تشهد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، خلال الفترة الراهنة حالة من الجدل بسبب بعض المستجدات التي شهدتها الساحة الكنسية مؤخرًا على الأقباط خلال الاحتفال بإتمام طقوس الزيجة والتي تُسمى ب "الأكاليل". المستجدات الجديدة الصادرة من قبل مطارنة واساقفة الكنيسة وأعضاء المجمع المٌقدس، استهدفت الحفاظ على حالة الحشمة داخل الكنيسة، وكان أحدث من وضع نظام للحفاظ على هذه الحالة مُطرانية طنطا للأقباط والتي يرأسها المُطران الأنبا بولا.
غرامة 2000 جنيه لفرض الاحتشام بطنطا وكان قد قرر نيافة الحبر الجليل الأنبا بولا مطران طنطا للاقباط الارثوذكس إلزام جميع كنائس الايبارشية بتقديم جرعات تعليمية مكثفة عن الاحتشام وتطبيق وصايا الانجيل من خلال العظات المقدمة فى اجتماعات الشباب والخريجين والخدام وكذا جميع مراحل التربية الكنسية وايضا عظات القداسات الالهية مع عمل نبذات مطبوعة بصفة دورية فى هذا الشان مدعمة بايات الكتاب واقوال الاباء. وقال في بيان له إن من منطلق القدوة والنموذج لا يسمح لاى خادمة بحضور القداس دون لبس الايشارب (غطاء الرأس) ونشر هذا الوعى فى جميع مراحل خدمة البنات الخدمات والمخدومات، مع عدم السماح للشباب بالدخول من بوابة الكنيسة بالشورت أو ببنطلون ممزق يكشف اجزاء ساقه وماينطبق على الشباب فى هذا الامر ينطبق على الشابات ايضا في إشارة إلى أنه عند حجز الاكاليل والخطوبات يتم توقيع تعهد من العروسين واولياء امورهم بالالتزام بملابس الاحتشام هم واقاربهم وان يدون على كارت الدعوة سواء المطبوع أو المرسل بوسائل التواصل الاجتماعى عبارة: "غير مسموح بحضور الاكليل أو الخطوبة بملابس غير محتشمة". واوضح أنه لا يتم تاكيد الحجز الا بعد التاكد من صياغة الدعوة مع الجهة المختصة بالحجز، كما يلتزم العروسان أو اسرتيهما بالتوقيع على كارت ارشادى بين حدود الملابس غير المسموح بدخولها الكنيسة، هذا ويتم دفع مبلغ تامين قدره 2000 جنيه لا يتم ردها فى حالة التجاوز فيما يخص البنود السابقة. واشار إلى أنه تقوم كل كنيسة بتعيين امن نسائى من سيدات فضليات وبزى موحد على ان تحمل تحقيق شخصية خاص بذلك وعليها تنفيذ هذه التعليمات على كل الداخلين من بوابات الكنيسة ولهن سلطة منع المخالفين من الدخول، كما يفوض الاباء الكهنة بايقاف الصلوات فى حالة المخالفة واخراج كل المخالفين من الكنيسة لضمان استمرار الصلوات. واختتم بالاشارة إلى أن الخادامات المخالفات لهذه التعليمات يوفقن عن الخدمة ويحالوا لاباء الاعتراف لارشادهن واقرارهن بالتوبة والعودة للالتزام على الا يتم عودتهم للخدمة الا بعض العرض على اللجنة المختصة. البرنص لغير المحتشمات في السويس لم يكن الأنبا بولا أول من يفرض قوانينه على غير المحتشمين، فقد كان للانبا بموا أسقف السويس، مساهمة في الأمر، فمسبقًا وزعت كنائس الايبارشية منشورا نص على إلغاء زينة الكنائس في الأفراح "الأكليل"، على أن يدفع كل حاجز أكليل غرامه تأخير ضمن رسوم الإكليل، ويستردها عند الإلتزام بالموعد المحدد، مع التأكيد على ضرورة الاحتشام في الملبس خلال حضور المناسبات المختلفة بالكنيسة، وخاصة حضور الأفراح، وهذا يسرى على "العروس والمدعوات". اسقف السويس قال إنه في حال حضور سيدة بملابس "غير محتشمة" فترتدي "برنص طويل"، من باب الكنيسه الخارجي إلى نهاية صلوات السر المقدس.
لا صلوات للمحتفلين بعد الاكليل كانت لايبارشية المنوفية مساهمة اخرى، فمنع الانبا بنيامين إقامة الأفراح خارج الكنيسة، مع الاكتفاء بالحضور إلى القاعة الملحقة بالكنيسة ليحتفل فيها العروسين، وذلك بشكل هادئ دون رقص أو أغاني، على أن يسدد العريس مبلغ تأمين لا يسترده إلا بعد التأكد من عدم إقامته فرح، وفي حالة إصرار العروسين على إقامة فرح خارج قاعة الكنيسة يمتنع الكهنة عن إقامة صلاة الأكليل. وتحت عنوان "مفهوم الفرح"، كان قد صدر بيان للأنبا بنيامين، قال فيه: "توجد فرص كثيرة نفرح بها مثل الأعياد، وكذلك الترقي في المناصب، والنجاح لمن في مراحل الدراسة، وكذلك الأفراح في سر الزيجة المقدس، وهذه قضية لا أعتقد أن أحدًا لا يعرف ما يحدث فيها من تجاوزات كثيرة كالأفراح العالمية من رقص وخلاعة وعري وخمر وعناء". وأضاف الأنبا بنيامين: "أريد هنا أن نعرف قوانين الكنيسة في هذا الأمر والتي تحكمنا، وهي يجب أن يراعي المسيحيون أن لا تتحول أيام العرس إلى أيام خجل ولعنة بما اعتاد بعضهم أن يقوموا به من خلاعة غير لائقة، ولا يشتركون في الرقص والخلاعة، بل يتجنبوا هذا التهريج لأنه لا يليق بسلوك المسيحيين، ولا يجوز للإكليروس (رجال الكنيسة - والشعب –الأقباط) أن يقيموا حفلات طرب ورقص وخلاعة". وذكر أن "المجمع المسكوني منع كلية حفلات الرقص والأغاني، وكل من لا ينفذ هذا القانون إن كان شماسًا أو كاهنًا فإنه يُشلح من كهنوته، وإن كان علمانيًا فليقطع من الكنيسة، يجب على رجال الكهنوت أن يمنعوا كل ما هو غير لائق في أي عرس وزواج، لذلك يجب على الجميع أن يعلم ذلك". البداية للانبا بيشوي بداية مسيرة الحفاظ على الحشمة داخل الكنيسة كانت للمطران الراحل الانبا بيشوي مطران دمياط وكفر الشيخ والبرارى، الذي كان قد أصدر أكثر من قرار وتصريح يطالب القبطيات بالاحتشام داخل الكنيسة، منها قراره بالتنبية على الفتيات اللاتي تزيد أعمارهن عن 11 عامًا والسيدات بعدم ارتداء البنطال، وأن يرتدين ملابس تتسم بالحشمة والوقار مع عدم وضع مكياج، أثناء تقدمهن للتناول، وهو أحد أسرار الكنيسة السبعة.