زعمت تل أبيب أن هناك عددا من الجماعات الإرهابية "النائمة" التى تعمل فى شبه جزيرة سيناء سرا مشغولة فى الفترة الحالية بتهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، وتبذل جهودها لضرب إسرائيل. وقالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية إنه من بين المجموعات العاملة فى سيناء هى تلك التى لها صلات مع كل من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" و"حزب الله" وتنظيم القاعدة، وغيرها من الجماعات الجهادية العالمية حسبما ذكرت جريدة اليوم السابع في نسختها الصادرة صباح اليوم. الصواريخ التى أطلقت مؤخرا كانت تهدف الى إحراج القاهرة وصرح مصدر عسكرى كبير بجيش الاحتلال الإسرائيلى لوسائل الإعلام الإسرائيلية مساء أمس، بأن الصواريخ التى أطلقت مؤخرا وسقطت فى الأردن عن طريق الخطأ كانت تهدف الى "إحراج القاهرة"، مضيفا: الحدود بين إسرائيل ومصر طويلة للغاية وبدون حراسة نسبيا، مقارنة بالأسوار الكهربائية وأنظمة المراقبة المتطورة المحيطة بقطاع غزة. وأوضحت الصحيفة العبرية أن وجود جماعات إرهابية فى سيناء - على حد زعمها- هو واحد من أهم الأسباب التى أدت إلى تحذير تل أبيب وخاصة جهاز مكافحة الإرهاب الإسرائيليين بعدم السفر لسيناء ومصر. تحسن كبير فى أنشطة التنسيق بين القوات المسلحة المصرية والأردنية وشددت مصادر رفيعة المستوى فى جيش الاحتلال الإسرائيلى وفقا لهاآرتس على أنه فى العام الماضى، كان هناك تحسن كبير فى أنشطة التنسيق بين القوات المسلحة المصرية والأردنية، لكنه لوحظ فى الفترة الأخيرة بأن هناك بعض التردد من جانب المصريين فى مواجهة العصابات فى شبه جزيرة سيناء وجها لوجه. وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه منذ ثلاثة أشهر ونصف الشهر أطلق اثنان من صواريخ الكاتيوشا ضد إيلات من سيناء، حيث انفجر أحد الصواريخ فى الحقول بالقرب من المنطقة الصناعية فى العقبة والآخر فى البحر الأحمر، مما تسبب فى وقوع إصابات، لافتة إلى أنه فى آخر ديسمبر 2005 أطلق صاروخ أيضا ولكن هذه المرة من الأردن، حيث انفجر بالقرب من مطار إيلات مما سبب بعض الأضرار المادية فى حين أن اثنين آخرين أصيبا سفينة حربية أمريكية كانت ترسو فى ميناء العقبة ومستشفى عسكرى أردنى ، مما أسفر عن مقتل جندى واحد. وقالت هاآرتس إنه على الرغم من أن مصر قد نفت فى البداية إنه تم إطلاق الصواريخ من أراضيها وكانت قوات الأمن فى إسرائيل على يقين من أن الصواريخ جاءت من سيناء كما حدث فى الماضى، إلا أن وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أعلنت اليوم ،الأربعاء، أن نشطاء من غزة قد يكونون وراء إطلاق الصواريخ التى ضربت إسرائيل والأردن يوم الاثنين الماضى. ليست المرة الأولى التى تقوم فيها فصائل فلسطينية بانتهاك الأراضى المصرية من ناحية أخرى أكد اللواء سامح سيف اليزل - الخبير الإستراتيجى - أن هذه ليست المرة الأولى التى تقوم فيها فصائل فلسطينية بانتهاك الأراضى المصرية عبر الانفاق والقيام بأعمال تهدد الأمن القومى المصرى، لافتاً إلى أحداث مشابهة عندما تسللت عناصر من خلية حزب الله التى تم القبض عليها وإدانتها المحكمة، إضافة إلى اجتياح بعض عناصر حماس للفاصل الحدودى بين مصر وغزة يحملون أحزمة ناسفة ومفرقعات وتم القبض عليهم فى صعيد مصر. وأضاف اللواء اليزل، أن صواريخ "جراد" التى تم العثور على بقاياها بسيناء تستخدمها حماس بغزارة ويكمن الهدف هنا فى توقيت تلك الهجمات قبل محاولات بدء المفاوضات المباشرة بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى والتى ترفضها حماس، ووصف اليزل التوقيت بأنه "فاضح" يكشف نوايا القائمين على حماس فى قطاع غزة بإحراج مصر فى عمل بريئة منه، لأن العلاقات المصرية الأردنية على أفضل ما يكون على المستوى الشعبى والحكومى ليبقى الأمر مجرد محاولة فاشلة لوقف ما يتم من محاولات سلمية لإقامة دولة فلسطين. حماس تسعى إلى تشويه صورة مصر أمام المجتمع العربى والدولى وعن تأثير ذلك على علاقة الحكومة المصرية وحركة حماس، أوضح اليزل، أن تلك العلاقة ليست على ما يرام فى واقع الأمر، لافتاً أنه فى الوقت الذى تفتح فيه مصر منفذ صلاح الدين لعبور المساعدات إلى قطاع غزة على مدار 65 يوماً حتى الآن لم تعمل حماس حساب لتلك المبادرة الطيبة، لأنها ترغب فى إحراج مصر وإجبارها على غلق الحدود ومن ثم تشويه صورتها أمام المجتمع العربى والدولى رغم أن من حق مصر حماية حدودها وتأمين شعبها دون تبرير ومع ذلك تبرر اقامتها للسور الحديدى وغلقها الإنفاق التى كانت تدر أرباحاً كبيرة على حماس نتيجة فرضها رسوم على العابرين من خلالها والتى خسرتها بفتح مصر لمنفذ صلاح الدين. ونفى اللواء اليزل أن يكون لهذا الحدث تأثير على مصر، لأن النوايا مكشوفة وما هى إلا لعبة متكررة هدفها إفشال المحاولات السلمية لبدء المفاوضات. ما حدث ما هو إلا انعكاس لرفض وإحباط يسود الأوساط الفلسطينية من جهة أخرى، أوضح اللواء طلعت مسلم الخبير الإستراتيجى - أنه لا يستبعد قيام حماس أو غيرها من الحركات باستخدام سيناء لإطلاق صواريخ على إسرائيل فى ظل تجاهل دائم لحقوق الشعب الفلسطينى و كلها احتمالات واردة. وأضاف مسلم، أنهم يتسللون إلى سيناء حتى يتمكنوا من إصابة أهدافهم من مواقع قريبة ويستخدمون الأنفاق التى يصعب السيطرة عليها فى الوصول إلى الأراضى المصرية وتهريب الأسلحة. وربما قام بتلك الهجمات عناصر من حماس بعلمها أو بدون وهم فى ذلك يتصرفون بمنهج انتهاك مقابل انتهاك وإسرائيل تبحث دوما على مصالحها وتحاول تضخيم الأمور دون أدنى التزام بأى اتفاقيات وما حدث ما هو إلا انعكاس لرفض وإحباط يسود الأوساط الفلسطينية
