أكدت مصادر سيادية مسئولة أن اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، الذى عقد مساء أمس الأول، استمر لما يقرب من 4 ساعات، ولم يكن مقرراً فى البداية أن يحضره الرئيس عدلى منصور بسبب وجوده فى الكويت، ليبدأ الاجتماع بالفعل برئاسة المشير عبدالفتاح السيسى، ولكن بعد مرور أقل من ساعة على بدء الاجتماع أبدى «منصور» رغبته فى الحضور عقب وصوله مباشرة لمطار القاهرة، وبالفعل توجه إلى مقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع فى السادسة و15 دقيقة، ليترأس الاجتماع الأخير الذى يحضره «السيسى» بصفته وزيراً للدفاع بعد إبلاغ المجلس باستقالته قبل وصول رئيس الجمهورية للاجتماع وإبلاغه بها بعد حضوره. وقالت المصادر وفقا لصحيفة الوطن ،إن «السيسى» كان موجوداً فى نفس يوم الاجتماع بمقر وزارة الدفاع من السابعة صباحاً بعد أن أدى صلاة الفجر، ومارس بعض التمارين الرياضية مثل «المشى والجرى». وبمجرد وصوله إلى مكتبه أجرى اتصالات بقيادة الجيشين الثانى والثالث الميدانيين للاطمئنان على الأوضاع فى سيناء، وطالبهم بمواصلة ضرب بؤر الإرهاب بيد من حديد، والتعاون التام مع أهالى سيناء الشرفاء لشل حركة الإرهابيين، كما أجرى اتصالات هاتفية مع عدد من المسئولين العسكريين فى روسيا والولايات المتحدة، لإتمام بعض من الأمور المتعلقة بصفقات السلاح، خاصة صفقة طائرات «الأباتشى» الأمريكية، وصفقة الأسلحة الروسية. وأوضحت أن المشير عبدالفتاح السيسى التقى بكل عضو من أعضاء المجلس العسكرى منفرداً قبل بداية الاجتماع، وكان أول من التقى به هو الفريق أول صدقى صبحى، ثم قادة الجيشين الثانى والثالث الميدانيين، ثم باقى أعضاء المجلس، لتوديعهم وإنهاء أى ملفات عالقة تحتاج لتدخله قبل استقالته رسمياً. ثم سلم «السيسى» كافة ملفات الوزارة ومحتويات مكتبه للفريق أول صدقى صبحى قبل الاجتماع أيضاً، إضافة إلى أنه استقبل عدداً من قادة الجيش من غير أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة لتوديعهم ومصافحتهم قبل المغادرة، كما توافد عليه أيضاً عدد من الضباط وطلبة الكليات العسكرية لنفس السبب. ولفتت المصادر إلى أن عدداً من أعضاء المجلس العسكرى لم يتمالكوا دموعهم وهم يودعون «السيسى» فى اللقاء الرسمى الأخير له، بل إن المشير بدا هو الآخر شديد التأثر. وأشارت إلى أنه جرى البت فى أمر استقالة «السيسى» فى غضون ربع الساعة فقط من الاجتماع، وبعدها جرى إبلاغ رئيس الجمهورية بترشيح المجلس العسكرى الفريق صدقى صبحى لمنصب وزير الدفاع، وهو ما قبله رئيس الجمهورية وأصدر قراراً فورياً بترقيته لرتبة «فريق أول» حتى يكون رتبة أعلى من قادة القوات فى المجلس العسكرى، وهم قادة الدفاع الجوى والقوات الجوية والبحرية، الذين يحملون رتبة الفريق. كما جرت مناقشة حسم اسم رئيس أركان حرب القوات المسلحة الجديد بالاستقرار على اختيار اللواء أركان حرب محمود حجازى، رئيس جهاز المخابرات الحربية والاستطلاع، لهذا المنصب، وهو ما أصدر الرئيس عدلى منصور قراراً به بعد ترقية «حجازى» لرتبة فريق، ليؤدى مع الفريق أول صدقى صبحى اليمين الدستورية. وأوضحت المصادر أن «السيسى» حرص على أداء صلاتى المغرب والعشاء مع أعضاء المجلس العسكرى وبحضور رئيس الجمهورية فى مقر وزارة الدفاع، وأنه عقب انتهاء الاجتماع الرسمى توجه المشير لاستراحته بالوزارة، ومعه عدد من أعضاء المجلس العسكرى بعد مغادرة رئيس الجمهورية، ليقوم بنفسه بصياغة الخطاب الذى سيلقيه ويعلن فيه استقالته وترشحة للرئاسة، بعد أن رفض خروج بيان مكتوب بنتائج الاجتماع الذى كان قد أُعد بالفعل. وكشفت أن «السيسى» أجرى «بروفة» واحدة للخطاب، وبعدها أعاد صياغته بشكل نهائى، ورفض أن يلقيه من على أى منصة أو فى أحد المكاتب، مفضلاً أن يلقيه بحديقة الوزارة، وهو ما تم بالفعل، وألقاه فى غضون 19 دقيقة بعد أن تم وضعه على شاشة أمامه.