تناولت صحيفة "القدس" الفلسطينية اليوم خبر ما أعربت عنه مصادر وزارية لبنانية عن خشيتها من انزلاق لبنان في الحرب الدائرة في سوريا بين المعارضة المسلحة والجيش النظامي، بعدما تأكد ضلوع لبنانيين في هذه الحرب، ومقتل عدد من الشبان من مدينة طرابلس في كمين نصبه لهم الجيش السوري في تل كلخ، واعتراف النائب اللبناني في تيار المستقبل عقاب صقر، بصحة التسجيلات التي بثتها محطة تلفزيون o.t.v.اللبنانية، ونشرتها صحيفة "الاخبار" اللبنانية، والتي تشير الى قيامه بتهريب الاسلحة الى المعارضة السورية، بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري، اضافة الى اتهام المعارضة اللبنانية عناصر من حزب الله في القتال الى جانب الجيش السوري، وذلك استنادا الى اعلان الحزب عن مقتل عدد من عناصره، من دون ذكر اين ومتى وكيف قتل هؤلاء. وقال رئيس مجلس النواب نبيه بري انه قلق من ارتفاع منسوب تورط بعض الاطراف اللبنانية في الاحداث السورية، مبديا اسفه لمقتل عدد من الشبان اللبنانيين في تلكلخ قبل ايام، مشيرا الى انه "يعز علينا ان يسسقط هذا الدم في سوريا بهذه الطريقة". واعتبر ان ما جرى يؤكد مرة اخرى "وجوب المضي في سياسة النأي بالنفس، لان اي خيار اخر سيكون مكلفا جدا، والوقائع على الارض تثبت ذلك". واذ تخوف بري من ان يطول عمر الفتنة في سوريا، حذر من تداعيات الزلزال السوري على لبنان اذا استمر البعض باستسهال اللعب فوق فالقه، مضيفا: "لقد فرطنا بفرصة ثمينة كي نثبت شخصيتنا". ونبه الى ان المدة الفاصلة عن موعد جلسة الحوار في 7 كانون الثاني( يناير) المقبل ستكون محفوفة بالمخاطر والتحديات، "وعلينا التنبه والتحلي باعلى درجات اليقظة لنحمي البلد، حتى يبقى ما نتحاور عليه". اما رئيس الحكومة نجيب ميقاتي فقالت مصادره تعليقا على مقتل الشبان اللبنانيين ان جوهر سياسة النأي بالنفس التي اعتمدتها الحكومة كانت تهدف الى تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية وتحصينه من المخاطر الخارجية وعدم اقحام اللبنانيين في هذه الصراعات. واضاف: "حرام استمرار الرهان على الوضع السوري لتحصيل مكاسب سياسية داخلية وهذا رهان خاطئ". في المقابل حمل خطباء مهرجان ذكرى اربعين اللواء وسام الحسن ورفيقه احمد صهيوني، والذي اقامه تيار المستقبل وقوى 14 اذار في معرض رشيد كرامي، في طرابلس عصر امس على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وحزب الله وحليفه العماد ميشال عون وانتظام السوري، مجددين الدعوة الى اسقاط الحكومة، كما اعلن عدد من الخطباء انهم يمدون الثورة السورية بالسلاح والرجال. وقال الامين العام لتيار المستقبل احمد الحريري: "حبيبكم سعد الحريري يؤكد لكم ان الثورة السورية ستنتصر، وان نظام بشار الاسد آيل الى السقوط. لن تستطيع اي قوة في الكون ان تحمي هذا النظام، لا روسيا، ولا ايران ولا المرتزقة من هنا وهناك، سيكون في مقدورها ان تبعث الحياة في نظام لم يشبع من دماء شعبه، وارواح الاطفال والنساء والابرياء". وفي غياب المعلومات الرسمية عن حادث تل كلخ بقي العدد الحقيقي والنهائي للقتلى موضع تضارب، ليراوح بين 21 و16 و4، علما ان الاعلام السوري الرسمي اشار الى سقوط 21 لبنانيا بين قتيل وجريح. لكن وزير الداخلية اللبناني مروان شربل اشار في تصريحات صحافية ان الجيش اللبناني يؤدي دورا رئيسيا في التواصل مع الجهات المختصة حول حقيقية ما حصل لمعرفة مصير الشباب اللبنانيين. وقال انه ليس صحيحا ان كل افراد المجموعة اللبنانية قد قتلوا، لافتا الانتباه الى ان معلوماته تفيد بانهم توزعوا بين قتل واسر وجرح وهرب. وفي صيدا اتهم الشيخ احمد الاسير خلال مسيرة نظمها امس تحت عنوان "كفى استخفافا بكرامتنا"، شارك فيها الالاف من انصاره، حزب الله بكل الاغتيالات من اغتيال الرئيس رفيق الحريري حتى اليوم، وبالتآمر على سعد الحريري، ووجه كلامه الى الطائفة الشيعية قائلا: "عدونا يعيش بينكم وهو نصرالله ونبيه بري، نريد ان نعيش مع الجميع بأمان رغم محاولات جماعة نصرالله تشويه صورتنا، ان نصرالله لن ينال من ارادتنا لو وصل رأسه الى السماء".