- السيسى اجتمع بشكل غير رسمى مع المجلس العسكرى لاختيار رئيس الأركان الجديد قبل الإعلان عن اسمه بيوم.. والمنافسة جرت بين حجازى والتراس ووصفى وعسكر - المشير أدى صلاتى الظهر والعصر فى آخر يوم له كوزير دفاع بحديقة الوزارة وسط الجنود والضباط - الاجتماع بدأ بدون الرئيس منصور لتواجده فى الكويت.. قبل أن ينتقل من مطار القاهرة إلى مقر «الدفاع» مباشرة ثلاثة أيام ربما كانت هى أهم وأخطر الأوقات التى مرت فى تاريخ القوات المسلحة المصرية منذ حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، فأيام الثلاثاء والأربعاء والخميس من الأسبوع الماضى شهدت حدثًا لم يقع فى القوات المسلحة من قبل، وهو استقالة وزير الدفاع بمحض إرادته، ليقرر الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وبذلك يكون المشير عبدالفتاح السيسى أول وزير دفاع يستقيل بإرادته فى تاريخ مصر، وهو القرار الذى تضمن اختيار وزير دفاع ورئيس أركان جديدين، وما بين قرار السيسى بالترشح للرئاسة واختيار قائد جديد للقوات المسلحة ثمة العديد من الكواليس والأسرار.
على الرغم من أن الاستقالة الرسمية للسيسى كانت يوم الأربعاء الماضى، فإن اليوم السابق له (الثلاثاء) كانت له كواليسه أيضًا، ففى صباح ذلك اليوم بدأ السيسى عمله فى ساعة مبكرة كعادته (فى السابعة صباحًا)، وأجرى اتصالات بجميع قادة الجيوش والمناطق العسكرية والتشكيلات للاطمئنان على الكفاءة القتالية وسير العمليات فى سيناء، وبعد صلاة العصر اجتمع بشكل غير رسمى مع أعضاء المجلس العسكرى لحسم أمر اختيار رئيس الأركان الجديد قبل تقديم الاستقالة رسميًا فى اليوم التالى، وذلك حتى يصدر قرار جمهورى بشكل سريع بتعيينه بالتزامن مع أداء وزير الدفاع الجديد الذى تم الاتفاق عليه لليمين وهو الفريق أول صدقى صبحى. مصادر سيادية مسئولة قالت ل«الصباح» إنه وخلافا لكل التوقعات لم يتم طرح اسم عبدالمنعم التراس قائد الدفاع الجوى وحده ليكون رئيسًا للأركان، ولكن كانت هناك 3 أسماء تنافسه على هذا المنصب، وهم اللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية وقتها، واللواء أحمد وصفى مدير هيئة التدريب، واللواء أسامة عسكر قائد الجيش الثالث الميدانى، ولكن تم حسم الأمر مساء الثلاثاء باختيار اللواء محمود حجازى ليكون رئيسًا للأركان، ووافق على الاختيار أغلبية أعضاء المجلس العسكرى، وعلى رأسهم المشير عبدالفتاح السيسى، والفريق أول صدقى صبحى. وفى ذلك اليوم اجتمع السيسى مع حجازى بوزارة الدفاع حتى الساعة الحادية عشرة مساءً لمناقشة عدد من الأمور الخاصة بصفقات السلاح المعلقة وغير ذلك، وبعدها توجه السيسى إلى منزله بعد أن وجه الدعوة لجميع أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة للاجتماع الرسمى فى اليوم التالى (الأربعاء الماضى) ليبلغهم الاستقالة رسميًا. المصادر قالت إنه وفى يوم الأربعاء بدأ السيسى يومه فى الساعة الخامسة صباحًا، وبعد أن أدى صلاة الفجر وصلاة الاستخارة مارس بعضًا من التمارين الرياضية، قبل أن يتوجه إلى وزارة الدفاع. وبمجرد وصوله إلى مكتبه قام بالاتصال بقيادة الجيش الثانى الميدانى والثالث الميدانى للاطمئنان على الأوضاع فى سيناء، وطالبهم بمواصلة ضرب بؤر الإرهاب بيد من حديد، والتعاون التام مع أهالى سيناء الشرفاء لشل حركة الإرهابيين فى سيناء، كما أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من المسئولين العسكريين فى روسيا والولايات المتحدة لإتمام بعض من الأمور المعلقة الخاصة بصفقات السلاح، وخاصة صفقة طائرات الأباتشى الأمريكية وأيضًا صفقة الأسلحة الروسية. وأشارت المصادر إلى أن السيسى قام بأداء صلاة الظهر والعصر بحديقة وزارة الدفاع وسط الجنود والضباط المتواجدين بالوزارة، الذين احتشدوا حوله لمصافحته وتوديعه، بعدها وفى تمام الساعة الرابعة بدأ السيسى يستقبل أعضاء المجلس العسكرى الذين توافدوا على مقر الوزارة. قبل بداية الاجتماع التقى السيسى