الدين وزارة الداخلية فى الفترة من أغسطس 2012 وحتى يناير 2013، كما عين فى منصب مساعد وزير الداخلية للأمن العام فى عهد وزير الداخلية الأسبق منصور عيسوى، ووجود جمال الدين فى الحياة السياسية كان من خلال بوابة جبهة مصر بلدى كمنسق عام لها، والتى تعد أحد أبرز الائتلافات السياسية الداعمة المشير، خلال فترة الانتخابات الرئاسية. أما السفير محمود كارم الذى كان المنسق العام للحملة الرسمية للمشير، والذى تم اختياره نظرًا لعدم ارتباطه بأى من نظامى مبارك ومرسى، فهو الأقرب لتولى ملف العلاقات الخارجية فى قصر الرئاسة، والسفير محمود كارم، نجل الفنان الكبير كارم محمود، قد شغل منصب مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات الدولية، قبيل اختياره أمينًا عامًا للمجلس القومى لحقوق الإنسان، وكان سفيرًا لمصر فى اليابانوبلجيكا والاتحاد الأوروبى، ومندوبًا لمصر لدى حلف شمال الأطلسى فى بروكسل، وتم منحه جائزة أفضل سفير أجنبى بالاتحاد الأوروبى وبلجيكا عام 2007، حصل «كارم» على شهادة الدكتوراه من الولاياتالمتحدة عام 1984 وهو سفير لمصر لدى الاتحاد الأوروبى ومملكة بلجيكا، وعمل قبل ذلك سفيرًا لمصر فى اليابان حتى عام 2003المصادر أوضحت أيضًا أن المشير مهتم جدًا بالكفاءات المتخصصة مثل الدكتور هانى عازر، خبير الأنفاق العالمى، والدكتور هانى النقراشى، خبير الطاقة المتجددة، والدكتور حسن الشاعر، خبير الزراعة، والدكتور تامر هيكل ومعظمهم قابلهم المشير السيسي، أثناء تحضير برنامجه الانتخابى من أجل الاستفادة من خبراتهم فى المجالات التى يعملون بها.. و من المرجح أن يحتل بعضهم مساحة كبيرة داخل الفريق الرئاسى للمشير السيسى.
