محلية النواب تعقد جلسات استماع مع الحكومة لبحث معوقات التصالح في مخالفات البناء بدور الانعقاد المقبل    أستاذ اقتصاد يكشف العائد من حزمة التسهيلات الضريبية الجديدة(فيديو)    واشنطن تعد لائحة اتهامات في إطار التحقيق بالاختراق الإيراني لحملة ترامب    ننشر نص بيان مدريد المشترك حول القضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين    عاجل| الناتو طرفًا مباشرًا في الصراع ضد قوة نووية.. روسيا تحذر "عواقب وخيمة"    سرطان ونزوح وجوع.. رضيع فلسطيني يواجه ثلاثية الموت    بيان «مدريد» يطالب بإعادة السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية على معبر رفح وبقية الحدود    عبد المنعم: هدفي أمام الوداد الأهم في مسيرتي.. وراموس مثلي الأعلى    "استمرار انخفاض الحرارة وارتفاع الرطوبة".. الأرصاد تُعلن تفاصيل طقس السبت    طارق الكومي نقيبا للفنانين التشكيليين    حسن الرداد وإيمي سمير غانم يقدمان مسلسل حق آدم في رمضان 2025    قناة مفتوحة تعلن إذاعة مباراة الأهلي وجورماهيا في دوري أبطال إفريقيا    كرام كردي يستقيل من عضوية اتحاد كرة اليد    رسميًا.. غزل المحلة يضم أحمد حكم لاعب سموحة    "كتلة الحوار" تطالب البرلمان بإرجاء مناقشة قانون الإجراءات الجنائية وإحالته للجان استماع    غدا.. الاستئناف تفصل في قضية مقتل معاون مباحث على يد والده    القبض على 3 متهمين بتزوير وحيازة محررات رسمية    انتشال ضحايا ومصابين.. القصة الكاملة لانهيار عقار شبرا مصر| صور    إعلام إسرائيلى: مبعوث أمريكا يزور إسرائيل الاثنين لإجراء محادثات بشأن لبنان    حريق هائل يلتهم إدارة إسنا التعليمية بالأقصر.. فيديو وصور    ميدفيست للسينما يقيم معرضا داخل الجامعة الأمريكية عن العلاقات الإنسانية    مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون: قلقون من خطاب إسرائيل المتصاعد بشأن حرب مع لبنان    ناصف يتفقد أعمال تطوير قصر ثقافة البدرشين والطفل بجاردن سيتي    حصاد 43 يوما .. حملة «100 يوم صحة» قدمت أكثر من 69 مليون خدمة طبية مجانية    رئيس "الوطنية للإعلام" يهنئ السيسي بمناسبة المولد النبوى الشريف    «الداخلية» تكشف حقيقة فيديو احتجاز مواطن في أسيوط على يد ضابطين لإجباره على تطليق زوجته في أسيوط    40 ألف فلسطينى يؤدون صلاة الجمعة فى المسجد الأقصى    عمرو سلامة يوجه رسالة ل يسري نصرالله بعد مشاركته في "كاستنج"    وكيل أوقاف الفيوم يفتتح مسجد الرحمة بقرية شرف الدين    سقط في الركعة الثانية.. وفاة رجل أثناء الصلاة داخل مسجد بالمنوفية    هل يشعر من مات مظلومًا بعودة حقه بعد وفاته؟.. أمين الفتوى يرد    «حزب الله» يضرب «بياض بليدا» ومقر ألوية «210» الإسرائيليين (تفاصيل)    بدء المرحلة ال2 لمشروع التعاون بين بني سويف التكنولوجية وجامعة كوريا تك الكورية (تفاصيل)    بدء فعاليات الملتقي الثقافي لأطفال المحافظات الحدودية بشاطي عجيبة.. صور    محافظ دمياط يلتقي المواطنين في مسجد قباء    تصريحات مثيرة من جوارديولا حول ال115 تهمة ضد مانشستر سيتي.. ومواجهة برينتفورد    شون شيما: الدوري المصري قوي وتنافسي..