تتعرض دولة الاحتلال الإسرائيلي لهجوم جديد من نوعه، حيث اجتاح أراضيها فيروس "غرب النيل" المُميت، الذي ينتشر بين البشر عبر البعوض، مما أدى إلى وفاة وإصابة الإسرائيليين. واعترفت وزارة الصحة الإسرائيلية، بأن فيروس "غرب النيل" لا يزال منتشرًا في إسرائيل، وارتفع عدد المصابين بحمى "غرب النيل" في هذا العام بشكل كبير ، إذ أعلنت عن إصابة ما لا يقل عن 68 شخصًا بالفيرس، منهم 14 في حال صحيّة حرجة، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" العبرية. ومن بين المناطق التي انتشر فيها البعوض، هي: قيسارية، برديس حنا، كركور، المجلس الإقليمي ألونا، بنيامينا، والمجلس الإقليمي منشي، ماتي يهودا ومزكيرت باتيا. وينتقل هذا الفيروس إلى الإنسان عن طريق لسعة البعوض، عادة في الفترة ما بين منتصف شهر أغسطس وحتى أكتوبر من كل عام، حيث أدى تفشٍ مماثل في اليونان إلى مقتل 11 شخصًا وإصابة 96 شخصًا آخرين، وكان معظم الحالات التى تم الإبلاغ عنها في شبه جزيرة بيلوبونيز وغرب العاصمة اليونانية أثينا. وكانت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية، قد أعلنت أنها رصدت عددًا من البعوض الحامل للفيروس المسبب لحمى غرب النيل في مناطق مختلفة من البلاد، ما يثير مخاوف من انتشار الحمى القاتلة بشكل أوسع. ودعت وزارة حماية البيئة السلطات المحلية إلى مضاعفة جهودها من أجل تخفيف احتمال تعرض السكان إلى لسعات البعوض، كما أوصت السكان بالابتعاد عن أماكن تجمع البعوض، مثل المستنقعات المائية، وبرك المياه الراكدة. وقالت رئيسة اتحاد الأمراض التلوثية، البروفيسور مريام فينبرجر، إن الحالات التي حدثت هذا العام كانت أخطر من الماضي، مؤكدة أن الأعراض الأولى للمرض التي تتضمن آلامًا في البطن وإسهالًا، تثير ارتباكًا لأن الفيروس انتشر في السنوات الماضية وأدى إلى أعراض شبيهة بالحمى. ويعد فيروس غرب النيل مرض معد يُنقل عبر البعوض، ووفقًا للأبحاث التي أجريت، وُجدت علاقة بين ارتفاع حرارة الطقس وبين نسبة الإصابة بالمرض، وأن 80% لا يشعرون بالإصابة بالمرض، و19% يعانون من المرض بينما يتعرض 1% من المرضى إلى مضاعفات خطيرة. وتتمثل أعراض الإصابة بفيروس غرب النيل، في الحمى والصداع والغثيان والقئ وتورم الغدد اللمفاوية بالإضافة إلى طفح جلدي في بعض الأحيان، أما عن العدوى فهي لا تظهر بها أعراض في 80% من الحالات المصابة. ونظراً لعدم وجود أي لقاح للمرض، فإن السبيل الوحيد للحد من العدوى بين البشر هو إذكاء الوعي بعوامل الخطر، وتثقيف الناس بشأن التدابير التي يمكنهم اتخاذها للحد من أشكال التعرض للفيروس. وتعتمد وقاية البشر بشكل فعال من الإصابة بعدوى فيروس غرب النيل على وضع برامج شاملة ومتكاملة لترصد البعوض ومكافحته في المناطق التي ينتشر فيها الفيروس، وينبغي أن تكشف الدراسات عن أنواع البعوض المحلية التي تؤدي دوراً في نقل الفيروس، بما في ذلك الأنواع التي قد تقوم بدور الجسر الرابط بين الطيور والبشر. كما ينبغي التركيز على تدابير المكافحة المتكاملة، بما في ذلك الحد من البعوض في المصدر بمشاركة المجتمعات المحلية وإدارة المياه واستعمال المواد الكيميائية وأساليب المكافحة البيولوجية. ولا يوجد علاج فعال متخصص لحمى غرب النيل، ولكن يقتصر على العلاج الأعراضي وإعطاء الفيتامينات مثل فيتامين إي، وفي الحالات شديدة الإصابة تستخدم الأدوية المضادة للإلتهاب ويستخدم المينتول لتخفيف الورم بالمخ والحبل الشوكي. وينتشر الفيروس عادة عندما يُصاب البعوض بالعدوى عند تغذيته على دم طيور مصابة، ونادراً ما ينتشر الفيروس عن طريق نقل الدم أو زرع الأعضاء أو من الأم إلى الطفل أثناء الحمل أو الولادة أو الرضاعة الطبيعية. وظهر المرض عام 1912 في نبراسكا وكولورادود، على هيئة وباء شديد في الخيول أدى إلى قتل 125 ألف حالة، وفي فرنسا عام 1962 وكانت نسبة الإصابة 10%، وظهر في مصر عام 1953 وجاوزت نسبة الخيل المصاب 25%، وفي المغرب ظهر المرض عام 1966 وكانت النسبة 44%، وعام 2000 ظهر المرض في إيطاليا وفلسطين وكانت النسبة 42% و 19% على الترتيب، وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1999 وسجلت 36%، وفي عام 2002 ظهر المرض في خمسة مقاطعات بكندا، ووجد أن أكثر من ثلث الحالات الإيجابية توجد في المناطق التي بها مساحات كبيرة من المستنقعات والأراضي الرطبة.