اشتعال المعركة بين «خليفة» و«ثابت» على خلافة رئيس الحزب حالة من الغليان والخلاف تضرب حزب النور بعد خروجه غير المشرف من ماراثون الانتخابات البرلمانية، بنتائج مخزية، خالفت توقعات قادة الحزب ومؤيديه، ما أشعل الخلافات الداخلية داخل أبرز الأحزاب السلفية فى مصر. رئيس الحزب الدكتور يونس مخيون، حمّل مسئولية نتائج الانتخابات لسياسات الدكتور ياسر برهامى، رئيس اللجنة الصحية بالحزب، ونائب رئيس الدعوة السلفية، بسبب دمجه الدعوة والحزب فى كيان واحد، وعدم الفصل بينهما، والتحكم فى كل ما يخص الحزب وتكوين لوبى خاص به يعمل بأمره، وغياب العمل الجماعى والتنظيمى للحزب، ما أدى لانهيار قاعدته فى الشارع السياسى، والتى ظهرت خلال الانتخابات. فى المقابل، يرى تيار آخر يقوده المهندس أشرف ثابت، نائب رئيس الحزب الموالى لياسر برهامى أن السبب فى تلك النتائج المخزية، ضعف مخيون وغياب الرؤية لديه وعدم قدرته على القيادة وتركه للحزب يتمزق دون وضع خطة عمل محددة، مما تسبب فى انهيار الحزب وتكرار الخلافات التى أثرت على أداء أعضائه. وكشف مصدر بالحزب عن معركة أخرى تدور فى الأفق، بين كل من السيد خليفة نائب رئيس الحزب وبين المهندس أشرف ثابت، بسبب منصب رئيس الحزب وخلافة مخيون بعد أن بات أمر الإطاحة به «مسألة وقت». وأضاف المصدر أن المعركة بدأت بعد نشوب خلافات بين مخيون وبرهامى منذ فترة، نتيجة تصدر الأخير للمشهد، الأمر الذى دفع برهامى للانتظار حتى انتهاء الانتخابات البرلمانية للإطاحة بمخيون. وهنا استغل أشرف ثابت تلك الخلافات، وراح يتودد إلى برهامى طمعًا فى رئاسة الحزب، وبالفعل كان قد اقترب من حسم المنصب لصالحه، ولكن ظهر على الساحة نائب رئيس الحزب السيد خليفة، والذى كان مرشحًا قبل الدكتور يونس مخيون لرئاسة الحزب، ولكن جاء اختيار مخيون لعدة اعتبارات أهمها سهولة السيطرة عليه وهو الأمر الذى يبحث عنه الدكتور برهامى فى اختيار معاونيه، بينما كان ل«خليفة» شخصية مستقلة تسعى للعمل الحزبى بعيدًا عن الدعوة وقياداتها، لذلك تم إسناد المنصب ل«مخيون» الذى رفع راية العصيان أمام برهامى ورفض تحمل نتيجة الانتخابات. وأضاف المصدر أن اسم الدكتور خليفة عاد للظهور من جديد كرئيس محتمل للحزب من قبل عدد من القيادات المقربة منه، خاصة وأن علاقته بالدكتور برهامى صارت أفضل، الأمر الذى أثار غضب المهندس أشرف ثابت وهدد بالانقلاب على الحزب وتركه فى حال تم إسناد رئاسته لخليفة، واشتعلت المعركة بين الطرفين ومن المحتمل أن ينضم اسم ثالث إليهما قريبًا. وأكد المصدر أن تلك الأزمة سببها الأول هو تحكم الدكتور ياسر برهامى فى كل شئ مما حول الحزب إلى عدة أحزاب صغيرة بداخله، الأمر الذى بات يثير استياء عدد كبير من قيادات الحزب، منهم الدكتور بسام الزرقا والدكتور شعبان عبد العليم. وأشار المصدر إلى أن الدكتور عماد عبد الغفور، الرئيس السابق للحزب خاض المعركة نفسها مع الدكتور ياسر برهامى، وطلب فى اجتماع موسع بالهيئة العليا للحزب فصل الدعوة عن الحزب بشكل رسمى ونهائى، الأمر الذى رفضه برهامى وقتها وقام بالإطاحة ب«عبد الغفور»، ليتكرر الخلاف مرة أخرى تحت قيادة الدكتور يونس مخيون الذى يسعى لإبعاد برهامى عن الحزب، مما سيؤدى به لنفس مصير عبد الغفور.