وسأبذل قصارى جهدي لمساعدة مودرن سبورت    محاكمة 73 متهمًا في قضية «خلية التجمع الإرهابية»| غدا    جولات مستمرة لتقييم الخدمات بالمنشآت الصحية بأسيوط    غدا.. قطع الكهرباء عن 5 مناطق بسمالوط في المنيا    كل ما تريد معرفته عن المؤشر العالمي للأمن السيبراني بعد انضمام مصر    وكيل صحة شمال سيناء يحيل المتغيبين في وحدات الرعاية بالشيخ زويد إلى التحقيق    الصحة تنظم المؤتمر العلمي السنوي لمستشفى شبين الكوم التعليمي    رابط تسجيل رغبات المرحلة الثالثة 2024 الدور الثاني    رئيس جامعة الجلالة ل«الخريجين»: المستقبل أمامكم استمروا في السعي    ورش مهرجان المسرح التجريبي رؤى جديدة ومبتكرة    «هل المحبة تكون بالقصائد الشركية والرقص؟» دار الإفتاء تحرم الاحتفال بالمولد النبوي في هذه الحالة؟    وفاة «الوحش يفيمشيك» أضخم لاعب كمال أجسام في العالم    أهداف شركة ابدأ الذراع التنفيذى للمبادرة الوطنية    أحاديث نبوية عن فضل يوم الجمعة.. تعادل صيام وقيام سنة كاملة    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد سيدنا الحسين    ضبط 3 متهمين بتزوير المحررات الرسمية بالقاهرة مقابل مبالغ مالية    للعام الرابع.. تعليم البحيرة يتصدر المركز الأول لضمان الجودة والاعتماد    القبض على صاحب كيان تعليمي بدون ترخيص لاتهامه بالنصب بمدينة نصر    جوزيه جوميز يكشف.. نصحية فيريرا له.. وسر إغلاق تدريبات الزمالك    الألاف أدوا صلاة الغائب على إيهاب جلال بالإسماعيلية| فيديو    بعد تحذير صندوق النقد، الذهب يحوم قرب أعلى مستوى على الإطلاق ويتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية    حبس مسجل خطر لقيامه بسرقة المواطنين بمدينة 15 مايو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد حيزة يكتب: التيك توك والقرآن.. كيف تحدث الله عن البلوجرز
نشر في الفجر يوم 27 - 08 - 2024

بينما كنت أجلس ذات مساء، على أريكتي في منزلي بالإسكندرية، بعد يوم عمل شاق، واستغرقني التفكير، في حقيبتي التي أحملها معي يوميا، كما مرة انقطعت الحقيبة واضطررت للذهاب إلى "الجزمجي"، لإصلاحها، وكم أن هذه الحقيبة كلفتني أموالا لإصلاحها، وذهبت في استغراق عميق من التفكير، تقطع زوجتي هذا الاستغراق الهادئ، وتنادي علي كعادتها خمسميت مرة نظرت إليها وكأني كنت نائما منذ ساعات، تضع هاتفها المحمول في وجهي وتسألني تعرف دا ؟؟ .
نظرت مليا متفحصا في الهاتف، مقطع فيديو على تيك توك، لشاب طويل أبيض بشارب أشبه بشوارب عساكر الدرك بتوع زمان ، وهو يتراقص ويغني، ومعه في جولة من جولات التيك توك بطلة من أبطال البورنو السابقات، ويتحدثن بكل وقاحة بإيحاءات جنسية فجة، فنظرت إليها وقلت لها مرتعدا "والمصحف ما أعرفه".
نظرت إلي زوجتي نظرات وكيل النيابة المعتادة وقالت: ركز وتفحص انت تعرفه كويس، فأقسمت أنني لم أره سابقا، فباغتتني باسمه إنه فلان ابن طنط فلانة وعمو فلان، فضحكت ضحكة حلاوة العنتبلي ساخرا، ثم أجبتها بسخرية يستحيل دا كلام فارغ مش هو، ولكن الحقيقة المرة أنه هو هذا الشخص، الذي أعرفه وأعرف والديه كيف كانا مثالا للأخلاق والمثل العليا، كيف به ينحدر في هذا الجب العميق من السوء والرخص، أخذتني الحيرة والاندهاش، كيف حال والديه بما يفعله نجلهما المليونير، أو الملياردير الذي جمع الملايين التي لم يحلم بها يوما ما والده، في أيام معدودة من أرباح التيك توك.
