قعيد بدرجة عبقرى .. على كرسٍ حديدي جلس أوسكار تاباريز المدير الفني للمنتخب الأورجوياني يتابع مجريات لقاء منتخب بلاده أمام منتخب الإكوادرور في بطولة كوباأمريكا 2019، عمر كامل أفناه هذا الرجل السبعيني في مهنة التدريب.. ولا يزال يواصل مشواره رغم إصابته بمرض مزمن يطلق عليه متلازمة غيلان باريه أو التهاب الأعصاب الحاد، أفقده القدرة على الوقوف. تاباريز شاهد على أمجاد الأورجواي، في آخر ثلاثين عام مضت، فقد كان مدرب منتخب السيلستي حين تأهل إلى نهائيات كأس العالم بإيطاليا 1990، ثم رحل عن السيلستي ليعود من جديد إلى منتخب بلاده في نهائيات كأس العالم 2006، ويقود الأورجواي إلى التتويج ببطولة كوباأمريكا 2011، ونهائيات كأس العالم 2010، 2014، 2016، ليصبح الرجل السبعيني هو فارس أحلام أورجواي، على مر العصور. رغم مرضه المزمن، لم يتخل تاباريز عن منتخب السيلسيتي، ويباشر مهام عمله بنفسه، فتارة يظهر بعكازين، وتارة يقود تدريبات منتخب بلاده بعربة مخصصة للتنقل أثناء التدريبات، وإلى جانب ذلك يحظى تاباريز بدعم كبير وهائل من لاعبي ونجوم الفريق أمثال اديسون كافاني، ولويس سواريز. تعهد تاباريز بالمواصلة مع الأورجواي، رغم محاولات إقناعه بالتخلي عن التدريب بسبب مرضه، فقد أصبح ذلك القعيد مشروعًا مثمرًا للفريق السماوي، قادهم نحو 5 مرات للتأهل إلى نهائيات كأس العالم، حجز في إحداهما بطاقة المركز الرابع مع كأس العالم 2010، كذلك التتويج ببطولة كوباأمريكا 2011 المقامة آنذاك في الأرجنتين، والآن يطمح رفقة جمهور السيلستي في التتويج ببطولة كوباأمريكا نسخة 2019 المقامة في البرازيل، لينهي مشواره الكروي بإضافة بطولة قارية غالية إلى كتيبة المنتخب السماوي. لم يحتاج تاباريز إلى عضلات أو بذل مجهود مضاعف مع الفريق، فقط ترك عقله يفكر ويقود من خارج الخطوط كتيبة مدججة بالنجوم، يعزف بهم أفضل سيمفونية عرفها جمهور السيلستي عبر تاريخه، بعد فوزه أمس على المنتخب الإكوادوري برباعية نظيفة، ليستحق تاباريز عن جدارة ألقاب " المايسترو"، الداهية الأورجوياني.