وصف تقرير وزارة الخارجية الأمريكية السنوى حول الإرهاب فى العالم لعام 2011 سيناء بأنها "منطقة مثيرة للقلق".وذكر التقرير إن هناك عددا من الجماعات المسلحة تشكلت فى سيناء، بعضها يزعم بوجود تحالف يجمعه مع تنظيم القاعدة على الرغم من عدم اكتشاف صلات رسمية بعد.فيما اعتبر خبراء أمنيون وعسكريون أن التقرير يعد محاولة لتحجيم علاقات مصر بغزةوإيران . أشار التقرير إلى أن المنطقة شهدت ارتفاعا ملحوظا فى كمية الجرائم والعنف ،محملة السلطات الأمنية مسئوليتها ،كما تحدث التقرير الذى يغطى نشاط الإرهاب حول العالم فى عام 2011 عن محاولات إيران لاستخدام سيناء لتهريب الصواريح للمسلحين فى غزة لاستخدامها ضد إسرائيل . وأضاف التقرير "إن منطقة سيناء تظل قاعدة لتهريب الأسلحة، والمتفجرات فى غزة إلى جانب نقطة انتقال للمتشددين الفلسطينيين"،ولفت إلى أن تهريب الأسلحة والبشر والأموال وأشياء أخرى عبر سيناء إلى إسرائيل وغزة أدى إلى تكوين شبكات إجرامية ربما يكون لها صلات بجماعات إرهابية فى المنطقة . ونوه التقرير بإطلاق هجوم من سيناء على مدينة إيلات الإسرائيلية فى أغسطس من العام الماضى، والذى أدى إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وإصابة حوالى 40 "فى أخطر عمل إرهابى على الدولة العبرية منذ عام 2008 "بحسب ما ورد بالتقرير ، وهو ما نتج عنه رد إسرائيل بقتل ستة جنود على الحدود المصرية . وتابع التقرير إن إيران حاولت دون أن تنجح فى تهريب صواريخ كروز المضادة للسفن إلى غزة، وأشار إلى تفجير خط الغاز إلى إسرائيل 10 مرات خلال عام 2011،لافتا الى ان جماعة "أنصار الجهاد"أعلنت مسئوليتها عن هجوم إيلات وحادثى تفجير لخط الغاز . من جانبه قال اللواء الدكتور محمد مجاهد الزيات الخبير فى الامن القومى ،إن تقرير الخارجية الامريكية حول سيناء وتوقيته هو رسالة سياسية بعد انفتاح مصر وتحسن علاقتها مع غزةوايران بعد وصول الدكتور محمد مرسى للرئاسة فى محاولة للضغط لتحجيم تلك العلاقات مرة اخرى . وأضاف الزيات ان التقرير يتماشى مع تصرحات وزير الدفاع الامريكى اثناء زيارته للدكتور محمد مرسى، والذى تحدث فيها عن اهمية ضبط الحدود ووقف عمليات تهريب السلاح التى تهدد الامن الإسرائيلى . واشار إلى أن اتهامات التقرير لايران بوجود صلات لها فى سيناء ياتى فى إطار الصراع بين واشنطن وطهران،واستبعد وجود عناصر ايرانية فى سيناء مؤكدا على ان التنظيمات الموجودة فى سيناء هى تنظيمات سلفية تتكون من ابناء سيناء انفسهم وبعض العناصر الفلسطينية ،وإستطرد:" وان كنت لا استبعد أن السلاح المهرب عبر سيناء يمول عن طريق ايران" . من جانبه راى الخبير الأمنى اللواء طلعت أبو مسلم ان من حق الامريكيين ان يعبروا عن قلقهم من سيناء،و"يجب علينا ايضا الا ننكر ان الاوضاع فى سيناء اصبحت غير مستقرة وان هناك شيئا ما يدبر من قبل عناصر تعلن عن نفسها بين الحين والآخر وهو ما يمثل خطرا على الأمن القومى المصرى" . وأضاف ان الحديث عن وجود ايران فى سيناء لا نستطيع نفيه او تاكيدة خاصة ان مصر يعيش بها ايرانيون،وقد يذهبون لسيناء ويشاركون فى اى عمليات،وقد لا يحدث هذا، وكذلك الحديث عن وجود افراد من تنظيم فى القاعدة وهو الاحتمال الاكبر والاكثر دقة . وذكر" مسلم" ان الحديث عن إمارة اسلامية فى سيناء تعامل معه البعض بنوع من " السخرية " أو عدم الاهتمام ،ولكن عندما يصل الامر الى وجود تنظيمات توصف نفسها بالجهادية فلا نستطيع استبعاد الموضوع او التعامل معه ب"إستخفاف". ونوه بأن معاهدة السلام مع اسرائيل فى حد ذاتها تقيد التحركات المصرية فى سيناء ،مشيرا الى ان الانفتاح مع غزة يعد أمرا ايجابيا ولكن فى حدود الا يؤثر ذلك على الأمن القومى المصرى.