ذكرت صحيفة (الاندبندنت) البريطانية أنه على الرغم من المظاهرات الغاضبة التى أعقبت الحكم الذي صدر ضد الرئيس السابق حسني مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، فإنه لا يمكن أن نقلل من القيمة الرمزية للمحاكمة التى جاءت فى سابقة تعد الأولى من نوعها ليس فى مصر فقط ولكن فى الوطن العربي أجمع ، حيث يعد مبارك أول رئيس عربي تتم محاكمته في بلده . وقالت الصحيفة – في مقال افتتاحي نشرته على موقعها الالكتروني اليوم – إنه وسط غياب الأدلة المادية التي تدين أعوان وزير الداخلية فإن حكم المحكمة يعد عادلا من الناحية القانونية ، غير أن الصحيفة رأت أن مثل هذا الحكم من شأنه أن يعزز الشكوك لدى الشعب المصري في أنه ” تم فصل رأس النظام القديم ( مبارك ) عن جسد الفساد بقايا النظام (الفلول) وليس تطهيرهم جميعا “.وانتقلت الصحيفة – في مقالها الافتتاحي – لوصف حالة الاحباط التي يعاني منها الشعب المصري فى الوقت الراهن ، مشيرة إلى أنه أمام اختيارين كل منهما أصعب من الأخر حيث يختار الشعب الذى ثار على النظام القديم خلال جولة الاعادة من بين المرشح الرئاسي الفريق أحمد شفيق أخر رئيس وزراء في عهد مبارك ، والذي تعرض لموجة شديدة من الانتقادات مؤخرا فضلا عن تعرض مقار حملته الانتخابية فى عدة محافظات للحرق ، وبين المرشح الرئاسي عن جماعة الاخوان محمد مرسي (الذى يعتبرها العديد من الثوار الجماعة التى تحاول الانقضاض على الثورة) والذى يسعى جاهدا فى الوقت الراهن لطمأنة المصريين على إرساء حرية الرأى وحقوق المرأة فضلا عن تعهده بإعادة محاكمة مبارك بأدلة جديدة . ورأت الصحيفة البريطانية – فى ختام مقالها الافتتاحى – أن أهم ما تحتاجه مصر فى الوقت الراهن هو حكومة ذات مصداقية كافية للتعامل مع مشاكل البلاد الاقتصادية المتنامية والعمل على رأب الصدع فى منظومة العدالة الاجتماعية المهترئة الناجمة عن 30 عاما من الحكم الاستبدادي، وذلك لاحتواء الشباب الثائر والحيلولة دون نزولهم مرة اخرى إلى ميدان التحرير