القاهرة (رويترز) - قال وفد من المعارضة السورية وصل الى القاهرة يوم الاربعاء لإجراء محادثات مع الجامعة العربية انه يؤيد إرسال مراقبين الى سوريا لتوثيق هجمات حكومة الرئيس بشار الأسد ضد المدنيين غير ان الوفد قال انه يعارض التدخل الاجنبي. وقتلت قوات الجيش والامن في سوريا أكثر من 60 شخصا منذ أن وقعت حكومة الاسد خطة سلام توسطت فيها الجامعة العربية في الاسبوع الماضي.
واجتمع حسن عبد العظيم المنسق العام للوفد مع نبيل العربي الامين العام للجامعة العربية قبل اجتماع طاريء للجامعة يوم السبت لبحث الحملة السورية على المحتجين المناهضين للحكومة.
وقال عبد العظيم انهم طلبوا من الجامعة العربية عدم منح النظام السوري مهلة جديدة.
وأضاف انهم طلبوا من الجامعة توفير اليات لحماية الشعب من القتل والقمع والتعذيب بارسال مراقبين عرب ودوليين وفتح الطريق لمنظمات حقوق الانسان ووسائل الاعلام لزيارة سوريا.
ولم يطلب عبد العظيم تحديدا تجميد عضوية سوريا في الجامعة. وقال انه قبل تجميد العضوية فانهم يريدون من الجامعة العربية ان تقوم بدورها.
وتعرض الوفد المؤلف من اربعة اعضاء برئاسة عبد العظيم لهجوم من محتجين تجمعوا خارج الجامعة العربية في القاهرة حيث رشقوهم بالبيض واتهموهم بالعمل سرا لصالح الاسد.
وقع الحادث عندما غادر ثلاثة من اعضاء الوفد سياراتهم وحاولوا السير وسط حشد من نحو 100 محتج تجمعوا عند المدخل الرئيسي للجامعة.
وقال أمين وهو محتج سوري رفض ذكر اسمه كاملا ان المارة أبعدوا اعضاء الوفد عن المحتجين ونصحوهم بركوب سيارات اجرة لمساعدتهم على النجاة.
وتابع أمين "هذا الوفد مزيف مئة بالمئة. انه يريد حوارا من أجل النظام وبقائه."
وأضاف "رشقنا هؤلاء الخونة بالبيض وعادوا أدراجهم. نحن لا نريد مفاوضات مع النظام السوري. نحن نطالب باسقاط النظام."
وتدعو الخطة العربية الى وقف كامل للعنف والافراج عن السجناء وسحب القوات من شوارع المدن السورية لاتاحة الفرصة أمام حوار وطني.
ودعت الحكومات الغربية بقيادة الولاياتالمتحدة الاسد الى التنحي عن السلطة لكن روسيا والصين عرقلتا فرض عقوبات أكثر صرامة على سوريا.
وقال دبلوماسي بالجامعة العربية انه من المقرر ان يقدم ممثلو المعارضة مطالب ليناقشها وزراء الخارجية العرب يوم السبت من بينها تجميد عضوية سوريا وطرد سفراء سوريا من الدول العربية.
وقال الدبلوماسي انهم يتجهون لمطالبة الجامعة العربية بتقديم قائمة بالجرائم التي ارتكبتها القوات السورية ضد المدنيين الى المحكمة الجنائية الدولية.
لكنه قال انه "من غير المرجح بدرجة كبيرة" ان تقطع الجامعة العربية العلاقات مع سوريا.
وقال "مع من سنتحدث للعمل لحل هذه المشكلة اذا قطعنا كل العلاقات مع الدولة السورية ..".
ويمكن أن يبعث تعليق عضوية سوريا في الجامعة برسالة مفادها ان الحكومات العربية تخلت عن محاولة اقناع الاسد بالتنحي عن السلطة ولذلك فانها قد تؤيد شكلا ما من اشكال التدخل الاجنبي المباشر.
وقد يجد زعماء عرب اخرون يبذلون جهودا مضنية للتعامل مع شعوبهم ان تلك الخطوة بعيدة المدى وانها قد تقوض سلطتهم.
وقال الدبلوماسي ان الوزراء العرب قد يختارون اجراءات أقل شدة مثل ارسال لجنة عربية الى دمشق لمراقبة الوضع هناك أو ارسال وفد ليرى من الذي ينتهك خطة السلام في سوريا.
ويقدر نشطون سوريون عدد المدنيين الذين قتلوا في اعمال العنف بنحو 4200 . وتتهم الحكومة المعارضة بأنها البادئة باطلاق النار.
وقال مندوب سوريا لدى الجامعة العربية ان دمشق قطعت شوطا طويلا نحو تنفيذ خطة السلام مشيرا الى الافراج عن نحو 500 معتقل بموجب عفو مشروط اعلن عنه في الاسبوع الماضي.