يشهد سوق الدواء فى مصر حالة من الاضطرابات، ففى الوقت الذى يعانى المرضى والبسطاء من سوء أحوالهم الاقتصادية، تسعى الشركات المصنعة للأدوية لتحقيق الأرباح الفاحشة، وفى ذات الوقت يكشف الصيادلة عن بعض هذه المساعى والتى تبدأ بأسلوب تعطيش السوق من أهم أصناف الأدوية تمهيدا للضغط على الحكومة لتمرير الارتفاعات المطلوبة، وخلال الفترة الماضية شهدت الأسواق نقص الأنسولين لمرضى السكر، والبنسلين أيضا، إلى جانب ألبان الأطفال المدعمة، فترة ليست بالقليلة ، ومازالت معاناة عدد من المرضى مستمرة ..ونشطت السوق السوداء لتعلن التحدى للمرضى الغريب فى الأمر أن هذه الأزمات ليست غائبة عن المسئولين لكن كان أسلوب التعامل معها –مثلما يكشف أطراف القضية-، الطناش .. " الدكتور أسامة رستم، نائب رئيس غرفة صناعة الأدوية باتحاد الصناعات المصرية، يرفض بشكل قاطع الاتهامات التى تواجه صناع الدواء، وأن اهتماماتهم تنحصر فى البحث عن فرص تحقيق الثروات الفاحشة برفع أسعار الدواء بشكل جنونى دون الوضع فى الاعتبار مصلحة المريض، كاشفا عن أن الصناع لا يمثلون أى تهديد للدولة ولا يلجأون إلى سياسة تعطيش السوق لإجبار الحكومة على رفع الأسعار. ويضيف رستم، أن ما يعيشه سوق الدواء حاليا يكشف الحقائق التى يحاول البعض إخفائها، فمنذ أن تم تحريك الأسعار لم تنته قائمة النواقص، موضحا وجود أصنافا كثيرة يتم إنتاجها ولا تحقق سوى الخسائر التى تزيد من أعباء رجال الصناعة، وهو ما سيضطرهم لوقف إنتاج مثل هذه الأدوية. لافتا إلى أنه يجب دعم هذه الصناعة الوطنية المتعلقة بصحة المواطن، موضحا أن المواد الخام التى يتم استيرادها من الخارج شهدت ارتفاعا كبيرا فى الأسعار وهو ما يكبد الشركات المصنعة الخسائر الضخمة، مشددا على ضرورة دراسة الملف كاملا بشكل موضوعى للوقوف على السبل اللازمة لوقف نزيف الأموال الذى تعانيه الشركات المصنعة. ومن جانبه قال الدكتور حاتم البدوى، السكرتير العام المساعد للشعبة العامة للصيدليات باتحاد الغرف التجارية، يقول إن ما يشهده ملف الدواء أمر لا يقبله عقل ولا تقبله قوانين الإنسانية، متهما مافيا الدواء بممارسة ضغوطها الآن، ولى أذرع الدولة لرفع الأسعار. ويكشف البدوى، عن وجود مؤامرات تحاك وتدار ضد المريض المصرى، وستنتهى بموجة كبيرة من الارتفاعات فى أسعار الدواء الذى يتم تعطيش السوق منه حاليا، مؤكدا على أنها هى ذات الطريقة التى لجأت إليها الشركات للضغط على الحكومة لرفع الأسعار. ويضيف البدوى، أن أصناف قائمة النواقص فى الأدوية تزيد على 1500 صنف، مطالبا وزيرة الصحة بضرورة وضع هذا الملف من أولويات أجندتها خلال المرحلة القادمة.