حذر الرئيس السوري بشار الأسد من زلزال يحرق الشرق الأوسط إذا تدخلت القوى الغربية في سوريا، بعد أن دعا محتجون إلى توفير حماية خارجية للمحتجين مع تصاعد حملة القمع الدموية التي سقط فيها ثلاثة آلاف قتيل منذ اندلاع الاحتجاجات في منتصف مارس. وجاء ذلك قبل محادثات مقررة الأحد بين الحكومة السورية والجامعة العربية بالدوحة تهدف إلى إطلاق حوار بين النظام السوري والمعارضة وإنهاء أعمال العنف التي تصاعدت في أنحاء سوريا خلال الأيام الأخيرة، وأسفرت عن مقتل أكثر من 50 مدنيا بنيران القوات السورية خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، فيما قتل 30 جنديا في حمص وكمين في إدلب شمال غربي البلاد السبت. وأضاف الأسد في مقابلة مع صحيفة "صنداي تليجراف" البريطانية إن الدول الغربية "ستزيد الضغط دون شك"، إلا أنه أكد أن "سوريا مختلفة من جميع الجوانب عن مصر وتونس واليمن. التاريخ مختلف. السياسة مختلفة". ووصف سوريا بأنها تمثل "المحور الآن في المنطقة. إنها خط الصدع وإذا لعبتم بالأرض فتتسببون في زلزال. هل تريدون أن تروا أفغانستان أخرى.. عشرات من (أمثال) أفغانستان". يأتي ذلك فيما يبدو للتحذير من مغبة القيام بعمل مماثل لما حدث في ليبيا حيث لعب التدخل العسكري لحلف شمال الاطلسي دورا محوريا في إسقاط الزعيم الليبي السابق معمر القذافي والذي كان ثالث زعيم عربي يطاح به بعد الثورتين في تونس ومصر، في ظل دعوات متزايدة للمتظاهرين السوريين بفرض "منطقة حظر طيران" فوق بلادهم. وأضاف الأسد الذي يواجه احتجاجات شعبية غير مسبوقة منذ توليه السلطة قبل 11 عامًا: "أي مشكلة في سوريا ستحرق المنطقة بالكامل. إذا كانت الخطة هي تقسيم سوريا.. فسيعني ذلك تقسيم كل المنطقة". وكان حافظ الأسد والد بشار قد أخمد انتفاضة مسلحة ل "الإخوان المسلمين" في مدينة حماة عام 1982 وقتل عدة آلاف. وقال الأسد إن أحدث أزمة جزء من نفس الصراع، وأضاف: "اننا نقاتل الإخوان المسلمين منذ الخمسينات ومازلنا نقاتلهم"، وفق ما أوردت وكالة "رويترز". وقال الرئيس السوري إن السلطات السورية ارتكبت "أخطاء كثيرة" في الجزء الأول من الانتفاضة لكن الوضع تحسن الآن وأنه بدأ في تنفيذ اصلاح في غضون أسبوع من بدء الاحتجاجات في منتصف مارس. وأضاف إن "وتيرة الإصلاح ليست بطيئة جدا. الرؤية لابد وأن تكون ناضجة. الأمر لن يستغرق أكثر من 15 ثانية للتوقيع على قانون ولكن إذا لم يكن يناسب مجتمعك فستواجه انقساما". لكن معارضي الأسد يقولون إنه على الرغم من إلغائه قانون الطواريء ومنح الجنسية لآلاف الأكراد فإن وعوده بالإصلاح تأتي جوفاء في الوقت الذي تقتل فيه قوات الأمن محتجين وتعتقل آلاف الاشخاص، ويقولون أيضا إن الاحتجاجات تحركها رغبة في زيادة الحريات وليس أجندة إسلامية. ودفع إطلاق النار على المتظاهرين الجمعة اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية إلى اصدار أقوى نداء حتى الآن للاسد يدعوه إلى إنهاء قتل المدنيين. ونقلت وكالة أنباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية عن اللجنة قولها إنها "وجهت رسالة عاجلة الجمعة إلى الحكومة السورية تعبر فيها عن امتعاضها الشديد لاستمرار عمليات القتل ضد المدنيين السوريين". وقالت إن اللجنة "عبرت عن أملها أن تقوم الحكومة السورية باتخاذ ما يلزم لحماية المدنيين...وإنها تتطلع الى لقاء مع المسئولين السوريين يوم الاحد 30 من الشهر الجارى فى العاصمة القطرية الدوحة للوصول لنتائج جدية وإيجاد مخرج للأزمة السورية". لكن وسائل إعلام رسمية نقلت عن مصدر بالخارجية السورية قوله إن بيان اللجنة الوزارية يستند "أساسا إلى أكاذيب اعلامية بثتها قنوات التحريض المغرضة" وطالب اللجنة الوزارية بأن "تساعد على التهدئة والتوصل الى حل يسهم في تحقيق الامن والاستقرار في سوريا بدلا من إذكاء نار الفتنة".