* بيان جهاز المخابرات الذي تناقلته وسائل الاعلام لا يمثل الموقف الرسمي للحكومة الاتحادية * التقدم السياسي في سوريا والشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون البناء مع السعودية * التنافس السعودي مع إيران يشكل الدوافع الرئيسية للسياسة الخارجية للمملكة * بعض المسئولين بحكومة برلين ينتقدون علنا السعوديين فيما يخص قضايا حقوق الإنسان وجهت الحكومة الألمانية توبيخا علنيا غير معتاد لجهاز المخابرات الخارجية الخاصة بها إثر مذكرة حادة ذكرت أن المملكة العربية السعودية تلعب دورا مزعزعا للاستقرار بشكل متزايد في منطقة الشرق الأوسط. وهددت هذه التصريحات بإفساد جهود برلين لإظهار التضامن مع فرنسا في حملتها العسكرية ضد داعش وأيضا عرقلة المحادثات المبدئية حول كيفية إنهاء الحرب الأهلية السورية حيث من المقرر أن يصوت البرلمان الألماني، اليوم الجمعة على ما اذا كان سيرسل طائرات الاستطلاع وفرقاطة إلى الشرق الأوسط لدعم الجهود الفرنسية. نفوذ وسيطرة وقال التقرير المخابراتي إن الملك سلمان وابنه الأمير محمد بن سلمان يحاولان الظهور كقادة للعالم العربي منذ توليه العرش في وقت مبكر من هذا العام، بعد أن عين الأمير محمد وزيرا للدفاع ونائبا لولي العهد كما أعطاه الرقابة على النفط والسياسة الاقتصادية حيث يعد الأمير محمد القوة الدافعة وراء الحملة العسكرية السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن. نفي واعتذار وقد اعتذرت المستشارة الألملنية علنا عما جاء في التقرير بل حذرت المخابرات الألمانية من استخدام بعض الكلمات والعبارات التي استخدمت في غير محلها كما استنكرت وزارة الخارجية الألمانية في برلين بشدة تقرير جهاز الاستخبارات وقد أصدرت السفارة الألمانية في الرياض بيانا موضحا أن "بيان جهاز المخابرات الالماني الذي تناقلته وسائل الاعلام ليس الموقف الرسمي للحكومة الاتحادية وأن الحكومة الاتحادية تعول كثيرا على التعاون البناء مع المملكة العربية السعودية وقال فرانك فالتر شتاينماير وزير الخارجية الألماني إن أجهزة المخابرات ليس من شأنها التحدث باسم السياسة الخارجية الألمانية، وبالتأكيد ليس من خلال وسائل الإعلام مشيرا إلى أن التقدم السياسي في سوريا والشرق الأوسط لا يمكن تحقيقه إلا بالتعاون البناء مع السعودية. يذكر أن المتحدث باسم الوكالة، مارتن هاينمان، رفض الحديث عن التقرير المتنازع عليه في وسائل الاعلام الألمانية. وعلى الرغم من أن لألمانيا علاقات اقتصادية قوية مع المملكة العربية السعودية إلا أن الحكومة في برلين في بعض الأحيان ينتقدون علنا السعوديين حول قضايا حقوق الإنسان ففي مارس الماضي، على سبيل المثال انتقد نائب المستشارة زيجمار جابريل، زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحكم الصادر على رائف بدوي المدون السعودي الذي أدين بالسجن 10 أعوام 1000 جلدة وغرامة كبيرة. المملكة وإيران وذلك على الرغم من أن شتاينماير لعب دورا أساسيا في عقد محادثات فيينا الشهر الماضي بشأن الصراع السوري بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية المنافس الاقليمي الرئيسي لإيران، وكذلك روسياوالولاياتالمتحدة والقوى الغربية الأخرى والجهات الفاعلة الإقليمية بما في ذلك تركيا والعراق. كانت التقرير المخابراتي ذكر أن التنافس السعودي مع إيران من أجل التفوق في الشرق الأوسط، وكذلك الاعتماد على السعودية في الولاياتالمتحدة، يشكل الدوافع الرئيسية للسياسة الخارجية السعودية الذي تجلي في التدخل العسكري السعودي باليمن . فهل يمثل التحول الأخير في القيادة السعودية وتركيز السلطة الاقتصادية والسياسة الخارجية في يد محمد بن سلمان خطراً كامنا وهل وضعه في خلافة العرش بينما والده لا يزال على قيد الحياة من شأنها زعزعة الأعضاء الآخرين في العائلة المالكة وإرهاق العلاقات الدولية بين الدول الحليفة في المنطقة؟!