«قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا»، و «من علمنى حرفا صرت له عبدا» وكل هذه المحفوظات القديمة لم يعد لها تأثير يذكر فى مجتمع هذه الأيام، الذى صار القتل فيه أسهل من ترديد تحية العلم، وآخر الجرائم التى شهدناها مؤخرًا كانت قيام تلميذ بقتل مدرسه، وبسبب تافه للغاية. علاء مصطفى (15 عامًا)، تلميذ فى الصف الثالث الإعدادى، نشأ فى بيئة غير منضبطة أخلاقيا، فتعود على الهروب الدائم من المدرسة، وكان دائم التعدى على زملائه بالضرب. حاول جميع المدرسين داخل الفصل أن يصلحوا من شأنه إلا أن محاولاتهم كلها باءت بالفشل، ويبدو أن قدر أحد المدرسين أوقعه فى طريق ذلك التلميذ «البلطجى»، فالمدرس معروف عنه حسن أخلاقه وطيبة قلبه، وعندما علم من الناظر بسوء سلوك ذلك التلميذ لم ييأس فى محاولة إصلاحه، وطلب منه الابتعاد عن أصدقاء السوء، إلا أن التلميذ تجاهل كل هذه النصائح وكأنها لم تكن. الغريب أن إدارة المدرسة حاولت فصل هذا التلميذ أكثر من مرة لكن المدرس أصر على أن يكمل علاء تعليمه كى لا يضيع مستقبله، معتبرًا أن هناك أملًا فى إصلاحه. قبل الحادث بيومين شاهد المدرس التلميذ يقف خارج سور المدرسة ويدخن سيجارة، فتوجه إليه ودفعه من الخلف وأسقط السيجارة من يده طالبًا منه ألا يقترب من هذه الأشياء الضارة مرة أخرى، لكن لسوء حظ المدرس لم يعلم لحظتها أن التلميذ لم يصبح طالبًا فى ذلك الوقت بل تحول إلى شيطان يريد الانتقام. توجه التلميذ إلى المدرسة فى اليوم التالى، وقد تشبعت نفسه بالثأر، وبالفعل ما أن رأى المدرس واقفًا فى فناء المدرسة حتى أخرج من ملابسه مسدسًا، والذى أصبح الحصول عليه سهلًا بعد حالة الانفلات الأمنى التى تشهدها مصر عامة والصعيد خاصة، وعاجل المدرس المسكين بطلقات نارية اخترقت جسده ورأسه، ثم لاذ بالفرار. التلميذ أكد فى اعترافاته أنه قام بفعلته بسبب الغضب الذى ملأه، خاصة أنه يعتبر أن التعليم لا فائدة منه. كان مأمور مركز مطاى قد تلقى بلاغًا من مستشفى المنيا الجامعى بوفاة أشرف غالى حنا، 35 سنة، مدرس، بعد أن تم نقله للمستشفى متأثرًا بطلقات نارية. انتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ، ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات تبين قيام علاء ناصر مصطفى، 15 سنة، طالب بالصف الثالث الإعدادى بمدرسة «مرزوق الإعدادية» بإطلاق النار على المدرس، فى أعقاب توجيه المدرس اللوم إلى التلميذ لإشعاله سيجارة داخل الفصل الدراسى. تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكابه الواقعة، فأحاله اللواء أسامة متولى مساعد وزير الداخلية ومدير أمن المنيا إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسه أربعة أيام على ذمة التحقيق.