كل عضو من أعضاء المجلس العسكرى منفردًا، وكان أول من التقى به هو الفريق أول صدقى صبحى ثم قادة الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، ثم باقى أعضاء المجلس العسكرى لتوديعهم بشكل شخصى وإنهاء أية ملفات عالقة تحتاج إلى تدخل السيسى قبل مغادرته رسميًا، السيسى قبل الاجتماع أيضًا بتسليم جميع الملفات المهمة للفريق أول صدقى صبحى. لفتت المصادر إلى أن عددًا من أعضاء المجلس العسكرى لم يتمالك دموعه وهو يودع السيسى فى اللقاء الرسمى الأخير له، بل إن السيسى ظهر هو الآخر شديد التأثر فى اجتماع الأربعاء الماضى الذى استمر لما يقرب من 4 ساعات، ونوهت المصادر إلى أن الاجتماع فى البداية لم يكن مقررًا أن يحضره المستشار عدلى منصور لتواجده فى دولة الكويت، لكن وبعد مرور أقل من ساعة من بدء الاجتماع أبدى منصور رغبته فى حضور الاجتماع عقب وصوله مباشرة إلى مطار القاهرة، وبالفعل توجه إلى مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع فى تمام الساعة السادسة و15 دقيقة ليترأس الاجتماع الأخير الذى يحضره السيسى بصفته وزيرًا للدفاع. خلال الاجتماع تم إنهاء أمر قبول استقالة السيسى فى غضون دقائق، بعدها تم إبلاغ رئيس الجمهورية بترشيح المجلس العسكرى الفريق صدقى صبحى لوزارة الدفاع، وهو ما قبله رئيس الجمهورية، وقام بإصدار قرار فورى بترقيته لرتبة الفريق أول حتى يكون رتبة أعلى من قادة القوات فى المجلس العسكرى، وهم قادة الدفاع الجوى والقوات الجوية والبحرية الذين يحملون رتبة الفريق، وتم أيضا مناقشة حسم اسم رئيس الأركان الجديد، وتم الاستقرار على اختيار اللواء محمود حجازى لهذا المنصب، على أن يتم صدور قرار نهائى بتعيينه بالتزامن مع أداء صدقى صبحى اليمين الدستورية وزيرًا للدفاع.
السيسى حرص على أداء صلاتى المغرب والعشاء مع أعضاء المجلس العسكرى وبحضور رئيس الجمهورية فى مقر وزارة الدفاع، وعقب انتهاء الاجتماع الرسمى توجه السيسى إلى إحدى استراحاته بالوزارة ومعه عدد من أعضاء المجلس العسكرى بعد مغادرة رئيس الجمهورية، ليقوم هو بنفسه بصياغة الخطاب الذى سيلقيه ويعلن فيه استقالته وترشحه للرئاسة، بعد أن رفض أن يخرج مجرد بيان مكتوب بنتائج الاجتماع كان قد تم إعداده بالفعل . المصادر أشارت إلى أن السيسى قام بعمل «بروفة» واحدة للخطاب، وبعدها قام بصياغته بشكل نهائى ورفض أن يلقيه من على إحدى المنصات أو فى أحد المكاتب، وفضل أن يلقيه بحديقة الوزارة، وهو ما تم بالفعل وألقاه فى غضون 19 دقيقة. وأوضحت المصادر أن السيسى قام بإلقاء الكلمة من المرة الأولى، ولم يتم توقف تصويرها ولو لمرة واحدة، ليتم إرسالها مباشرة إلى مبنى ماسبيرو وبثها على التليفزيون المصرى. السيسى ظل متواجدًا بمقر وزارة الدفاع حتى الساعة الثانية عشرة من منتصف الليل بعد أن ألقى الخطاب فى لقاء منفرد مع الفريق أول صدقى صبحى، وحرص صبحى على اصطحاب السيسى حتى موكبه، بعدها قام بتوديع العاملين فى الوزارة الذين كانوا متواجدين وقتها بمقر الوزارة من جنود وضباط، وبعد وصول موكبه إلى منزله قام بتوديع حراسه أيضًا.
المصادر أشارت إلى أن السيسى وبمجرد عودته لمنزله أجرى اتصالات بعدد من أعضاء حملته الانتخابية للاطمئنان على بعض الأمور الخاصة بالبرنامج الانتخابى الخاص به، ووعدهم أنه سيقوم بزيارتهم فى مقر الحملة فى اليوم التالى، وجلس السيسى بعض الوقت مع أسرته قبل أن يخلد للنوم. فى اليوم التالى (الخميس) توجه فى الصباح إلى مقر اجتماع مجلس الوزراء ليقوم بتقديم الاستقالة بشكل رسمى إلى رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، ويصافح الوزراء بدورهم ويودعهم، ثم انصرف إلى مقر حملته الانتخابية ليناقش معهم الترتيبات الخاصة بالعمل، وفى عصر يوم الخميس قام بالاتصال بالفريق أول صدقى صبحى لتقديم التهنئة بعد أن أدى اليمين الدستورية رسميًا وزيرًا للدفاع، كما وجه التهنئة للفريق محمود حجازى بعد صدور قرار رسمى بتعيينه رئيسًا للأركان.