فوجأت وفقا لحديثه هو في إحدى جولاته، أنه يملك فيلات في أماكن مرموقة جدا، وسيارات بملايين، ولديه حسابات بنكية بمئات الملايين، حصيلة الأسد والوردة والتكبيس، في أسابيع قليلة أصبح آسرا لقلوب الفتيات، شخصية عامة ومهمة، يتهافت عليه المغنون والفنانون، ويتصارع عليه المارة في الشارع لالتقاط صورة معه، ربنا يبارك له ، ولكن كيف ذاك.
كيف أصبح والديه فخورين بابنهما، بعدما أصبح "رقاصة بشنب"، وأشهر بلوجر في مصر والوطن العربي، المعروف بالإيفهات الجنسية، وقد كانا في نظري كفاتن حمامة في ضمير أبلة حكمت ونور الشريف في آخر الرجال المحترمين، كيف تغير بوصلتيهما واستدارت بعيدا عن الأخلاق والمثل.
تذكرت وقتها قارون وكيف أن مفاتيح الحجرات التي تضم كنوزه، يصعب حملها على مجموعة من الرجال الأشداء، وزاد حزني لما رأيت التهافت عليه، وهو يقدم المحتوى الخبيث المقيت، وكيف أن آلاف الشباب انبهر به، فتذكرت قارون أيضا لما خرج ذات يوم على قومه، بكامل زينته، فطارت قلوب بعضهم، وتمنوا أن لو كان لديهم مثل ما أوتي قارون، وأحسوا أنه في نعمة كبيرة.
انظر كيف السيارات تخدع، وكيف الفيلات والعقارات والمقابلات والسفريات والشورتات باهظة الثمن والموبايلات الذهب، كيف ينخدع الناس بشكل سريع في ظل هذه الأجواء الاقتصادية الصعبة، بهذه المظاهر، التي أتت من مصدر خبيث ورث، وانظر في الجهة المقابلة كيف جاء العقاب حاسما لقارون (فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ) في لمحة خاطفة ابتلعته الأرض وابتلعت داره، ولم يجد أحد ينصره ولم ينفعه ماله ولا رجاله، وأصبح الذين تمنوا مكانه أمس يقولون ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر لولا أن من الله علينا لخسف بنا.
أنا أعلم أن السعي نحو الثروة السريعة له جاذبية لا تُقاوم، خاصة في مجتمعات تعاني من البطالة أو الفقر، والناس يبحثون عن حل سريع لمشاكلهم المالية، ويُغريهم الوعود بعوائد كبيرة في وقت قصير وكل الفتن حولنا تسهم في تعزيز هذا النوع من التفكير من خلال عرض قصص النجاح التي تفتقر إلى كل مسببات النجاح ذاته.
الخلاصة، لا تنخدعوا بهؤلاء، لا تيأسو من السعي الجاد، حتى وإن كان كاتب هذه الكلمات يائسا، أمام هول النفقات وقلة الدخول، أمام كساد بضاعة الصلاح، ورواج بضاعة الطلاح، إن والله سنن الله ماضية، ولن يظل الحال على اعوجاجه، والعاقبة لمن اتقى.
لست داعية ولا شيخا، ولا أكتب هذه العبارات بحقد طبقي، ولا بإرث ناصري اشتراكي، إنما بنظرة المتفحص، إنه مهما حادت الدفة، وضلت سيأتي يوما ويستقيم الحال، وسيعود العلماء والنبغاء والمثقفون والأدباء والكتاب والمجتهدون للصدارة، وستروج بضاعتهم من جديد، وسيكونون هم نجوم المجتمع وقادته بدلا من هؤلاء الشرذمة الكثيرين، وستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلى الله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.