وسط أجواء سياسية متوترة، تتواصل المخاوف من استمرار ارتفاع أسعار البترول بالسوق العالمي نتيجة الضغط الدولي على النفط الإيراني بما قد يضطر الدول المستهلكة للسحب من مخوزنها للطوارئ. اكد المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني، أن الولاياتالمتحدة لم تتخذ بعد قرار استخدام احتياطها الاستراتيجي النفطي للحد من ارتفاع اسعار الخام، "إلا أن هذا الخيار مطروح ولكنه لم يتخذ آي قرار بشأنه". وكان الوزير الفرنسي المكلف شؤون الطاقة اريك بيسون اكد ان فرنسا "تؤيد" الاقتراح الامريكي والبريطاني بالسماح للدول باستخدام احتياطها الاستراتيجي من النفط في مواجهة ارتفاع سعر النفط. وقال دبلوماسيون ومصادر في قطاع البترول إن البلدان المستهلكة للنفط قد تطلب تأكيدات من السعودية قبل أن تتخذ قرار الضخ من مخزوناتها، حتى لا تخفض المملكة في المقابل من إنتاجها اليومي بما يبطل آي أثر إيجابي على أسعار البترول. وتدرس الولاياتالمتحدة مع بريطانيا وفرنسا اطلاق كميات من مخزونات النفط الاستراتيجية لخفض نفقات الوقود، وقد تنضم الى هذه الخطوة بلدان أخرى منها كوريا الجنوبية واليابان. وارتفعت أسعار النفط بشكل حاد منذ بداية العام متجاوزة 128 دولارا للبرميل ويرجع ذلك بشكل كبير إلى العقوبات على إيران المنتجة للنفط التي تستهدف كبح برنامجها النووي. وتبيع إيران أغلب انتاجها البالغ 2.2 مليون برميل يوميا من النفط في اسيا واكبر اربعة مشترين لها في المنطقة هم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية. وجميعهم إما خفضوا وارداتهم أو تعهدوا بذلك في مواجهة الضغوط الغربية المتزايدة بشأن العقوبات لحمل الجمهورية الإسلامية على وقف برنامجها النووي.