في واقعة ستشكل اختباراً حقيقياً لما هو متصور في البرازيل عن قوانين الحصانة الدبلوماسية، وُجِّهَت اتهامات رسمية لدبلوماسي إيراني على خلفية قيامه بمداعبة وملاطفة مجموعة من الفتيات داخل حمام سباحة بإحدى نوادي العاصمة البرازيلية برازيليا. حيث اعتقلت الشرطة هذا الدبلوماسي يوم السبت الماضي في سرية تامه داخل حمام سباحة في برازيليا بعد أن حاصره حشد من الآباء الغاضبين، بعضهم يريد ضربه وبعضهم الآخر يحاول التهدئة حتى قدوم الشرطة. هذا وقد رفض رجال الشرطة الإفصاح عن اسم المتهم، بسبب وضعيته الدبلوماسية، واكتفوا بالقول إنه أنكر ارتكابه أي مخالفات. وذكرت الشرطة أن شهود عيان قالوا إن الدبلوماسي كان يتظاهر بأنه يسبح حول الحمام على طريق سباحة البط ومع هذا، فإنه وأثناء وجوده تحت الماء، قام خلسةً بملاطفة أربعة فتيات تتراوح أعمارهن بين التاسعة والخامسة عشر عاماً وفور حدوث ذلك، بدأت تصرخ بعض من هؤلاء الفتيات، وتوجه الآباء لاستبيان الأمر. وأوردت الصحيفة عن جونسون مونتيرو، من مباحث الشرطة المدنية التي تتابع القضية، قوله من المفاجئ حقاً أن يتصرف مسؤول دبلوماسي بمثل هذه الطريقة هذا وقد نجحت الشرطة في انتشال الرجل من أيدي الآباء الغاضبين ثم قامت بترحيله إلى قسم الشرطة. وبعد اكتشاف هويته الدبلوماسية، قامت الشرطة بتسليمه لمسؤولين من السفارة الإيرانية في برازيليا بموجب اتفاقات الحصانة الدبلوماسية. ونتيجة لمسألة الحصانة الدبلوماسية، لفتت الصحيفة كذلك إلى أن المسؤولين البرازيليين رفضوا الإفصاح عن اسمه. ولم يرد مسؤولون بالسفارة الإيرانية في البرازيل على المحاولات التي سعت من خلالها الصحيفة أن تحصل منهم على تعقيب. وأضاف مسؤولون برازيليون أن لهذا الدبلوماسي مطلق الحرية إذا ما أراد مغادرة البرازيل، وأن المكان الذي يتواجد به حالياً غير معلوم بالنسبة لهم. غير أنهم لفتوا إلى أنه وبموجب اتفاق الحصانة الدبلوماسية، فقد يواجه هذا المسؤول اتهامات في إيران. وتابعت ستريت جورنال بلفتها للاهتمام المحلي الذي حظيت به تلك القضية. وأشارت إلى أن آباء الضحايا من الفتيات طلبوا مقابلة مسؤولين من الحكومة الفيدرالية البرازيلية لكي يناقشوهم في الأسباب التي دفعتهم لإطلاق سراح هذا الدبلوماسي. وقال مسؤولو النادي، الذي شهد الواقعة، وهو واحد من أقدم الأندية في برازيليا، إنهم علقوا عضوية المسؤول الإيراني، الذين أشاروا إلى أنه يدعى حكمت الله غرباني. وختمت الصحيفة بلفتها إلى الجهود التي تبذلها البرازيل لتعزيز علاقاتها بالجمهورية الإسلامية الإيرانية، كجزء من إستراتيجية تهدف من ورائها إلى كسب نفوذ عالمي من خلال العمل كوسيط بين الدول النامية والدول المتقدمة. في حين تتعامل إيران مع البرازيل باعتبارها حليف هام في مواجهة العقوبات الأميركية والأوروبية.