من يتابع الحياة السياسية المصرية, يلاحظ اختفاء الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور عن المشهد السياسى والإعلامى بعد انتهاء الانتخابات البرلمانية وهو ما جعل البعض يربط بين اختفاءه والنتيجة التى حصل عليها الحزب فى الانتخابات خصوصا بعدما ترددت معلومات حول اعتراض عدد كبير من قواعد الحزب فى الشارع على طريقة إدارته غرفة عمليات الحزب الانتخابية واتهامه بالضعف فى مواجهة التعديات التى حدثت ضد الحزب فى الانتخابات خاصة أن عددا كبيرا منهم كان اقترح عليه عدم المشاركة فى الانتخابات اعتراضًا على القانون المنظم للقوائم وإلزام الحزب ترشح الأقباط على قوائمه , وازدادت هذه المطالبات بعد الجولة الأولى من الانتخابات وتهديد الشيخ ياسر برهامى بالانسحاب لكن مخيون و قيادات الحزب أصروا على إكمال المشوار الانتخابى . ويبدو أن المجلس الرئاسى للحزب أراد حل أ الخلاف بين القواعد حول استمرار مخيون فى رئاسة الحزب من عدمهبشكل سرى , حيث أجرى عدد من اللقاءات الهامة مؤخرًا لدراسة أسباب تراجع الحزب ودور الدولة وكذلك تراجع دورقيادات النور، وقرر الحزب تغيير بعض سياساته وعدد من القيادات فى المحافظات ليظل قرار استمرار مخيون فى رئاسة الحزب قيد التفكير حتى الآن، ولكن كعادة الحزب يخرج بهذه القرارت من خلال جمعية عمومية، ويبدو أن هذه الخلافات كانت السبب الرئيسى وراء اختفاء مخيون عن المشهد السياسى حتى يحسم الحزب أمر الخلاف . ولم تكن هذه الخلافات هى السبب الوحيد لاختفاءه عن الساحة بل كانت هناك نصائح من بعض القيادات بالسكوت قليلًا بعد الهجوم الذى شنه مخيون وياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية الذراع السياسية للنور , على مؤسسات الدولة وتصريحاتهم حول اضطهاد وزراة الداخليه للحزب فى الانتخابات وحديثهم عن سيطرة المال السياسى على العملية الانتخابية, وبالفعل عمل "مخيون" بالنصيحة والتزم الهدوء قليلًا حتى لا تتسع الفجوة بين مؤسسات الدولة والحزب وحتى يُحل أمر الخلاف حول رئاسته للحزب. .الحزب من جانبه حاول تحقيق التوازن حتى لا يلحظ الجميع اختفاء "مخيون" فكان أول ظهور له بعد شهر من الغياب هو اجتماعه مع الكتلة البرلمانية للحزب لمناقشة دور أعضاء النور فى البرلمان و القوانين التي صدرت في الفترة الانتقالية الماضية والاتفاق على رأي الحزب فيها، ودراسة الأجندة التشريعية للحزب داخل البرلمان وشاركه فى هذا الاجتماع سيد خليفة نائب رئيس الحزب والدكتور بسام الزرقا نائب رئيس الحزب للشئون السياسية والدكتور محمد إبراهيم منصور الأمين العام المساعد، والدكتور طلعت مرزوق مساعد رئيس الحزب للشئون القانونية، ومحمد صلاح خليفة المتحدث باسم الكتلة البرلمانية . ثم ظهر مرة أخرى بشكل قوى كمدافعًا عن السعودية بعد الهجوم الإيرانى على سفاراتها وحذر مصر والعالم العربى من المشروع الإيرانى للهيمنة على المنطقة واستمرار المد الشيعى فى بلاد المسلمين وهنا تخلى الحزب عن قرار اختفاء "مخيون" عن المشهد خصوصا أنه من أكثر الأحزاب دعمًا للسعودية وأكثرهم عملًا على مناهضة المد الشيعى فى مصر، وبالتالى كان هناك ضرورة كبيرة لخروجه فى هذا التوقيت باعتباره ما زال رئيسًا للحزب ولم يتخذ قرارا بعد بإبعاده . خرج أيضا "مخيون" , مدافعًا عن الأزهر الشريف بعد هجوم البعض عليه حيث قال :" هناك حملة مشبوهة تتعرض لها مؤسسة الأزهر الشريف ومشيخته وعلماءه من قبل بعض القنوات الفضائية وبعض السياسيين وممن يطلقون على أنفسهم مفكرين"، مؤكدًا أن هذه الحملة تجاوزت حدود النقد الموضوعي والبناء إلى محاولة التشويه والطعن ومحاولة الهدم. وشدد مخيون على أن الأزهر له مكانة فى قلوب المصريين، و العالم الإسلامى كله، وأن له دورا كبيرا فى استقرار البلاد وإيجاد حالة من التوازن داخل المجتمع وحذر من الاعتداءات عليه وأعلن موقف الحزب فى الدفاع عن الأزهر . ولا ندرى إذا كان ظهور"مخيون" مؤخرًا يعنى انتهاء الخلافات حول بقاءه فى رئاسة الحزب أم أن أهمية حدث الهجوم الإيرانى على سفارات السعودية وهجوم البعض على الأزهر كانا السبب وراء خروجه لتوضيح موقف "النور" بصفته رئيسا للحزب .