تقدم 145 شابًا من مصابى الثورة بطلب للحصول على الجنسية الألمانية، احتجاجًا على ما وصفوه بالظلم الواقع على الثوار فى ظل الاحتلال الإخوانى، وطلب المصريون ومنهم 18 فتاة اللجوء السياسى للحصول على حقهم الإنسانى فى العلاج، بعد اتهامهن بحرق مقرات الإخوان، ولأن «دولة الإخوان» ليست دولة لكل المصريين، وإنما لأهل الرئيس وعشيرته، حسب تعبير عماد عفيفى البالغ من العمر 28 عامًا، وهو أحد مصابى الثورة. وقال عفيفى ل «الصباح»: إن السفارة الألمانية ستعقد مؤتمرًا صحفياً خلال أيام لإعلان إسقاط الجنسية المصرية عن الشباب المصريين، موضحًا أنه يريد بطلب الجنسية أن يوجه صفعة إلى نظام الإخوان الذى يفرق بين المصريين، ويتجاهل الثوار. وتلقى عفيفى اتصالات من مؤسسة الرئاسة، وتوجه إلى هناك حيث التقى محمود سالم، الذى وصفه بأنه «عضو فى مكتب الإرشاد» احتد عليه قائلًا: «إنتوا جايين بعد أكثر من سنتين تطلبوا طلباتكم.. الموضوع انتهى». وكشف عن أنه يعانى من إصابات جراء طلق نارى بالقدم، وقطع بالرباط الصليبى وتهتك فى النخاع الشوكى، ما يؤدى إلى إصابته برعشة لا إرادية فى الأطراف، وعدم القدرة على المشى إلا بمساعدة عكاز، ما يستدعى إجراء جراحة معقدة. وشارك عفيفى الذى يملك محلًا لبيع الفاكهة فى الثورة احتجاجًا على ممارسات أفراد الداخلية الذين كانوا يستولون على الفاكهة من متجره دون وجه حق. وقال: قررت اللجوء إلى ألمانيا لأنها دولة ديمقراطية، تحترم حقوق الإنسان، وتعرفت على المجموعة التى قررت اللجوء معى عبر صندوق مصابى الثورة، بعد أن أهملتنا الدولة ولم تقدم لنا حقنا فى العلاج. وكشف عن أنه تعرض للاعتقال أثناء أحداث الثورة، وخضع للتعذيب بالصعق الكهربائى فى السجن، رغم حالته الصحية المتردية، قائلًا: إن التعذيب فى السجن كان يستهدف إذلال الكرامة أكثر من التعذيب البدنى. وقال:إن مرضى تسبب فى عدم قدرتى على العمل، الأمر الذى جعل الديون تتراكم علىّ، ومن ثم اضطررت لبيع أثاث منزلى، ولم أعد قادرًا على سداد الديون المتراكمة، معربًا عن حزنه مما يلاقيه مصابو الثورة من إهمال فى ظل نظام الإخوان «الظالم». وأكد أن طلبه اللجوء والتنازل عن الجنسية المصرية يعد أصعب قرار يتخذه فى حياته قائلًا: «أنا كالمستجير من الرمضاء بالنار، وليس لدى خيارات، فإما أن أتخلى عن مصريتى، أو أن أعيش مريضًا لا أقوى على كسب ما يسد رمقى». وأضاف: «لن أنسى دموع أمى حين زارتنى فى السجن، ورأت ما يعترينى بعد التعذيب المفرط الذى تعرضت له فى غضون اعتقالى فى أحداث 8 يوليو، ولن انسى أبدًا طابور العرض الصباحى فى السجن، حيث كان الضباط يصفعوننى بقسوة ويسألوننى عن أى فصيل سياسى انتمى، فكنت أقول: أنا انتمى لمصر، وكانت هذه العبارة تصيبهم بالغضب أكثر، والآن أقول لهم: أحسنتم صنعًا فأنا لم أعد مصريًا كما كنت، ومادمت أحمل الجنسية الألمانية، فإن أحدًا لن يصفعنى أو يهين كرامتى».