التقت كاميرا بوابة الفجر في أثناء تغطية أعمال الترميم الجارية بجامع الظاهر بيبرس البندقداري، بأحد العاملين في ترميم المسجد، وهو الأسطى نجار رمضان مختار، أحد عمال الترميم الذين يعملون ضمن فريق ترميم المسجد، والذي أعلنت وزارة الآثار استئناف ترميمه بعد توقف دام 7 سنوات. وقال رمضان مختار في تصريحات خاصة للفجر، إن صنعته هي النجارة، وقد عمل في صيانة وترميم الآثار الخشبية منذ 20 عامًا، والمهنة تتطلب خبرة عالية؛ لأن التعامل فيها دقيق للغاية، ويتم تحت إشراف عدد كبير من المتخصصين، وكل خطوة لها خطة عمل مسبقة، وهؤلاء المختصين منهم مهندسين إنشاءات، وخبراء ترميم آثار، وأثريين مختصين في الأثر نفسه. وأضاف مختار، أن أعمال الترميم الجارية في جامع الظاهر بيبرس حاليًا، يوجد فيها ثلاثة قطع خشبية أصلية، عبارة عن ثلاثة أبواب من الخشب العزيزي، وهي أبواب ضخمة إذ يبلغ ارتفاع الضلفة الواحدة ثلاثة أمتار، فيما يبلغ عرضها ما يقرب المتر ونصف، وبكل ضلفة باب إطارين من صفائح المعدن "تصفيح"، إطار في الأعلى والآخر في الأسفل، وهي مثبتة بمسامير ذات رؤوس مكوبجة. وأوضح مختار أنهم يقومون باستعادة الشكل الأصلي للباب، عن طريق استكمال القطع المهشمة أو المفقودة منه، باستخدام نفس نوع الخشب المستخدم في تصنيع الباب الأصلي، وهو الخشب العزيزي، والذي يعتبر من الأخشاب النادرة حيث يتم استيراده من الخارج. وأشار أن هناك قطعة خشبية رابعة، وهي كرسي المقرئ، والتي سوف يقومون أيضًا باستعادة الأجزاء المفقودة منها واستكمالها وإرجاعها لشكلها الأصلي كما كانت حالة الإنشاء، وهو ما يتم ذلك في إطار توجيهات المختصين من أساتذة الآثار وخبراء الترميم ومهندسي الإنشاءات. يذكر أن جامع الظاهر بيبرس يشهد مشروع ترميم شامل، أعلن عنه الدكتور خالد العناني وزير الآثار، وهو المشروع الذي بدأ عام 2007 بمنحة من دولة كازاخستان قدرها 22 مليون جنيه مصري، ثم توقفت أعمال الترميم عام 2011م، ثم أعلن العناني استئنافها أول أمس حيث تستغرق الأعمال 18 شهرًا، وتبلغ إجمالي تكاليف أعمال الترميم ما يقرب من 120 مليون جنيه مصري.
