ما تزال الدول العربية منقسمة بدرجة كبيرة بشأن كيفية التعامل مع قمع سوريا للمحتجين بعدما فشلت خطة سلام للجامعة العربية في انهاء العنف ولا يوجد احتمال يذكر لنجاح اجتماع مقرر يوم السبت في رأب الانقسام. وقال مسؤولون من المقرر ان يحضروا الاجتماع الوزاري ان دولا عديدة تعارض ممارسة ضغط جدي على الرئيس بشار الاسد ويبدو من المستبعد ان يجمد وزراء الخارجية عضوية سوريا بالجامعة العربية في اجتماعهم بالقاهرة.
واذا عزلت الدول العربية سوريا فسيساعد ذلك اقوى منتقدي الاسد في الغرب على حشد دعم اوسع لعقوبات اشد وربما لشكل ما من اشكال التدخل.
وتقود السعودية مجموعة من دول الخليج بينها قطر وعمان والبحرين مستعدة لزيادة الضغط على الاسد الحليف لمنافستهم ايران.
ويقول دبلوماسيون ان هذه الدول تلقى معارضة من اقطار مثل اليمن التي تشهد انتفاضة خاصة بها وايضا لبنان الذي تحظى سوريا بنفوذ كبير فيه وكذلك الجزائر التي تعتبر اكثر تعاطفا مع الاسد كما انها قلقة من الرسالة التي سيبعث بها اي تدخل في سوريا الى مواطنيها المحبطين.
ويبدو ان الدماء التي اريقت في شوارع سوريا منذ طرح خطة السلام العربية الاسبوع الماضي لم تفعل شيئا يذكر لتحويل المزاج لصالح تحرك اشد.
وقال دبلوماسي عربي لرويترز "قد تطلب الجامعة من سوريا السماح لها بمراقبة الوضع بنفسها من خلال ممثلين يرسلون الى هناك لفترة قصيرة محددة."
واضاف ان من المستبعد تجميد عضوية سوريا في الجامعة اثناء الاجتماع رغم ان ذلك يحتاج فقط لتأييد اغلبية من الاعضاء.
وقال الدبلوماسي "اذا فشلت المراقبة فيمكن ان تبحث الجامعة تجميد عضوية سوريا او ان تطلب تدخل الاممالمتحدة لكنها لن تطلب تدخلا عسكريا لان ذلك يجب ان توافق عليه كل الدول الاثنتين والعشرين."
ويشارك معارضون للحكومة السورية في اعتصام صاخب امام مقر الجامعة العربية في القاهرة على مدى اسابيع للتنديد بما يرونه رد فعل على استحياء ازاء القمع من جانب الاسد.
وقال وليد البني النشط السوري المعارض البارز "يجب عمل شيء والا ستفقد الجامعة العربية مصداقيتها لدى السوريين والعالم العربي."
واعترف دبلوماسي اخر من الجامعة العربية بأن من المستبعد ان تزيد الجامعة الضغط يوم السبت بما يكفي لارضاء اغلب العرب.
وقال "اعتقد انه سيصدر قرار قوي يعكس غضب الدول العربية وقلقها بخصوص سوريا لكن ربما لا يصل لمستوى توقعات الشعوب العربية."
وتقول القوى الغربية ان الاسد لم يظهر اي رغبة في الاصلاح ويجب ان يتنحى لكن روسيا والصين تعارضان اتخاذ اجراءات اشد ضد حكومته.
واي اشارة على ان الجيران العرب لسوريا يميلون لتأييد تدخل اجنبي لوقف اراقة الدماء قد تدفع روسيا والصين الى تخيف موقفهما مثلما فعلتا في مارس اذار للسماح لحلف شمال الاطلسي بفرض حظر جوي فوق ليبيا.
وثبت ان مهمة حلف الاطلسي كانت حاسمة في الاطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.
وقال المحلل السياسي المصري نبيل عبد الفتاح "هذا الاجتماع محاولة تقودها دول الخليج النفطية لارسال الملف السوري الى الاممالمتحدة."
واضاف ان الجهد الدبلوماسي تقوده السعودية التي تريد الاطاحة بالاسد لانه اقوى داعم لايران في المنطقة.
لكن الفرص تبدو ضئيلة لتوجيه الجامعة العربية نداء واضحا للتدخل الدولي فيما قد يرجع جزئيا الى المخاوف من أن تشهد سوريا وجيرانها صراعا طائفيا اذا مالت الاوضاع لصالح خصوم الاسد.
ويزيد من ضعف احتمال اتخاذ تحرك منسق ان كثيرا من الدول ما يزال غير ملتزم بموقف تجاه العنف في سوريا ربما لان النتيجة ما تزال غير واضحة.
واتخذ اغلب الدول العربية موقفا مشابها مع ليبيا اثناء الحرب الاهلية بها على مدى ثمانية شهور ثم اعلنت تأييدها للمجلس الوطني الانتقالي حين سقط اغلب طرابلس ولم يعد هناك شك في هزيمة القذافي.
وقال دبلوماسي عربي ثان "توجد دول لم تتخذ بعد موقفا واضحا تجاه سوريا مثل مصر والسودان والاردن والمغرب وموريتانيا في حين ان العراق والصومال يقولان انهما سيدعمان ما تتفق عليه اغلبية الدول العربية ايا كان."