للمرة الأولي .. المتحف المصري يعرض أجزاء من "برديات الملك خوفو" التي عثر عليها بمنطقة ميناء وادي الجرف، أحد أهم وأقدم الموانئ المصرية القديمة. يذكر أن في 2013 عثرت البعثة على مجموعة من البرديات مدفونة بين عدد من الكتل الحجرية. وكشفت هذه البرديات عن طبيعة العمل بالميناء واستخداماته في عصر الملك خوفو وحال العاملين به،وتؤكد البرديات أن وادي الجرف كان مستخدماً خلال عهد الملك خوفو، وأن فريق العمل الذي كان يعمل في هذا الموقع هو نفسه الذي شارك في بناء الهرم الأكبر. وفى مؤتمر صحفي أمس الخميس بالمتحف المصري،قال وزير الآثار خالد العناني إن هذه البرديات "تعد الأقدم في تاريخ الكتابة المصرية المكتشفة حتى الآن، حيث إنها أقدم من برديات الجبلين التي تعود إلى نهاية الأسرة الرابعة وبرديات أبوصير التي تعود لنهاية الأسرة الخامسة". وأضاف العناني:"للأسف هذه البرديات كانت محفوظة في صندوق لا يراه أحد منذ اكتشافها في 2013 لكننا رأينا أن مكانها الصحيح هو أن توضع في مدخل المتحف المصري". وترجع أغلبية هذه البرديات إلى العام 26 من عهد الملك خوفو، وتصف كيف كانت الإدارة المركزية منظمة في عهد ذلك الملك صاحب الهرم الأكبر. ومن أهم البرديات المكتشفة بردية تحتوي على يوميات المفتش "مرر"، وهو من كبار الموظفين والمسئول عن فريق بحارة ربما لم يتجاوز عدده 40 رجلاً. ومن خلال هذا النص تمكن الباحثون من تحديد ثلاثة شهور من عمره الوظيفي، مضيفين بذلك معلومات جديدة عن حياة الموظفين في عصر الأسرة الرابعة. جدير بالذكر أن وادي الجرف يقع على بعد نحو 24 كيلومتراً جنوبي الزعفرانة بمحافظة البحر الأحمر، وتعمل هناك بعثة مصرية-فرنسية مشتركة منذ 2011، اكتشفت آثاراً لميناء يعتبر إلى الآن أقدم ميناء ليس فقط في مصر وإنما في تاريخ الملاحة البحرية العالمية.