كشفت تقارير صحفية أن جماعة الإخوان المسلمين فى الأردن تتتعرض لخسائر جمة بعد أن أسقطت قانونياً وانتقل اسمها وشرعيتها لجمعية جديدة يرأسها قيادي منشق عنها. وأوضحت مصادر , أن جمعية جماعة الإخوان المسلمين التي يرأسها القيادي عبدالمجيد الذنيبات، ستستحوذ على مزيد من الممتلكات للجماعة القديمة خلال الأيام القادمة بعد أن انتقل لعهدتها عدد من العقارات للجماعة السابقة. يأتي ذلك، في وقت تواصل فيه الجماعة غير المرخصة محاولاتها لانعاش نفسها وفتح باب للحديث مع الحكومة، لتسوية أمورها وترخيصها، أملاً في إنهاء مشاكلها وإبعاد الجمعية المرخصة ومنعها من الاستحواذ على أملاكها. والتقى وفد من الجماعة غير المشروعة قبل أيام رئيس مجلس النواب الأردني عاطف الطراونة، للحديث عن التطورات الأخيرة في المشهد الإقليمي والمحلي, وضرورة إدامة التواصل والحوار الإيجابي على كافة الصعد والمستويات، وحول مختلف الملفات التي تساهم في أمن واستقرار البلاد. لكن الهدف الرئيس للقاء كان طلب الإخوان للطراونة، فتح باب للحوار مع الحكومة لترخيص الجماعة، ووقف التفتت والخسائر التي تعانيها، وتوجيه ضربة قاضية للذنيبات الذي استحوذ على اسم الجماعة ويبحث عن نقل جميع أملاكها إلى جمعيته. وشكل هذا اللقاء مرحلة جديدة في الحرب بين الجماعة غير المرخصة والجمعية المرخصة، ما بث بصيص أمل لدى جماعة همام سعيد بالعودة إلى الساحة السياسية بوساطات برلمانية. وكانت أولى التداعيات، رسالة عتب من الذنيبات وجهها للطراونة على خلفية استقباله وفداً من الجماعة غير المرخصة، رد عليها الطراونة مباشرة ودعاه إلى الالتفات لخدمة العمل السياسي الوطني. وقال الطراونة للصحفيين إنه التقى عدداً من أعضاء حزب جبهة العمل الإسلامي المرخص، ولم يتطرق إلى موضوع جماعة الإخوان المسلمين، وهو ما اعتبر بمثابة عدم اعتراف بشرعية الجماعة، وتسبب لها بحرج جديد. ويرى مراقبون أن آمال الإخوان بأن يتمكن الطراونة من إجراء تغيير على وضعهم القانوني ستتلاشى، لأن الحكومة هي صاحبة القرار، حتى وإن صوت مجلس النواب بالإجماع على ذلك. من جانبه، أكد وزير التنمية السياسية خالد الكلالدة ل24، عدم رفض الحكومة ترخيص الجماعة غير المرخصة، لكنه أشار إلى أن هناك مشكلة قانونية في الاسم، مبيناً أن قانون الجمعيات يتيح طلب الترخيص بمسمى آخر، وهو الأمر الذي لا يريده الإخوان. ويقول المحلل السياسي أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية عامر ملحم ل24، إن هذه الجماعة وإن لم ترضخ وترخص نفسها وفق اسم جديد أو الانتساب لجمعية الذنيبات لن تستطيع حل مشاكلها، لأنها ستواصل تلقي الضربات والمشاكل القانونية، وأكد أن الإخوان إن لم يقبلوا بهذا الخيار فعليهم حل أنفسهم. ويرى ملحم أن قرار همام سعيد، الرجل الأول في الجماعة غير المرخصة اللجوء للقضاء، لن يعطي أي نتيجة إيجابية، بل سيزيد من الاحتقان، لأن من يملك الشرعية هو الرابح. وتعيش الجماعة غير المرخصة، أزمات متتالية، بدأت بانشقاقات داخلها وقادت إلى تشكيل جمعية الجماعة التي تم ترخيصها من الحكومة الأردنية، دون صلة لها بالتنظيم الدولي الذي يواجه مشاكل كبرى أيضاً.