فى واحدة من الازمات الطاحنة بالداخل الالمانى أعربت الحكومة الألمانية عن استيائها من تقرير أصدرته وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية "بي.إن.دي" وتضمّن "تدخلا غير مبرّر في الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية". ولفت نظر المراقبين أن التقرير الألماني تزامن مع ما يشبه الحملة المنسّقة من قبل دوائر غربية على السعودية، من بينها القيادة الجديدة لحزب العمال البريطاني ممثلة بجيرمي كوربين. وبدا أن تلك الدوائر لا تنسق مع حكومات دولها، بل قد تتضارب مواقفها من السعودية مع المواقف الرسمية المعلنة لتلك الدول من المملكة. وعلى نحو غير معتاد برز الخلاف حادا بين حكومة ألمانيا ومخابراتها بشأن الموقف من قضية خارجية بدت أقرب إلى الشأن السياسي منها إلى الشأن الاستخباراتي والأمني، حيث رفضت حكومة برلين التي شرعت بالحرج إزاء بلد ترى فيه شريكا مهما وترتبط معه بمصالح حيوية، التحليل الذي أصدره جهاز الاستخبارات الخارجي الألماني بشأن المملكة العربية السعودية. وجاء الموقف الحكومي على لسان متحدث رسمي قال إنّ "التقييم الذي أُعلن في هذه الحالة على الملأ لا يعكس موقف الحكومة الألمانية التي تعتبر السعودية شريكا مهما في منطقة من العالم تعصف بها الأزمات". واندلع الخلاف غير المعتاد بين المستشارية الألمانية ووزارة الخارجية من جهة ووكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية من جهة أخرى، عندما أصدرت الوكالة تقريرا الأربعاء تتهم فيه السعودية بتغيير سياستها الخارجية بشكل يزعزع الاستقرار في المنطقة. وجاء في التقرير أن "الموقف الدبلوماسي الذي كان حذرا لأعضاء القيادة السابقة في العائلة السعودية المالكة، استبدل الآن بسياسة تدخّل اندفاعية". وركز التقرير بشكل خاص على دور ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي يتولى كذلك منصب وزير للدفاع، ويرأس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية. وقال التقرير إن الأمير محمد بن سلمان ووالده الملك سلمان الذي تولى حكم البلاد في يناير الماضي، يرغبان على ما يبدو في ترسيخ نفسيهما "قائدين للعالم العربي" من خلال تنفيذ أجندة سياسة خارجية "تركز بقوة على العامل العسكري وتشكيل تحالفات إقليمية جديدة". وردا على التقرير صرح المتحدث باسم الحكومة الألمانية ستيفن شيبرت أمس بالقول إن من المهم جدا أن يكون لبرلين "موقف موحد" بشأن دور السعودية في المنطقة. وأضاف أن "تقييمات وكالة الاستخبارات الألمانية التي نشرت لا تعكس هذا الموقف الموحد". وأكد "أن من يقولون ذلك لا يرفضون أن تكون هناك اختلافات في الرأي وفي أنظمتنا السياسة. ولكن السعودية هي عامل مهم جدا في المنطقة". ولفت إلى مشاركة المملكة في اجتماعات فيينا الهادفة للتوصل إلى حل سياسي في سوريا، وإلى أنها تنوي عقد اجتماع للمعارضة السورية. ومن جهته أكد المتحدث باسم الخارجية مارتن شايفر أن علاقة برلين بوكالة الاستخبارات "جيدة وتقوم على الثقة" في ما يتعلق بالتحليلات المتعلقة بالشرق الأوسط. إلا أنه أوضح أن دور الوكالة التي تقدم تقاريرها إلى المستشارية، هو توفير "المعلومات التي تطلبها الحكومة" و"ليس إمداد الصحافيين بالمعلومات". من جهتها حرصت مصادر من وزارة الخارجية الألمانية على التأكيد أن وكالة الاستخبارات الخارجية لا تتحدث بالتأكيد باسم السياسة الخارجية الألمانية، موضحة أن "الوكالة من المفترض أن تمد الحكومة الألمانية بمعلومات وتقدم تحليلات يتوسم فيها الذكاء". وشدّدت ذات المصادر على أنه "من دون تعاون بنّاء مع السعودية، لن ننجح في تحقيق التقدم السياسي المطلوب بشدة في سوريا أو في أي مكان آخر في المنطقة". ومن جهته أكد المتحدث باسم الخارجية مارتن شايفر أن علاقة برلين بوكالة الاستخبارات تقوم على الثقة في ما يتعلق بالتحليلات عن الشرق الأوسط. إلا أنه أوضح أن دور الوكالة، هو توفير "المعلومات التي تطلبها الحكومة" و"ليس إمداد الصحافيين بالمعلومات". كما حرصت مصادر من وزارة الخارجية الألمانية على التأكيد أن وكالة الاستخبارات الخارجية لا تتحدث بالتأكيد باسم السياسة الخارجية الألمانية، موضحة أن "الوكالة من المفترض أن تمد الحكومة الألمانية بمعلومات وتقدم تحليلات يتوسم فيها الذكاء".