استضاف النادى الثقافى العربى معرض الفنانة التركمانستانية غوليا أسيناوا مساء الخميس الماضى مع العلم أنه تستخدم في لوحاتها ريشة ولا قلم ولا أية أداة من أدوات الرسم، بل هي كلها منجزة بتركيب قصاصات ورقية ملمترية الحجم بشكل رأسي، وتقوم الفنانة بصف الآلاف منها لصناعة لوحة واحدة . وشارك فى افتتاح المعرض هشام المظلوم مدير إدارة الفنون في دائرة الشارقة والإعلام في الشارقة ضم 26 لوحة تنوعت مواضيعها بين بورتريهات ومشاهد إنسانية للفقراء ومشاهد طبيعية، حيث تبدو النزعة الواقعية مسيطرة على الفنانة، لكنها لا تقدم رسوماتها بشكل يستنسخ المشاهد بل تشتغل من منظور يترك للمشاهد مساحة لاستكمال الصورة وتأويل الرؤية، فهي لا تقدم صورة النمر أو الحصان بشكله التام بل تنظر إليه من زاوية تحمل معنى وتترك بعض أجزاء الصورة للتخيل . تستفيد أسيناوا من تخصصها في مجال تصميم الأزياء الذي يقوم على دقة تجاور واختيار القطع القماشية وهندستها وزركشتها في صناعة لوحاتها اعتماداً على تركيب قطع ورقية متناهية الصغر، حتى إن الرائي يراها للوهلة الأولى وكأنها تهشير "كرافيك" بالقلم، بينما هي أوراق ملونة بالأسود، أو بألوان أخرى ترصها بشكل رأسي وتلونها بحسب الحاجة، هذه الدقة المتناهية تشير إلى مدى الجهد الذي تبذله الفنانة في صناعة كل لوحة، وطاقة التركيز الهائلة التي تتمتع بها، فلا شك أن اللوحة الواحدة تأخذ منها أضعاف ما تأخذه لوحة عادية من أي فنان . ويقول أحمد حيلوز مسؤول اللجنة الثقافية في النادي "إن هذا الأسلوب في رص الورق بهذه الدقة يشكل أسلوباً شخصياً لأسيناوا لم يسبقها إليه أي فنان آخر، وقد قدمت به مواضيع إنسانية عامة، كما عكست به مواضيع من البيئتين التراثيتين التركمانية والإماراتية" .