أكد د.شاكر عبد الحميد وزير الثقافة على أن مفهوم الغرابة ليس بالموضوع السهل وهو من المفاهيم الصعبة والجديدة في الثقافة العربية والتي يتم الخلط بينها وبين المفاهيم الأخري وأن مفهوم الغرابة يرتبط بالحيرة والشك وفقدان اليقين وهذه المعاني تؤدي إلي الغرابة أي الشئ ونقيضه في ذات الوقت مثل الوطن نعيش فيه ونعرفة لكنه وطننا وليس وطننا وكأننا أصبحنا غرباء فيه وهناك ألفة وعدم ألفة ومثل الشخص الذي نعيش معه عشر سنوات ثم يتغير فنقول أننا لا نعرفه بالرغم من أنه ذات الشخص . جاء ذلك فى ندوة بقاعة السينما والمحاضرات بمركز الجزيرة للفنون مساء أمس الأحد لمناقشة كتابه الفن والغرابة,قائلا ان عكس الغرابة الألفة والشئ الغريب هو الشئ الغير مألوف واللغة العربية بها معنيان قريبان من بعضهما هما المألوف والألفة فمن الممكن قول علي الشئ مألوف وتختلف عن أليف وعندما نقول أن الشئ مألوف مثل هذا البيت مألوف بصريا وأليف وجدانيا وأيضا عندما يتحول الشئ المألوف والأليف والآمن الي غير أليف وغير مألوف فيتحول إلي شئ غريب أو الي بيت غريب. وأضاف انه لو حللنا الحالة السياسية التي عليها مصر الآن لوجدنا جوهرها الغرابة فالأفكار القديمة تحاول أن تسكن الحاضر وعندما يسكن الماضي الحاضر ويحاول أن يسيطر علي الحاضر وإستحضار الموت مع الحياة فهذا غرابة . وأشار إلى أهم ما كتب فرويد بأنه كان يتحدث عن قصة لكاتب ألماني إسمها "رجل الرمل " كانت تتضمن أجواء من الخوف والغرابة وتصل في النهاية إلي أن مصطلح " الغرابة " ليس له معني واحد فهناك مصطلحات لا يمكن تعريفها بمفهوم واحد بل تتعدد تعريفاتها كالفن والإبداع والحرية والغرابة والحب والجمال. وأكد د.ياسر منجي على أن والفن والغرابة هو من أهم الكتب في الفكر العربي التي تستوجب التحليل والقراءة والجدل بشأنها وحول ما تتضمنه من فكر موسوعي وأن د . شاكر عبد الحميد من خلال الكتاب استطاع أن يضع يده علي كثير من المفاهيم ليطرح إشكالية جسيمة في الفترة الراهنة بشكل عام وأن الفكر الموسوعي بصفة عامة والعربي منه بصفة خاصة أصبح يشهد أزمة حقيقية تعود إلي عدد من الأسباب وأن كتابه يوضح سعة المجالات التي تناولها الكاتب وتعددها ووضعها بين مجالات يصعب الجمع بينها للوهلة الأولي مثل الفلسفة وعلم الكلام والفن التشكيلي والفنون المسرحية والعمارة والتكنولوجية . وقال ان المتتبع لكتابات د.شاكر يجده يملك الفكر الموسوعي بمعناه العربي والثقافة العربية لدي الكتاب الكبار الذين عهدناهم في المؤلفات المتبحرة أمثال بن سينا وأن كتاب الفن والغرابة طاف بالكتاب والمفكرين المعنينن بمصطلح الغرابة بعضهم أدباء وبعضهم فلاسفة وبعضهم معنيين بالتحليل الجمالي وبعضهم مبدعين وفنانين مهتمبن بالعملية الإبداعية. وأضاف ان كتاب الفن والغرابه يذكرنا بكتابات العقاد بمعني اننا اذا استاصلنا جزء من النص أو استبدلنا به آخرلا يستقيم النص كله وهذا الكتاب شديد التركيز والجمل تلغرافيه قصيرة متلاحقة تخرج بك من المسرح الي السينما في سلسلة واحدة مترابطة حتي تسوق لنا معني تجليات الغريب . وأشار إلى د. شاكر بأنه إقترح إطار فكريا يصلح لأن يكون موسوعة في الفلسفة لعلم النفس الإبداعي والنقد التطبيقي في مجالات شتي . فالعنوان الفرعي للكتاب هو الأجدر بالتأمل " الفن والغرابة مقدمة في تجليات الغريب في الفن والحياة " فهي الأجمل والأكثر بلاغة كأنه يوعظ القارئ ويحيله الي مرجعية أصيلة في مقدمة بن خلدون . وأكدت د. إيناس حسنى مدير مركز الجزيرة للفنون على أن كتاب الفن والغرابة يعد من أهم الكتب التى تناولت موضوع فلسفة الجمال وتناول موضوع علاقة الفن بالغرابة بطريقة استقصائية متقنة تتميز بالدقة والعمق فى البحث وعرض أفكار الكتاب . وقالت ان الكتاب يحتوي علي تسعة فصول حيث يبدأ الكاتب بتصنيف معني الغرابة ثم يستعرض نظريات الغرابة ثم الفن والغرابة والتصنيف عن الغربة والمكان والغرابة والتكنولوجية والغرابة التشكيلية والمسرحية والسينمائية والرعب ثم التطبيق العملي كما يقوم بالتحليل والشرح المستفيض و التحليل اللغوي لمفردات الغرابة . وأضافت ان د.شاكر وضع للكتاب عنوانا فرعيا له " مقدمة في تجليات الغريب في الفن والحياة " ليعرفنا أن الموضوع قائم ومستمر وأن أراء الفلاسفة واالكتاب في معاني الغربة والغريب لن تنتهي سواء كانت هذه الآراء مجسدة في لوحات فنية أو أعمال أدبية أو السينما لم تنتهي . وأشارت إلى د. شاكربأنه ألف العديد من الكتب منها " العملية الإبداعية في فن التصوير " ، " التفضيل الجمالي " " الفنون البصرية وعبقرية الإدراك " ، " عصر الصورة " ، " الفكاهة والضحك " ، وترجم العديد من الكتب منها "سيكلوجية فنون الآداء" ،" العبقرية والإبداع والقيادة دراسات في القياس التاريخي " . وفي نهاية الندوة عرض د . ياسر منجي بعض الصور التي توضح معني مفهوم الغرابة في الفن التشكيلي من رسم زيتي وتصوير . وشارك فى الندوة د.ياسر منجي وأدارتها د . ايناس حسني مدير المركز. وحضركلا من د . صلاح المليجي ، م . محمد أبو سعدة ، د . خالد عبد الجليل ، د . زين عبد الهادي ، د . ابراهيم غزالة ، د . محمد دياب ، أحمد عبد الفتاح ، شهيرة عمران ، ياسر عثمان ، إلي جانب نخبة كبيرة من كبار النقاد المهتمين بالحركة التشكيلية والأدباء والمثقفين والإعلاميين