"سكت دهرا ونطق انتقاما".. ربما هذا هو الوصف الأمثل لما يفعله الرئيس الأمريكى دونالد ترامب فى الوقت الراهن تجاه عدد من الدول الداعمة للإرهاب , التى صمت إزاؤها "ترامب" كثيرا خلال الفترة الماضية.. لكن يبدو أنه قررا مؤخرا الخروج عن صمته ومواجهة هذه الدول التى كان آخرها تركيا وذلك بعد فرض رسوما اقتصادية على صادراتها ما كان سببا فى انهيار العملة التركية "الليرة" وتدهورها بشكل ملحوظ لم تشهده طيلة العقود الماضية.. الأمر نفسه انطبق أيضا على إيران بعد قراره بالانسحاب من الاتفاق النووى الذى وقعه سلفه باراك أوباما وذلك بسبب عدم جدية طهران فى وقف برنامجها النووى فضلا عن دعم الإرهاب.. هناك أيضا دولة قطر التى يخطط لنقل قاعدة العديد العسكرية منها بعد تورطها فى دعم الإرهاب فى عدد من البلدان المختلفة. العلاقة بين أمريكاوقطر تشهد حالة من "التوتر المكتوم " فقبل عام من الآن وصف الرئيس الأمريكى قطر بأنها داعم تاريخى للإرهاب، ودعا دول الخليج ودول الجوار "مصر-السعودية-الإمارات-البحرين" لاتخاذ المزيد من الإجراءات لمكافحة الإرهاب، والوقوف أمام الدعم القطري للمنظمات الإرهابية. الأمر لم يقتصر عند هذا الحد فعقب ذلك بستة أشهر تقريبا ناقشت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكى مطالب بنقل قاعدة العديد العسكرية من الدوحة إلى موقع آخر خارج قطر، بعد الانتهاء من الاتفاقية المبرمة في 2013، والتي ستنتهي في 2023 بين البلدين، بعد أن تم تجديدها في ديسمبر عام 2013 لمدة عشرة أعوام. وجاءت مطالب نقل قاعدة العديد من الدوحة، عقب إجراءات أخرى اتخذتها أمريكا تجاه قطر، تتمثل في متابعة نظامها المالي والمصرفي بسبب تخوف من دعم المنظمات الإرهابية والأفراد ذوي العلاقة بتلك المنظمات، إضافة إلى مراقبة شديدة لتصرفاتها الدبلوماسية وعلاقاتها الخارجية. وفى محاولة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد لكسب ود نظيره الأمريكى , عرض تميم على الولاياتالمتحدة إنفاق 1.8 مليار دولار لتطوير قاعدة "العديد" العسكرية الجوية التي تستخدمها أمريكا لعملياتها العسكرية ومكافحة الإرهاب. لكن الرئيس الأمريكي قابل ذلك بالرفض، مؤكدا سعى بلاده فعليا لنقل القاعدة العسكرية من الدوحة إلى مكان آخر. جاء هذا فى الوقت الذى أكدت فيه وزارة الدفاع الأمريكية أيضا ردا على عرض أمير قطر, أنه من السابق لأوانه الحديث في تفاصيل هذا الأمر، مشيرة إلى ضرورة عمل تخطيط مناسب للمراحل المقبلة، وضمان استخدام المنشآت العسكرية الأمريكية. وكانت تقرير صدرت خلال الفترة الماضية أشارت إلى أن الولاياتالمتحدة لديها معلومات مؤكدة حول دعم قطر المستمر للحركات المصنفة إرهابيًا لدى مكتب مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية بالشرق الأوسط، ومن بين تلك المنظمات حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" وحركة "حماس"، بالإضافة إلى جماعة "الإخوان المسلمين" المصنفة إرهابيًا لدى بعض من الدول العربية في المنطقة.