تحل اليوم الذكري الرابعة لوفاة قطة السينما المصرية وصاحبة أجمل عيون ولهطة القشطة ..ومعشوقة العندليب..إنها الفنانة الكبيرة زبيدة ثروت التي توفيت في مثل هذا اليوم من عام 2016 بعدما أثرت قلوب الجمهور بجمالها وبأدائها الهادئ في أفلامها.. تزوجت أكثر من مرة ولقبت بأم البنات.. أوصت بالدفن بجوار العندليب بعد وفاتها.. ورشحت الفنانة مي عز الدين لتجسيد شخصيتها في عمل فني.. من خلال هذا التقرير نحيي ذكراها ونكشف حكاياتها الشخصية والفنية .. ولدت زبيدة أحمد ثروت في 14 يونيو عام 1940 ولها شقيقة توأم تدعي حكمت ولها أيضاً شقيقها صلاح والتوأم علاء وكمال، والدتها حفيدة السلطان حسين كامل سلطان مصر، وخالها ابن الخديوي اسماعيل وكانت تخشى من أن يعرف عملها بالفن خاصة بعد ثورة عام 1952، وكان والدها ضابطاً في الجيش المصري وكان لا يرفض أن تعمل زبيدة في التمثيل، لكن جدها كان رافضاً للأمر وهددها بالحرمان من الميراث إذا أقبلت على التمثيل وهو ما دفعها لدراسة الحقوق وعملت محامية تحت التمرين إرضاء لجدها، إلا أن المكتب وقتها تحول لمعجبين نظراً لجمالها الشديد فقررت أن تنهي علاقتها بالمحاماة وحاولت إقناع جدها بأن تعمل في التمثيل. في عام 1956 شاركت زبيدة ثروت في لقطة كومبارس في فيلم "دليلة" مع عبد الحليم حافظ و شادية وانطلقت بعدها نحو النجومية والبطولة، وكانت شقيقتها حكمت تذهب معها دائماً وحينما عرض على شقيقتها التمثيل رفضت. ومن أهم أعمال زبيدة ثروت "حكاية 3 بنات"، وقدمت فيلم "الملاك الصغير" و"نساء في حياتي" وفيلم "بنت 17" و شاركت في بطولة فيلم "عاشت للحب" مع كمال الشناوي ، "شمس لا تغيب" و"احترسي من الحب"، وفيلم "يوم من عمري" أمام عبد الحليم حافظ، وقدمت في العام نفسه فيلم "في بيتنا رجل" أمام عمر الشريف ، ومن أعمالها أيضاً "الحب الضائع" و"أنا وزوجتي والسكرتيرة" و"زمان يا حب" مع فريد الأطرش و"الأحضان الدافئة" و"الحب الحرام". والى جانب السينما كان لها مشاركات مسرحية أشهرها "عائلة سعيدة جدا" و "أنا وهي ومراتي" و"مين يقدر على ريم" و"شهرزاد و8 ستات"، وقدمت عملاً درامياً بعنوان "وفاء بلا نهاية" وسهرة تلفزيونية بعنوان "حكاية أمام الكاميرا" وشاركت بأعمال إذاعية منها "أفواه وأرانب" و"رد قلبي". تزوجت زبيدة 5 مرات، المرة الأولى من إيهاب الغزاوي ضابط في البحرية المصرية وهي في العشرين من العمر لكن سرعان ما انفصلت عنه من دون أن تنجب أبناء، وتزوجت أيضاً المنتج السوري صبحي فرحات وهو والد بناتها الأربع ريم ورشا ومها وقسمت، ولقيت بأم البنات لهذا السبب وتزوجت أيضاً المهندس ولاء اسماعيل والممثل عمر ناجي والكوافير اللبناني نعيم هو آخر أزواجها. وسبق أن زكرت في مقابلة صحفية أن عبد الحليم حافظ طلب يدها للزواج إلا أن والدها رفض أن تتزوج من مطرب ولم تعرف إلا بعد زيجتها الثانية ، كما طاردها لاعب الكرة البرازيلي بيليه وطلب منها الزواج أيضاً، حيث التقت به في الكويت أثناء حضورها إحدى المناسبات حيث خلع طوق الورد الذي يرتديه وأعطاه لها، واعترفت زبيدة ثروت في حوار قديم لها أنها لم تشعر بالحب في حياتها. وفي نهاية السبعينيات اعتزلت التمثيل السينمائي وذلك بعد أن اصبحت جدة، فابنتها ريم أنجبت طفلتها ياسمين وابنتها الثانية رشا أنجبت أيضاً، فانشغلت بالأحفاد وقررت أن تبتعد عن الفن، بالإضافة إلى أنه في وقتها لم يعرض عليها أعمالاً تتناسب معها ولم تعمل أي من بناتها في الفن لرفض والدهن العمل بالحقل الفني بالرغم من أنه منتج سينمائي. وبعد اعتزالها الفن عاشت زبيدة ثروت فترة في أميركا، وركزت على حياتها الأسرية وابتعدت عن الأضواء فكان آخر ظهور لها في برنامج "بوضوح" مع عمرو الليثي. وفي 13 ديسمبر 2016 وبعد رحلة طويلة من المعاناة مع السرطان توفيت لتكتب آخر سطور حياتها، وأوصت بدفنها بجوار العندليب، وأُصيبت في البداية بسرطان الثدي وبسبب شراهتها في التدخين أصيبت أيضاً بسرطان الرئة، وكانت قد تلقت العلاج منه بعد الفحوصات والأشعة. وعلي الرغم من نفي ثروت خلال تصريحات صحافية، نيتها كتابة مذكراتها، فقد رشّحت الممثّلة المصرية مي عز الدين لأداء قصة حياتها في أي عمل فني. وقالت :"لا أفكر في كتابة مذكراتي، وأعتقد أن أحفادي الستة هم فقط من سيرغبون في معرفة كل شيء يخصني، لأن الناس حالياً لديها العديد من الهموم ولن يكون لديهم متسع من الوقت ليقرأوها، أما إذا كان هناك مسلسل مكتوب بشكل جيد فما المانع من ذلك، وأرشح الممثلة مي عز الدين لتجسد دوري في كل مراحل عمري المختلفة، وهذا الأمر لم يعد صعباً كما كان، فالماكياج حدث به تطور هائل". ولكن مي عز الدين، أعلنت رفضها تقديم سيرة ثروت الذاتية، قبل وفاتها في عام 2016، مشيرةً الى أنّ الأخيرة تتفهّمها، لأنّ القرار صعب، خصوصاً أنّها تعشق فنّها. وصرّحت ضمن برنامج "100 سؤال" مع الإعلامية راغدة شلهوب أنّ "تصريح الفنانة زبيدة بأنها ترغب فى أن أجسد شخصيتها أسعدني، وكل ذلك يصعّب عليّ قرار الرفض، وممكن يتغير الله أعلم. لكن كل اللي قدم سيرة ذاتية اتظلم وانتقد على الرغم من المجهود اللي بذلوه ومدى تقريبهم من الشخصية."
