قالت مصادر خاصة إن الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع لم يصرح حتى الآن لأى شخص حتى أقرب الأقربين منه فى العمل أو فى الأسرة، بحقيقة موقفه النهائى من مسألة الترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة. وأوضحت المصادر ل«الصباح» أن السيسى يجيب، عندما يوجه له أحد سؤالًا بشأن نيته فى الترشح من عدمه، إجابة واحدة، وهى «يا رب ولىّ علينا من يصلح، ويخافك». وأشارت مصادرنا إلى أن الرجل «حريص على الاستماع إلى جميع الآراء الخاصة بقرار ترشحه للرئاسة، وأنه يجتمع مع عدد من المثقفين والسياسيين والكُتّاب بشكل دائم وغير معلن للتباحث معهم فى الأمر، وهى عادة يحرص عليها منذ فترة طويله قبل أن يكون وزيرا للدفاع أو حتى مديرا للمخابرات الحربية، حيث كان ومازال يحرص دوما على الجلوس مع أصحاب الرأى والمثقفين». ولفتت المصادر إلى أنه «على الرغم من أن معظم من تباحث معهم من المثقفين نصحوه بالترشح إلا أنه لم يقرر بشكل نهائى الإعلان عن هذة الخطوة أو الإفصاح عن موافقته بشكل نهائى حتى هذه اللحظة»، موضحة أنه حريص أيضا على أداء صلاة «الاستخارة» بشكل يومى وخاصة بعد صلاة للفجر والعشاء لكى يحسم أمر ترشحه للرئاسة. وفى شأن آخر، أوضحت المصادر أن جهاز المخابرات المصرية رصد قبل أيام اجتماعا لممثلى عدد من أجهزة المخابرات العالمية، كان هدفه الوحيد هو «خلق فوضى مستمرة» فى مصر بهدف عرقلة ترشح السيسى بأى شكل من الأشكال لانتخابات الرئاسة القادمة، باعتباره - من وجهة نظر هذه الأجهزة- شخصا «غير مرغوب فيه»، لأنه صاحب قرار وسيؤثر على موازين القوى فى المنطقة، وهو الأمر الذى لا تريده دول بعينها مثل أمريكا وإسرائيل وتركيا. وكشفت المصادر أن الاجتماع المخابراتى الأخير عُقد فى إحدى القواعد البحرية فى ألمانيا، وضم ممثلين لأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والتركية والإسرائيلية، علاوة على المخابرات الألمانية، وهو الاجتماع الثانى لهم بعد اجتماعهم الأول عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسى مباشرة، لمناقشة تطورات الأوضاع فى مصر وكيفية التعامل معها . الاجتماع الاخير الذى عُقد على مدار 3 أيام لممثلى مخابرات الدول الخمس، وتم رصده من قبل المخابرات المصرية، خرج بعدد من التوصيات للعمل بها خلال الفترة المقبلة فى مصر تحت مسمى «مصر.. فوضى بلا نهاية». ومن بين هذه التوصيات دعم تجارة السلاح بين مصر وليبيا والسودان وغزة لمواصلة تصدير الأسلحة بجميع أنواعها إلى الجماعات التكفيرية والارهابية فى البلاد، لكى تستمر فى عملياتها ضد قوات الأمن والجيش ليس فى سيناء وحدها، بل فى عدد من المدن والمحافظات الأخرى مثل القاهرة والمدن السياحية، بهدف تعطيل أى محاولات لعودة الحركة السياحية مرة أخرى ، فضلا عن إنهاك قوات الأمن المصرى قدر الإمكان. التوصيات تضمنت أيضا مواصلة الضغط على المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية مثل «صندوق النقد» والبنك الدوليين وغيرهما لمنع تقديمها أى مساعدة لمصر خلال الفترة القادمة، وكذلك مواصلة شن حملات إعلامية تتولاها شركات متخصصة فى إدارة العلاقات العامة لتشوية صورة الاقتصاد المصرى والتشكيك الدائم فى تعافيه ، لمنع ضخ أى استثمارات أجنبية جديدة فى مصر. وقالت المصادر إن ممثلى أجهزة المخابرات الخمسة أوصوا أيضا بالعمل على دعم عدد من كوادر «الإخوان» المقيمين خارج مصر، لبث أكثر من قناة فضائية تعبر عن الجماعة ، من أجل تشويه صورة السلطة الحالية ، على أن تقوم أجهزة المخابرات الأجنبية بتسهيل حصول التنظيم على تراخيص لتلك القنوات. كما اتفق حضور الاجتماع على الدفع بمحامين دوليين من أصحاب الثقة والمتعاونين مع هذه الأجهزة المخابراتية لدعم الإخوان فى إطار مطالبهم بمحاكمة السيسى أمام المحاكم الدولية، وكذلك أوصى الاجتماع بقطع العلاقات مع مصر خاصة فى المجالين العسكرى والاقتصادى. وخرج الاجتماع بتوصية أخرى مفادها ضرورة إقناع «الإخوان» بخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة تحت أى مسمى لإشاعة الفوضى فى البرلمان، وأن يتم دعم مرشحى الجماعة ماديا للفوز، وكذلك إقناعهم بدعم شخص موالٍ لهم فى انتخابات الرئاسة المقبلة، من ضمن عدد من الأسماء أبرزها محمد على بشر والدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح والدكتور محمد سليم العوا.