كشفت مصادر مقربة من وزير الدفاع السابق المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة المشير عبدالفتاح السيسى، عن تخطيط أجهزة مخابرات خارجية لحرق شعبية السيسى وتشويه صورته قبيل انطلاق ماراثون الانتخابات المقرر له 26 و27 مايو المقبل، وتشمل المخططات تخصيص دولة قطر لميزانية ضخمة لهذا الغرض، تتضمن شراء أقلام بعض الكتاب فى صحف عربية وأجنبية بعضها فى لندن وواشنطن بغرض تشويه صورة المشير دوليا، وهو ما من شأنه أن ينعكس على صورته فى الداخل، فى الوقت الذى تدرس جماعة «الإخوان» الدفع بمرشح لها فى الانتخابات من خارج أبنائها لكنه يحظى بقبول فى الشارع المصرى. فور إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة، واجه المشير عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع السابق، حربا شرسة ومنظمة، تعمد الخصوم فيها تشويهه والانتقاص من شعبيته الجارف لدى المصريين، وتقف وراء تلك الحملات المنظمة جماعة «الإخوان» الإرهابية والجماعات الموالية لها، إضافة إلى المرشحين المنافسين.
يأتى ذلك فى الوقت الذى رفض المشير السيسى إهانة منافسيه فور إعلانه الترشح، مؤكدا أنه يقبل بأى منافس حتى ولو كان من داخل المؤسسة العسكرية، حيث يتطلع لخوض انتخابات تقوم على التعددية وتتساوى فيها فرص المرشحين، بحسب ما أكدته مصادر مقربة منه.
المصادر ذاتها، أكدت استياء المشير من حملات التشويه التى يتعرض لها، والتى تضاف لحرب شعواء تشنها دول ومنظمات وأجهزة مخابرات خارجية ضده فى محاولة لعرقلة وصوله إلى موقع رئيس الجمهورية، فقد أعطى التنظيم الدولى للإخوان الضوء الأخضر لفروعه فى جميع أنحاء العالم لشن حملات تشويه المشير، وأن التنظيم رصد ميزانية ضخمة لترويج دعاية سلبية ضده فى الصحف الأجنبية، مشيرة إلى أن التنظيم الدولى بصدد عقد اجتماعات مكثفة خلال الفترة المقبلة، لوضع مخطط إفساد الانتخابات الرئاسية. فيما قالت مصادر مطلعة: إن جماعة الإخوان تدرس الدفع بمرشح للرئاسة من خارج أبنائها، ممن يحظون بقبول لدى الشارع المصرى.
من جانبه، قال الخبير فى شئون الحركات الإسلامية أحمد بان: إن «حملات جماعة الإخوان لتشويه المشير عبد الفتاح السيسى بدأت منذ فترة طويلة»، لافتًا إلى أن شعبية المشير ستقف عائقا أمام تلك المحاولات الفاشلة. مشيرا إلى أن حملة التسريبات المسجلة ضد السيسى مستمرة، وستستمر خلال الأيام القادمة لخدمة ذات الهدف.
ويقول باسل عادل أحد منسقى حملة المشير السيسى فى انتخابات الرئاسة ل«الصباح»: «بالتأكيد هناك حملة ممنهجة لتشويه الفريق السيسى، ونحن نعرف ذلك وسنتخذ ردود فعل سريعة حيال التشويه المتعمد للمرشح المحتمل». لافتا إلى أن هناك حملة خارجية وداخلية تسعى لتشوية صورة السيسى، وجميعها تتلقى تمويلا من أجهزة مخابرات دولية. وحول تأثير تلك الحملات على شعبية المشير، يقول عضو حملة السيسى: «أعتقد أنها لن تؤثر عليه، بل قد تزيد من حب المصريين له فهو رجل ناجح». وكانت وسائل إعلام قد تناقلت أنباء تفيد باعتزام حزب الدستور، تنظيم حملات «طرق أبواب»، لدعوة المواطنين لعدم انتخاب السيسى، وهو الأمر الذى نفته الدكتورة هالة شكرالله رئيس حزب الدستور فى تصريحات خاصة ل«الصباح»، مؤكدة أن ما قيل لا أساس له من الصحة، ويأتى ضمن الشائعات التى تستهدف تشويه صورة الحزب، معلنة رفضها تشويه صورة أى مرشح رئاسى. وفيما يخص الهاشتاج المسيئ للمشير والمنتشر على مواقع التواصل الاجتماعى، ترى شكرالله أنه: «شىء مقزز جدا».
من ناحية أخرى، كشفت مصادر قيام رجال أعمال قطريين، بتمويل وسائل إعلام أجنبية على رأسها صحف فى لندن وأمريكا للهجوم على مصر، وأن اجتماعات عقدت فى العاصمة البريطانية لندن بين رجال أعمال قطريين وآخرين من التنظيم الدولى، قبيل الاستفتاء على الدستور، للاتفاق على بنود عريضة منها مهاجمة الاستفتاء وبث الشائعات، ووصف ما يحدث فى مصر بأنه انقلاب، وأن تلك الوسائل تم تكليفها بتشويه المؤسسة العسكرية والمشير السيسى من خلال بث مجموعة من الفيديوهات المفبركة والوثائق التى تم تهريبها من مصر إلى قطر فى عهد حكم الإخوان، فى محاولة لزعزعة الأمن فى مصر.
ويرى الناشط السياسى الدكتور حازم عبدالعظيم، أن المخابرات القطرية تقود حملة لتشويه السيسى عن طريق مجموعة من الذين يطلقون على أنفسهم نشطاء. مضيفا فى تصريحات صحفية، أن حملة صباحى ركزت على تشويه المشير السيسى، حيث ظهر ذلك من خلال بيانات التيار الشعبى. فى حين، يؤكد الكاتب الصحفى نبيل شرف الدين ل«الصباح»، أن السيسى يواجه حملة تشويه خارجية وداخلية بل من أنصاره الذين يبالغون فى الدعاية له، حيث يلحقون به الضرر مثلما يفعل أعداؤه. وتابع شرف الدين: من خلال تجربتى مع قناة الجزيرة، أرى أن قطر تدير حملة ممنهجة لتشويه المشير السيسى باحترافية، بل تدير حملة لتشويه المسار السياسى فى مصر وتدفع أموالا طائلة فى سبيل ذلك، لافتا إلى أن قطر استطاعت شراء بعض الأقلام فى الصحف المصرية للانضمام إلى حملات التشويه. فى سياق متصل، يؤكد النائب البرلمانى السابق محمد أبوحامد، أحد داعمى المشير السيسى، أن هناك قوى كثيرة غير راغبة فى وصول المشير إلى الرئاسة، أضعفهم الإخوان، فهم يستخدمون كأداة لتنفيذ هذا الغرض. وتابع أبو حامد فى تصريحات خاصة ل«الصباح»، أن القوى التى تحرك الغرب لمنع السيسى من الوصول إلى الحكم هى إسرائيل؛ لأن التغيير الذى سيحدثه السيسى فى مصر تعتبره خطرا على أمنها القومى.