لم يكن أشرف ألهم حنا، مدرس اللغة الإنجليزية، بمدرسة قرية مرزوق الإعدادية، التابعة لمركز مطاى بالمنيا، يدرك أنه سوف يدفع حياته ثمناً للحفاظ على النظام العام بالمدرسة، كان لا يزال أسيراً لقول أمير الشعراء أحمد شوقى: «كاد المعلم أن يكون رسولاً»، رفض المدرس أن يدخن أحد التلاميذ السجائر، داخل الفصل، فقام بتعنيفه وتوبيخه، فما كان من الأخير إلا أن استدعى بعض أقاربه وتربصوا للمدرس أمام منزله، قبل أسبوع، وأمطروه بالرصاص، وظل يقاوم الموت خلال الأيام الماضية، حتى استسلم تماماً له أمس ولفظ أنفاسه. كان اللواء أسامة متولى مدير أمن المنيا، تلقى إخطاراً من مأمور مركز شرطة مطاى، قبل أسبوع، يفيد بإصابة أشرف ألهم عاطف حنا، مدرس لغة إنجليزية، بمدرسة مرزوق الإعدادية، التابعة لدائرة المركز، بطلق نارى بالكتف، وتم نقله للمستشفى الجامعى، فى حال حرجة، وكشفت تحريات البحث الجنائى، التى أجريت تحت إشراف العميد عصام الخضرى رئيس فرع البحث بشمال المنيا، وقوع مشادة كلامية بين المدرس، وطالب بالصف الثالث الإعدادى يدعى علاء. أ، لإصرار الثانى على تدخين السجائر داخل الفصل، واعتراض المدرس وتعنيفه وتوبيخه له، وعقب انتهاء اليوم الدراسى استدعى المتهم شقيقه محمد وبعض أقاربه، وتربصوا للمدرس بالقرب من منزله، وأطلقوا عليه النار من فرد خرطوش، فأصيب بطلق نارى بالكتف، وتم نقله للمستشفى الجامعى، حتى توفى أمس، فيما ردد آخرون رواية أخرى تفيد بأن الطالب قتل مدرسه، لأنه منعه من الغش فى امتحان الميدتيرم. كان اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا، زار أمس الأول، المستشفى الجامعى، للاطمئنان على حالة المدرس، وكلف وكيل وزارة الصحة بالتنسيق مع مدير عام المستشفيات الجامعية بمتابعة حالته وتوفير الرعاية اللازمة له، كما التقى المحافظ أسرة المدرس واستمع إلى احتياجاتهم وسبل توفير الرعاية الصحية المناسبة له، غير أن المدرس فارق الحياة، ليكتب دليلاً جديداً على سقوط هيبة المدرسين حتى إشعار آخر.