شنت جبهة دستور لكل المصريين هجوما حادا على المجلس العسكرى بإنحيازه الى التيارات الاسلامية وخاصة جماعة الاخوان المسلمين التى سيطرت على اغلبية مقاعد البرلمان والنقابات المهنية ،معتبرة هذا فصلا من فصول المؤامرة على الثورة ،جاء ذلك فى أول بيان تصدره الجبهة، فى الاجتماع الذى عقد بمقر "الجمعيةالوطنية للتغيير" والذى انتهى فى وقت متأخر من مساء أمس . واتهم البيان، قوى وصفها ب "المتآمرة"بالتكالب على الثورة ومحاولة إجهاضها، وإهدار دماء شهدائها ومصابيها، واغتصاب السلطة على ذات النحو الذى عانى منه المصريين طوال ثلاثة عقود متصلة، بواسطة نظام مبارك المخلوع، وثار من أجل الخلاص منه. وذكر البيان أن مصر تمر بلحظات عصيبة، تتهدد فيها ثورة 25 يناير المجيدةمخاطر جسيمة محدقة من كل جانب، مشيرا إلى أن ذروة هذه المخاطر ظهرت فى (تكويش) التيار الدينى وجماعة الإخوان على البرلمان بغرفتيه، والجمعيةالتأسيسية المناط بها وضع دستور البلاد الجديد، وهو ما استدعى تنادى كل القوى والأحزاب الوطنية والتجمعات الشبابية والهيئات الثقافيةوالفنية والنسائية والنقابات المهنية والعمالية والفلاحية والرموز الدينية المستنيرة، إلى تشكيل جبهة دستور لكل المصريين، بهدف إسقاط اللجنة التاسيسية التى شكلهاالبرلمان والتوافق على معايير موضوعية لصياغة دستور يحقق مطالب الثورة الأساسية في الحرية والعدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية. ووصف البيان، ترشيح جماعة الإخوان، نائب مرشد الجماعة ورجل الأعمال خيرت الشاطر لرئاسة الجمهورية، بأنه الخطوة الأخيرة فى فصول المؤامرة، وإعادة إنتاج للزواج غير الشرعى بين الثروة والسلطة بمباركة من الولاياتالمتحدة والدول الخليجية التابعة، وهو ما رأى أنه يمثل إنقلابا كاملا على الثورة وأهدافها وخيانة صريحة لحلم شعب مصر في الحرية والتقدم. وقال البيان "إن جبهة دستور لكل المصريين، لا تجد سبيلا لمواجهة هذه المؤامرةالتي ستقود مصر إلى الدمار والخراب الكاملين، إلا الاعتماد على الشعب ذاته صاحب الثورة مفجرها وحاميها"، داعيا جميع الشخصيات والقوى الوطنية،إلى مقاطعة الجمعية التاسيسية غير الشرعية التى شكلها البرلمان والنأى بنفسها عن هذه "المؤامرة المشبوهة على هوية الدولة المصرية"، ووجه شكر الجبهة لكل الذين استجابوا لضميرهم الوطني وقاطعوا أعمال الجمعية. وتوجهت الجبهة بنداء إلى الشعب، وشباب الوطن الأبطال الذين كان نزولهم إلى الشوارع والميادين يوم 25 يناير، إيذانا بفجر الثورة المجيدة،لحماية الثورة من الإختطاف والإجهاض، وفاء لتضحيات الشهداء والمصابين، ودفاعا عن حق المصريين فى الحياة الكريمة التى ثاروا من أجلها. وأعلنت الجبهة عن اتفاق أعضائها على تنظيم عدة فاعليات جماهيرية لتصعيد نضالها ضد اللجنة التأسيسية "الفاقدة للشرعية" داعية جماهيرالشعب إلى الاحتشاد امام مجلس الدولة فى تمام الساعة العاشرة من صباح الثلاثاء 23 أبريل الجارى للتضامن مع الدعوة المرفوعة لإسقاط هذه الجمعيةالتى تسعى لتزييف إرادة الشعب ودفاعا عن الثورة وحماية الوطن والشعب ومستقبل الأجيال القادمة.