أكدت الجزائر ومملكة البحرين اليوم /الاثنين/ على موقفهما الداعي إلى ضرورة انتهاج الحوار بين أبناء الشعب السوري من أجل الخروج من الأزمة الدامية التي يتخبط فيها باعتباره النهج الأمثل الذي يجب يأخذ مكانه بدل نهج السلاح. وشدد مراد مدلسي وزير خارجية الجزائر- في مؤتمر صحفي مشترك مع الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة وزير الخارجية البحريني عقد بالعاصمة الجزائرية - على أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة السورية هو الحوار. وقال مدلسي، إن موقف الجزائر كان دائما موقفا واضحا " تجاه الأزمة السورية " نحن نتعامل مع هذه القضية بروح مسؤولية كبيرة ولانتدخل في شؤون هذا البلد، مؤكدا أن هذا الموقف يبرر بصورة سياسية وقانونية تحفض الجزائر عندما اقترحت الجامعة العربية، أن تأخذ المعارضة السورية مكانها في القمة العربية الأخيرة بالدوحة. وأكد مدلسي ، أن الجزائر ليس لها مشكلة لا مع المعارضة السورية ولا مع الحكومة السورية بل لدينا إرادة أخوية لجمع الشمل ..موضحا أن الجزائر تدعم كل ما يأتي من جهود خاصة من داخل سوريا حتى يأخذ الحوار مكان السلاح . واستطرد قائلا .. " قاعدتنا التعامل مع الدول وعندما يكون لدى الشعوب رغبة في تغيير نظامها فنحن نتكلم مع النظام الجديد إذا كان هناك نظام جديد". ودعا مدلسي في نفس الوقت السوريين الى أن يأخذوا على عاتقهم بصفة كلية أمورهم الداخلية حتى لاتعرف سوريا ما عرفته دول أخرى قد يؤدي ذلك إلى مشاكل أخطر. من جهته، أكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة " أن الحل القائم على الحوار هو الحل الأمثل والحقيقي للأزمة السورية. وبخصوص مسألة تمثيل سوريا في الجامعة العربية أو غيرها قال الوزير البحريني، " يهمنا أن هذه القضية لاتصل إلى أن تشق الصف العربي ونحن حرصين على وحدة هذا الصف". من جهة أخرى وفي رده عن سؤال بشأن التوتر الحاصل بين البحرين وإيران وعن احتمال إطلاق وساطة بين البلدين، قال الوزير البحريني، إن على إيران أن تعي " ان في جوارها دولا تريد لها الخير ولم ولن تتآمر عليها في المستقبل لأن هذا ليس من طبعنا". وأضاف "وان وصلت هذه الرسالة من أشقائنا في الجزائر لهم (لايران) أن لديكم إخوة وجيران يتطلعون إلى تحسين العلاقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية فان هذا طيب"، مؤكدا ثقة بلاده التامة في أن الجزائر ودبلوماسيتها هي خير من يوصل الرسائل إلى أي طرف. وفي ذات السياق، أعلن مراد مدلسي أن الجزائر مستعدة لقيادة وساطة بين إيران والبحرين لمصلحة البلدين.وقال مدلسي، إنه سيبلغ رسالة البحرين إلى إيران، موضحا أن الجزائر ستعمل على تلطيف الأجواء بين البلدين خدمة لمصالحهما. وكان الشيخ خالد بن أحمد بن محمد قد وصل أمس إلى العاصمة الجزائرية في زيارة تستمر يومين يجري خلالها مباحثات مع كبار المسئولين الجزائريين تناول سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائي في كافة المجالات وبحث القضايا ذات الاهتمام المشترك.